كشفت مصادر إعلام عبرية، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتجنيد ضباط مخابرات سابقين من "الشاباك"، بهدف التجسس على الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 48، بذريعة مكافحة فيروس "كورونا" المستجد.
وأفاد موقع "واللا" العبري، اليوم الإثنين، نقلًا عن مصادر بجيش الاحتلال، بأن الحديث يدور عن تجنيد ضبّاط وموظفي شاباك، خدموا سابِقًا في الجهاز، وباتوا يُعرَفون بالمُختصين في فهم فلسطينيي الـ48.
وأشار ضابط سابق في "الشاباك"، إلى أنه تلقّى توجهًا من الجيش للانخراط في هذه الـ"هيئة" الجديدة، وإنّه يؤمن إيمانًا قاطعًا بأنّه هو وضبّاطا آخرين سابقين في الجهاز على قدرٍ كبيرٍ من المعرفة والتأهيل، الحرفيّة والمهنيّة بالمجتمع العربيّ- الفلسطينيّ، الذي يُمكّنهم من جميع المعلومات حول تفشّي "كورونا"، لكنّه عبّر أيضًا عن تخوفه من الـ"جسم" الأمنيّ الجديد، وما يحمله في المُستقبل.
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، صاحب المقولة المشهورة بأنّ "العرب في إسرائيل" هم قنبلة ديمغرافية موقوتة، وأنّ المشكلة مع العرب في الضفّة الغربيّة المحتلّة وقطاع غزّة قابلة للحلّ، ولكنّ المُعضلة هي مع مَنْ سماهم نتنياهو بـ"عرب إسرائيل"، ويُحرِّض عليهم.
وكان رئيس جهاز "الشاباك" السابق يوفال ديسكين، قد أكّد علنًا على أنّ جهازه سيُلاحق كلّ عربيٍّ فلسطينيٍّ يرفض الاعتراف بإسرائيل كدولةٍ يهوديّةٍ ديمقراطيّةٍ، وهو الأمر الذي يرفضه السواد الأعظم من فلسطينيي الـ48، والذين يصِل عددهم حوالي 1.6 مليون، وهم يُشكّلون 21 بالمائة من سكان إسرائيل.
كما وأكّدت النائبة العربيّة في الكنيست عايدة توما، في تعقيبها على النشر، على أن الجيش يقوم بتجنيد ضباط شاباك سابقين للتجسس على فلسطينيي الـ48 بذريعة كورونا، مشددة على أن هذه الخطوة خطيرة ومقلقة ويجب الوقوف عندها لأنّها ستمهد للمزيد من الانتهاكات القانونيّة ضدّ المواطنين الفلسطينيين.
وأضافت أن عقلية الاحتلال تستغل الوباء لملاحقة فلسطينيي الـ48 ومواصلة التعامُل معهم بمنطق العداء والخطر، لافتة إلى أنّ هذا هو المنطق ذاته الذي يرى بنا مجرد خارجين على القانون، وبالتالي تتعامل معنا بوسائل عسكريّةٍ وأمنيّة.