قال الكاتب الاسرائيلي في صحيفة هآرتس الاسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء عاموس هرئيل ان عمليات الطعن تتواصل دون ان تستطيع أجهزة الأمن الاسرائيلية منعها ، لان منفذي العمليات ليس لهم سوابق أمنية او اي علاقة بالتنظيمات الفلسطينية.
وأضاف الكاتب الاسرائيلي ان هناك عامل مشترك لغالبية منفذي عمليات الطعن وهم أنهم من سكان القدس الشرقية ويحملون الهويات الزرقاء التي تسمح لهم بالتحرك بحرية شبه تامة بين اجزاء المدينة ، الأمر الذي يثبت صعوبة عمل قوات الامن لتحييد العمليات مسبقاً والتي لا يظهر منفذوها اي دلائل مسبقة على نواياهم وهي تثبت الفجوة المنطقية في الادعاءات التي يطرحها اليمين وبعض وزراء الحكومة الاسرائيلية.
وتابع:" ليس فقط يصعب تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن العمليات التي تخرج من المنطقة الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، في وقت تحاول فيه كبح العمليات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حسب افادة الشاباك وشعبة الاستخبارات، والتي اصبح رئيس الحكومة يتقبلها ايضا. بل ان من يطالبون الان بالقيام بعملية واسعة لإحباط (الارهاب)، ويحذرون من التعامل السلبي الاسرائيلي في الصراع ضده، يجدون صعوبة في طرح حلول مقنعة. هل ستفيد موجة الاجتياحات والاعتقالات، عندما تكون "قاعدة الارهاب" التي تهاجم إسرائيل الآن، قائمة على فتية وفتيات يتزودون بسكاكين المطبخ؟
وقال :" حاليا ، لا يواجه الجهاز الأمني مختبرات (الارهاب) ومهندسي العبوات في القصبة او المسؤولين عن ارسال منفذي العمليات في مخيمات اللاجئين في الضفة. ويصعب الحديث عن ذكاء في الصراع الفلسطيني، لأنهم عادوا الآن مرحلة الى الوراء، الى الوسائل البدائية جدا الخاضعة لسيطرتهم. حتى في عملية العبوة التي فشلت امس الاول قرب معاليه ادوميم، تم تفعيل اسطوانة غاز مفخخة، وليس حزاما ناسفا. ومع ذلك تكفي موجة العمليات الحالية كي تقوض من جديد مشاعر الأمن الشخصي، التي بنيت بجهد كبير خلال العقد التالي للانتفاضة الثانية".
وأوضح الكاتب الاسرائيلي ان المسألة ليست في عدد القتلى الاسرائيليين الذي يؤثر وانما وتيرة الهجمات والشعور بأن الجهاز الأمني الاسرائيلي لا يزال يبحث عن حلول ربما تتيح له تقليص موجة العمليات، لكن الادعاءات التي يطرحها النقاش السياسي لا تجعل عمل الشرطة اسهل. والشرطة هي التي تتواجد الآن على الجبهة اكثر من أي جهاز امني آخر.
وأضاف :"في الضفة الغربية وعلى الرغم من التظاهرات تواصل اجهزة الأمن الفلسطينية بذل جهود لمنع الاحتكاك المباشر بين المتظاهرين وقوات الجيش، اما الشرطة فتجد صعوبة في المناورة بين معالجة العدد الكبير من المظاهرات في القدس وفي البلدات العربية في إسرائيل، وبين مواجهتها لموجة عمليات الطعن. ويمكن لسلسلة العمليات ان تقود الى موجة من عمليات الثأر من جانب اليهود في الأحياء المقدسية.
وأردف قائلا:" قوات الشرطة تواجه حتى الان عمليات الطعن بشكل يثير التقدير. انهم كثيرا ما ينجحون بتشخيص منفذي العمليات اثناء تحركاتهم (وعندها تنفجر العملية فيهم بدل المدنيين كما حدث في عدة احداث في البلدة القديمة). وفي احيان اخرى يصلون بسرعة ويصيبون منفذ العملية فور مهاجمته لأول مواطن. لكنه من الواضح ان "غطاء" الشرطة يصل الى اقصى حدود قدراتها، وان دلائل التآكل بدأت تبدو على شرطة لواء القدس وقوات التعزيز، التي تعمل بشكل متواصل وبتوتر عال لساعات طويلة. بعد قليل ستضطر الشرطة الى انعاش وحدات متآكلة واستبدالها بقوات تعزيز، لن يتألف بعضها من وحدات الخط الأول، الاكثر تدريبا".
وقال الكاتب الاسرائيلي :"لقد بادر رئيس الحكومة ووزير الأمن الداخلي الى تجنيد 12 كتيبة احتياط من حرس الحدود، كي تساعد في تحمل الاعباء، ومع ذلك، من المهم ان نذكر ان هذه قوة لا تتدرب بشكل كاف، لأسباب مالية، وانه تم قبل عدة سنوات نشر تقرير قاس لمراقب الدولة حول مستوى المعدات والتدريبات وتأهيل كتائب الاحتياط في حرس الحدود".