كان لا بد أنّ يصل هذا الزائر الغامض القادم من الصين إلى قطاع غزّة، حيث كانت الجهات الحكومية قد وضعت استعدادتها لهذا السيناريو، رغم محاولات منع أو تأخير وصول فيروس كورونا إلى القطاع المحاصر منذ 14 عاماً، والمنهك اقتصادياً وصحياً.
بعد فرض حظرٍ تجوالٍ في كافة محافظات قطاع غزّة لإحتواء الإصابات بفيروس كورونا، وسعي البلديات لتوفير احتياجات السكان المحليين، في ظل استمرار قرار فصل المحافظات عن بعضها، وتُعتبر بلدية الزهراء نموذجاً لإحدى بلديات القطاع.
وفي الإطار، قال رئيس بلدية مدينة الزهراء مروان حمد: "إنّه منذ اللحظة الأولى التي تم اكتشاف إصابات بفيروس كورونا في قطاع غزّة، تم تفعيل خطة الطوارئ التي أعدها مجلس البلدية والمعتمدة من الوزارة".
وأضاف حمد: "تم تشكيل فرق عمل لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين من الآبار والمياه، وذلك في ظل انقطاع التيار الكهربائي"، مُوضحاً أنّه جرى تشكيل طواقم من العمال للقيام بأعمال النظافة، مع الالتزام بإجراءات سلامة العاملين، بتوفير المعدات والملابس الخاصة من الجهات المعنية، وعقد محاضرات توعية للعاملين لتعزيز مفاهيم الوقاية والحماية.
ولفت إلى أنّ طواقم البلدية أجرت عمليات تعقيم لمداخل الأبراج، إضافةً إلى متابعة نظافة المدينة من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين، مُبيّناً أنّه تم التنسيق مع وزارتي الصحة والداخلية، لتوفير نقاط بيع المستلزمات الأساسية، والتي تشمل: "شحن بطاقات الكهرباء، الخبز، والخضروات" مع الالتزام بإجراءات الوقاية.
وختم حمد حديثه، بالقول: "لجنة الطوارئ في الزهراء تضم لجان ترفيهية وثقافية، ستُشرف على عقد بعض الأنشطة للأطفال مع الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة"، مُؤكّداً على أنّ طبيعة البناء والشكل العمراني لمدينة الزهراء يُساعد على تنفيذ مثل هذه الفعاليات.