لقاء إشكنازي - بن زايد... دلالات المكان وألزمان ؟!

حجم الخط

بقلم: محمد النوباني

 

لو أن الهدف الوحيد من اللقاء الذي عقد الثلاثاء الماضي في العاصمة الالمانية برلين بين وزيري الخارجبة الاسرائيلي، جابي اشكنازي، ووزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، والذي وصفته صحيفة "يديعوت احرونوت"الاسرائيلية بالتاريخي، هو البحث في امور تقنية تتصل بفتح السفارات وإطلاق رحلات جوية كما اعلن رسميا ً لما كان هناك ضرورة لاختيار برلين مكاناً لعقد اللقاء حيث انه كان بالإمكان عقده في ابو ظبي او في القدس المحتلة او في اي مكان آخر.

ولكن لأن هناك هدف آخر غير معلن لعقد اللقاء في برلين وهو تنظيم الزيارة التي قام بها ابن زايد إلى ما يسمى بالنصب التذكاري لضحايا المحرقة اليهودية ومتحف "الهولوكوست"على إعتبار ان اسرائيل لا تريد من حكام الامارات وغيرهم من الحكام العرب الاعتراف بحقها في الوجود فقط وإنما تبني روايتها برمتها حول "ارض الميعاد"بما فيها تلك الرواية المتعلقة بالمحرقة لكي يصبح الاعتراف بها مؤدلجاً اي منطلقاً من مواقع فكرية متصهينة.

وبهذا المعنى فقد حقق إجتماع برلين هدفه حيث كتب بن زايد في سجل الزائرين لمتحف "الهولوكوست" عبارة" لن تحدث ابداً مرة اخرى" في إشارة الى "المحرقة" وهي نفس العبارة التي يكتبها الصهاينة والسياسيون والمثقفون الموالون لهم عند زيارة المتحف.

وكتب ايضاً "زرت اليوم النصب التذكاري لضحايا المحرقة الذي يخلد ذكرى آولئك الذبن وقعوا ضحية دعاة الكراهية ، ومع ذاك يؤكد على القيم الإنسانية المستنيرة التي تدعو إلى التسامح وقبول الآخر وآحترام الاديان والمعتقدات ككل، وهذه القيم التي تأسست عليها دولتي وستظل إلى الابد المحرك الذي يدفعها".

من يتمعن بما كتبه عبد الله بن زايد يلاحظ بدون عناء تبني الرواية الصهبونية حول المحرقة بالكامل إرضاء لإسرائيل رغم ان تلك الرواية مضخمة جداً من حيث اعداد الضحايا وتجاهل الضحايا غير اليهود، حيث تقول المصادر الصهيونية بان عددهم يصل الى ٦ملايبن شخص بينما تقول المصادر التاريخية الرصينة بان عددهم يتراوح بين ٨٠٠ -٩٠٠ الف ضحية وجرى التضخيم لابتزاز آوروبا والعالم ودفعهم لتأيبد قيام اسرائيل في فلسطين وعلى حساب الشعب العربي الفلسطيني .

وأذا ما اضفنا الى ما كتبه عبد الله بن زايد في سجل زوار متحف "الهولوكوست" دعوة رجل الاعمال الإماراتي خلف الحبتور في تصربحات ادلى بها لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية إلى هدم المخبمات الفلسطينية وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال مشاريع التوطين التصفوية وهجومه على الشعب الفلسطيني لانه متمسك بحق العودة نلاحظ بدون عناء ان الإمارات ضالعة في مخطط رهيب لتصفية القضية الفلسطينية.