عريقات يعقب على كلمة الرئيس عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

صائب عريقات
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

عقب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني د . صائب عريقات اليوم السبت، على كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكد عريقات على أن هناك رسالة وخطة استراتيجية متكاملة طرحها سيادة الرئيس فلسطينيا عربياً وإقليمياً ودولياً، وأن هناك الجانب الصحيح من التاريخ جانب القانون الدولي والشرعية الدولية وهو جانب الحق والعدالة والتعايش، وهناك الجانب الخطأ من التاريخ الذي يقوم على أساس الظلم والإخضاع والبطش والبلطجة السياسية".

وقال إن الرئيس عباس يدرك أن العالم أجمع يشاهد ويستمع إلى خطابه ويدرك تماما انه عندما يقول سلطة احتلال إسرائيل ومن خلفها إدارة الرئيس ترمب، يدرك أن الرئيس ترامب لديه 25 بالمائة من الاقتصاد العالمي، ولديه القدرة على تدمير الأرض 300 مرة، ولديه القدرة على تغير الأنظمة وإجبارها وإخضاعها.

وشدد على أن الرئيس عباس، قدم للعالم في الجزئية الأولى من خططه، مضيفاً: "أني اعرف كل الحقائق على الأرض وأعرف كيف استطاعت الولايات المتحدة أن تضغط على الإمارات والبحرين وغيرهما، حتى تسير في طريق سواء عن قناعة أو غير قناعة وتجاوز القضية الفلسطينية وتجاوز الحق الفلسطيني وإلغاء المرجعيات المحددة".

واستدرك بالقول: "لكن في نفس الوقت الرئيس محمود عباس قال إذا أردتم السلام وإذا أردتم العدل والأمن والاستقرار فهناك طريق واحد، لن يتحقق امن وسلام واستقرار مع استمرار الاحتلال والإخضاع والقهر التي تقوم به سلطة الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفها إدارة ترمب، الذي يحقق السلام هو إنهاء الاحتلال ،هو تجسيد استقلال دولة فلسطين وفق مبدأ الدولتين على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وحل قضية اللاجئين حسب قرار 1994 ، هذا المضمون، و الآلية عقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات، وهذه وظيفة السكرتير العام للأمم المتحدة، والأمم المتحدة هي عضو في اللجنة الرباعية مع ضامن للسلام جميهم أعضاء في اللجنة الرباعية ، وبالتالي المرجعية هي القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة".

وذكر عريقات: "قبل ما تتكلم عن السلام الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن تتكلم يا ترامب عن السلام الفلسطيني الأمريكي، أنت قطعت المساعدات عن الشعب الفلسطيني وأغلقت مكتب المنظمة وأغلقت مكتب القنصلية الأمريكية، و قطعت المساعدات عن وكالة الغوث للاجئين وطرحت خطة للضم والاستيطان".

وتابع: "وطرحت خطة مواقف وليس خطة مصالح، هذه حقيقة، لذلك عندما يرد السيد الرئيس هو ليس تكرار كما يقول البعض، هذا صمود وتحدي وإصرار، إذا أردتم السلام ونحن نتمسك بالسلام كما يقول محمود عباس لن يكون سلامنا بأي ثمن ،سلامنا يكون على أساس إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 67 بعاصمتها القدس الشرقية و حل قضيه اللاجئين وفق القرار 194".

وشدد على أن هذه أسس وركائز السلام ولن يكون هناك مقايضه حق بحق، هذه الرسالة واضحة وتماما لأن الرئيس محمود عباس يدرك ان ترامب يقول أن السلام يجب أن يبنى على الحقيقة ، وزير خارجيته يقول أنا أسير مع السيد المسيح عليه السلام لشرعنة الاستيطان وشرعنة الضم، ويدرك ما معنى أن تخرق الإمارات والبحرين مبادرة السلام العربية ويدرك هذا الانهيار حاصل، ويدرك هذه الحملة المسمومة المسعورة التي تشن على الشعب الفلسطيني وقيادته في كل الجوانب والتشكيك، حيث يقولون " من أنتم حتى تقفوا في وجه أمريكا ؟ ومدرك تماما الآن أن الدول العربية طبعت لان الفلسطينيون فاوضوا عقدين ولم يحققوا نتائج ، بمعنى تحميلنا كل الأخطاء والاستيطان والمستوطنات والإملاءات والإعدامات الميدانية".

وجاء في حديثه: "الرد حاسم وواضح لن نخضع ولن نستسلم ولن نركع ، ونحن على هذه الأرض ونحمي وجودنا وان لم يكن لدينا سلام، وتستطيع إسرائيل جلب وفتح 193 سفارة في تل أبيب وليس فقط الإمارات والبحرين ، هل هكذا يتم حل المشكلة ؟ هناك نقطة ارتكاز أساسية وهي الثالثة الوضع الداخلي الفلسطينية ، وحياتنا تقوم على التعددية السياسية وليس تعدد السلطات وانتخابات تشريعية برلمانية ورئاسية والمجلس الوطني".

وبين عريقات أن من يوقع اتفاق يوافق على صفقة القرن وزيارة المسلمين للقدس ليصلي في المسجد الأقصى ، ويقولون ان هذا لمصلحة الفلسطينيين ، أين مصلحتنا في خطابكم و اتفاقياتكم ولم تذكروا حتى ان فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية ، ونتنياهو قال إن هذه اتفاقيات وسلام شامل من اجل السلام وفق رؤية الرئيس ترامب ، و الرئيس عباس قال إن لا احد يتكلم باسمنا ولم نفوض احد ولا يجوز لأحد أن يقول انه يعرف مصلحتنا أكثر منا، اذا كانت المسالة قرار سيادي فلتقول الدول المطبعة أن مصلحتها ومكانتها تتطلب إقامة حلف مع إسرائيل على أساس السلام مقابل الحماية ، لحماية أمنها أو إنشاء تحالف عسكري أو وضع منظومة الأمن العربي وإسرائيل جزء منها".

وشدد على أن "فلسطين جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي ولن نكون إلا كذلك ، ولكن أن يتحدث احد باسمنا عن فهموا الدقيق لمصالحنا ا وان يقول بعد أن كسر مبادرة السلام العربية أننا ممكن أن نبني على ذلك، لماذا ؟، نتنياهو يقول انه حصل على مساعدة لكسر المبادرة العربية، و بلير يقول أن هذا هو الطريق الصحيح ان تبني سلام مع الدول العربية ثم تجلبون الفلسطينيين وهي مخططات نتنياهوا واليمين الإسرائيلي ، و قالها كوشنير انه سيقلب مفهوم السلام ومبادرة السلام العربية من الألف الى الياء بطريقة معكوسة من الياء إلى الألف".

ولفت إلى أن الرئيس عباس في خطابه أبقى الباب مفتوحا للسلام ، ولكنه قال انه قال للقاصي والداني " واهم من يستطيع تحقيق السلام بتجاوز الفلسطينيين والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية "، آلية ذلك مؤتمر دولي كامل الصلاحيات ، والمرجعيات واضحة ، والقانون الدولي واضح ولكن ما جاء به ترامب هو ليس خطة سلام إنما خطة مواقف إسرائيل والمواقف الإسرائيلية المتطرفة.

وأكد على أن الرئيس عباس قال وأكد أنكم تستطيعون فعل ما تشاءون وجلب الإمارات والبحرين وغيرها ، ماذا يغير على الأرض من حقيقة على الأرض أن العربي المسيحي المسلم يشكل 50.9 % من السكان من النهر إلى البحر ، نحن السلام ، ولكن ما تقومون به في هذه الأفكار والألاعيب هو تدمير للسلام ووضع الناس في دائرة العنف والدماء.

وشدد عريقات، على أن المفاوضات وعملية السلام لا تصنع ولا يتم التفاوض على المواقف بل على المصالح ، وهم ابعد ما يمكن عن الأهداف الدقيقة التي حددها الرئيس بقوله "انه واهم من يظن انه يستطيع تجاوز الشعب الفلسطيني وان يقهر الشعب المصمم على حريته واستقلاله وسيواجه الحملات الظالمة من العدوان على كافة الأصعدة".

وبخصوص الوضع الداخلي الفلسطيني بين عريقات: "هناك تقدم كبير ، وخلال أيام سيعقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل ليتم الإعلان عن موعد الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية والمجلس الوطني لاحقا، وان هناك اتفاق كبير حصل لتحقيق المصالحة الفلسطينية، والرسالة أن فلسطين دولة تقوم على التعددية السياسية".

وأورد: "برغم الاحتلال نصر على أن تكون فلسطين انعكاسا للحياة الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان والمكاشفة والمحاسبة وصون حقوق المرأة ، وتقوية وحدتنا الوطنية وتعزيز صمودنا وبناء مؤسساتنا، ونقف ضد الإرهاب بكافة أشكاله ، والاحتلال يعتبر أرقى أنواع الاحتلال وإرهاب الدولة المنظم الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني من استيطان وإعدامات وفصل وضم واستيطان، واختتم الرئيس أننا ستبقى الأوفياء للسلام العادل الحقيقي والشامل والشكر إلى دول العالم بلا استثناء ، والتي طلبت من إسرائيل ليس تعليق أو تجميد الضم إنما حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران 1967 ، الكلمة الوحيدة التي خلت من اسم فلسطين هي كلمة ترامب الذي تحدث بلغة تهديد وأحقاد وانتقام من الرئيس الفلسطيني الذي رفض دق الباب الأبيض بعد فرض العقوبات".

وأشار إلى أن إسرائيل لا يمكن أن تكون جزءا من منظومة الأمن القومي العربي لسبب بسيط ، وجودها يرتكز على انه لا يسمح لأي عربي برفع رأسه اقتصاديا أو تكنولوجيا أو عسكريا لأنهم يريدون أن تبقى إسرائيل أقوى من كل العرب مجتمعين أو منفردين في هذه المجالات.

وجاء في حديث عريقات: "مجرد الاعتماد على إسرائيل كامن قومي عربي فهذا اغرب من الخيال ، لان إسرائيل وقفت ضد العرب في كل الأزمان والحروب، ونذكر المطبعين أن ترامب سيعود لاستخدام ملفات حقوق الإنسان والشفافية وملفات المحاسبة إذا فاز في فترة رئاسية جديدة".

واختتم حديثه بالقول: "أمريكا دولة عميقة تقلب اليمين يسار واليسار يمين ولا يجب أن يعتمد احد على أمريكا او ترامب تحديدا في أي أسس من أسس بقائكم وبقاء دولكم ومخاطركم الوجودية، ننا لا نتدخل بشؤون أي دولة ولا نسمح لأي دولة أن تتدخل في شؤوننا في القضية الفلسطينية لم نفوض احد وممثلنا منظمة التحرير الفلسطينية ولدينا برنامج يستند إلى القانون الدولي والشرعية الدولية".