صحيفة فرنسية تكشف وثائق سرّية تتعلق بملف الاغتيالات أثناء احتلال الجزائر

اغتال الاستعمار الفرنسي أوروبيين تعاطفوا مع ثورة الجزائر
حجم الخط

باريس - وكالة خبر

كشفت صحيفة "لوموند"، اليوم الأحد، في تقرير مفصل، وثائق سرية فرنسية تظهر مخططاً لتصفية واعتقال مواطنين فرنسيين وأوروبيين ممن كانوا يساندون ثورة التحرير الجزائرية بين عامي 1954 و1962.

واعتمدت الصحيفة في تقريرها على ملفات سرية، ومذكرات شخصية لجاك فوكارت، كاتم أسرار الجنرال ديغول، إضافة إلى كتاب "قاتلو الجمهورية" لمؤلفه فنسون نوزيل.

وذكرت الوثائق، أنّ جاك فوكارت كان صاحب المخطط السري الذي يقوم على سلسلة من التهديدات والاعتداءات والهجمات التخريبية والاغتيالات الموجهة، بناءً على أوامر الجنرال الفرنسي ديغول.

وبينما أوكلت أعمال الاغتيال والهجمات لفريق العمليات في مصلحة التوثيق الخارجي وخدمة مكافحة التجسس Sdece، وهي التي باتت تعرف اليوم باسم المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE).

وأشارت الصحيفة إلى أنّ مسؤول، قدر عدد الاغتيالات التي تمت بموجب المخطط بـ (140 اغتيالًا) في عام واحد، فيما قدر مستشار رئيس الوزراء المكلف بشؤون المخابرات في الفترة ما بين عامي 1959-1962، قسطنطين ملنيك عدد الاغتيالات التي تمت بموجب هذا المخطط بـ(140 اغتيالًا) في العام 1960 وحده.

وبحسب الصحيفة، هناك 3 فئات من المستهدفين بالتصفية:

الأولى: فئة "الفرنسيين المؤيدين لجبهة التحرير الوطني" التي حملت اسم جاك فافريل.

الثانية: فئة "المهربين" التي ضمت 6 بائعي أسلحة وأوروبيين مقربين لجبهة التحرير الوطني، من بينهم نمساوي وألماني وثالث فرنسي جزائري ينتمون إلى شبكة تهريب الجنود الهاربين الموقوفين.

الثالثة: فئة "السياسة".

وبحسب الصحيفة، فإنّه كان يجري الموافقة على الأسماء من قبل رئيس أركان الدفاع الوطني الملحق بالجنرال ديغول.

وتظهر هذه العمليات (من وضع قوائم بأسماء أشخاص والموافقة عليها من السلطات)، طبيعة المخطط الذي كان يستهدف المؤيدين لثورة الجزائر التحريرية، خصوصًا ممن يؤثرون بشكل مباشر على مصالح القوة الاستعمارية الفرنسية في البلد الشمال أفريقي.

وتشمل الوثائق التي كشفت الصحيفة عنها، وثيقة أظهرت جدولًا يحمل معلومات عن جميع عمليات الاغتيال والاعتداءات التخريبية مع الهدف المراد تحقيقه في كل عملية والوسائل المستخدمة فيها إضافة إلى مكان العملية، وختامًا نتيجتها. ويتعلق هذا الجدول بالعمليات التي جرى تنفيذها منذ بداية عام 1965.

كما تكشف الوثيقة عن (47 عملية)، وردت تفاصيلها في الجدول، وبينما نجحت (17 عملية) منها، وألغيت (17 أخرى) نظرًا لتعليمات جديدة "عليا" أو حتى بسبب "عدم توفر الأمن والسرية"، و(4 عمليات) أخرى وصفت بأنها فاشلة. ويضم الجدول أيضا (9 عمليات) كان يجري التحضير لها في ذلك الوقت.

و لفتت الصحيفة، إلى أنّ الجدول جرى إعداده بطلب من جاك فوكارت، في صيف 1958، بهدف الحصول على معلومات عن نشاط الفريق المكلف بالعمليات، لكن المعلومات الواردة في الوثيقة توقفت في شهر آذار/ مارس 1958.