تمرّ الذكرى الـ20 لجريمة الإعدام البشعة للطفل محمد جمال الدرة، وهو في حضن أبيه، برصاص الحقد والغدر الإسرائيلي، اليوم الأربعاء الذي يوافق 30 سبتمبر.
ولا يزال مشهد استشهاد الطفل الدرة (12 عامًا) ، مطبوعًا في أذهان الفلسطينيين والعرب والعالم أجمع وهو يحتمي بوالده من وابل الرصاص الإسرائيلي الذي انصبّ عليهما كالمطر.
وثّقت عدسة كاميرا مصور قناة "فرانس 2" جريمة الإعدام البشعة للطفل الدرة، وشاهد العالم أجمع في 63 ثانية نموذجًا وحشيًا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وتحديدًا الأطفال، في انتهاك صارخ للمواثيق والأعراف الدولية.
ظهر في الفيديو القصير، جمال الدرة والد الطفل وهو يحتمي خلف برميل إسمنتي ويضع طفله محمد خلف ظهره ويصرخ بأعلى صوته على جنود الاحتلال بوقف إطلاق النار مردّدًا "مات الولد.. مات الولد".
لم يستمع جنود الاحتلال للأب، وأطلقوا الرصاص حتى اخترقت الرصاصة يد الوالد اليمنى، ثم أصيب محمد بأول طلقة في رجله اليمنى، وفوجئ الأب بعد ذلك بخروج الرصاص من ظهر الصغير، بعدما اخترق الجسم والأقدام والأيدي حتى وصل للبطن والحوض، وما هي إلا لحظات ورقد الصبي شهيدًا على ساق أبيه الذي أصيب بجروح بقي ينزف منها لوقت طويل.
حاول الاحتلال الإسرائيلي التبرؤ من قتل "الدرة"، من خلال إلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية، والادعاء أن الطفل محمد قتله فلسطينيون لتشويه صورة الجيش الإسرائيلي لدى الرأي العام الدولي.
ولكنّ كتاب "موت طفل" للصحفي أندرلان، أورد اعترافًا لقائد العمليات في الجيش الإسرائيلي جيورا عيلاد، الذي صرح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2000، بأن "الطلقات جاءت على ما يبدو من الجنود الإسرائيليين".
هزّت جريمة إعدام الطفل محمد الدرة في أحضان أبيه العالم أجمع، وأثارت غضبًا فلسطينيًا عارمًا؛ أذكى لهيب "انتفاضة الأقصى" التي لم يكن مرّ يومان على اشتعالها بعدما دنّس رئيس الوزراء الإسرائيلي آرئيل شارون ساحات المسجد الأقصى المبارك.
وأسفرت الانتفاضة الثانية التي استمرّت نحو خمس سنوات عن استشهاد 4412 فلسطينيًا إضافة لـ48322 جريحًا، بينما قتل 1069 إسرائيليًا وجرح 4500 آخرون.