إسرائيل بحاجة إلى انتخابات عاجلة لمواجهة «كورونا»

حجم الخط

بقلم: حاييم رامون


تصوروا ان تقع ذات صباح موجة من حوادث الطرق في حلم لاند. فيقتل العشرات ويصاب المئات.
لا احد يفهم معنى الظاهرة. ترد الحكومة بفرض المنع التام على السياقة. وتكون الاضرار للدولة وللمجتمع هائلة.
يطيع الجمهور الفزع فيهبط معدل حوادث الطرق الى الصفر. يقف رئيس حكومة حلم لاند امام الكاميرات ويعلن باحتفالية: «انتصرنا على وباء حوادث الطرق، رافقتكم السلامة، مفاتيح السيارات جاهزة فيها».
وفي غضون وقت قصير تتجدد موجة حوادث الطرق. وبالتوازي يتبين ان كل السائقين المشاركين في الحوادث هم شبان ابناء 24 فأقل وكذا سائقون يعانون من قصر نظر حاد.
يكون واضحا للجميع انه لو كانت الحكومة حظرت السياقة فقط على السائقين الذين يتسببون بالحوادث، لكانت المشكلة حلت. ليس في حلم لاند: هناك الزعيم مرة اخرى يفرض منع السياقة على كل مواطني الدولة.
حلم لاند هي هنا. وهذه هي عملية اتخاذ القرارات في الحكومة تحت قيادة نتنياهو.
قراراته عديمة المنطق، متذبذبة، تحركها اعتبارات سياسية، وليست وبائية، وهي تفرض علينا المصيبة: في الصحة، في الاقتصاد، في المجتمع وفي التعليم. يستخدم نتنياهو قاعدة معطيات كاذبة، زائفة ومشكوك فيها، والنتيجة هي انه منذ قصور حرب «يوم الغفران» لم يكن انهيار بهذه الشدة في ثقة الجمهور بحكومته. ان الثمن الاقتصادي والصحي لسياسة نتنياهو الفاشلة يدفعه، بل سيدفعه لفترة طويلة، ملايين الإسرائيليين – ضحايا فزع نتنياهو وقصوراته الادارية. يعد بالكثير وينفذ القليل.
لم تعد جائحة «كورونا» مفاجأة غير معروفة. فقد تعلمنا غير قليل من مزاياها؛ الوباء لا يضر، على نحو شبه مطلق، بالشباب. تفيد المعطيات بان كل الوفيات الزائدة نسبيا في تلك الفترة من العام الماضي (نحو 940 شخصا) كانت في اوساط ابناء 70 فما فوق، بينما في اوساط ابناء الاقل من 70 يوجد انخفاض طفيف في عدد المتوفين.
هذه اغلب الظن هي صورة الاعمار في أوساط المرضى الخطيرين ايضا. والاستنتاج مخيف: تركت الحكومة للموت وللمرض اجدادنا وجداتنا. وعليه فان اكثر من 600 طبيب وطبيبة إسرائيليين انضموا لرأي 11 الف عالم وطبيب من كل ارجاء المعمورة ووقعوا هذه الايام على عريضة تقول: «يجب تركيز المقدرات والجهود لحماية السكان كبار السن والحساسين فقط».
بمعنى انه من الافضل فرض اغلاق على جماعات الخطر من الاغلاق الهدام على كل السكان. يجب السماح بالتعليم المنتظم في كل مؤسسات التعليم. ووقف الضرر الجسيم بمستقبل ملايين الاطفال، ولا سيما من الطبقات الضعيفة. والسماح لكل الاعمال التجارية واماكن العمل والثقافة مواصلة العمل في ظل الحفاظ المتشدد على سياسة الخط البنفسجي، ومنع التجمهرات في الاماكن المغلقة.
غير أن نتنياهو يمنع كل بحث جدي للبديل بطريقه والذي كان اقترحه الكثيرون جدا في الاسرة العلمية والطبية.
فرضت دول عديدة الاغلاق اثناء الموجة الاولى من «كورونا». كلها، باستثناء إسرائيل، تعلمت الدرس المر. الاغلاق الشامل هو غباء شامل. وعليه، فمع اندلاع الموجة الثانية من «كورونا» لم يختر اي زعيم حبس شعبه في اغلاق آخر ومنع السفر. ورغم ان نتنياهو اتخذ الحل المتطرف، كان فشله هو الاكبر بعد الولايات المتحدة. السطر الاخير تقشعر له الابدان: جائحة «كورونا» تمس بالسكان أقل مما تمس به الخطوات التي يتخذها نتنياهو ضدهم.
في ضوء الفشل الذريع على نتنياهو أن يرحل، مثلما استقال المسؤولان عن قصور «يوم الغفران»، غولدا ودايان.
ومع ذلك يجب أن يجري الجدال الجماهيري حول نتائج سياسته وليس على شخصيته.
فاولئك الذين لا يؤمنون بقوتهم على الانتصار عليه في صندوق الاقتراع يحاولون اسقاطه من خلال منظومة انفاذ القانون ومن خلال المظاهرات التي في ايام قصور «كورونا» ايضا – موضوعها الفساد. نهجهم باطل وغير ديمقراطي بالضبط مثل نهج اولئك المتمسكين بكراسيهم والمحذرين من ان انتخابات مبكرة ستمس بالكفاح ضد «كورونا». العكس هو الصحيح: إسرائيل بحاجة الى انتخابات كي توقف سور «كورونا» لنتنياهو.
وستكون هذه انتخابات تقرر كيف ستكافح إسرائيل الفيروس. اما المواضيع الاخرى – النزاع مع الفلسطينيين، الاصلاح في منظومة انفاذ القانون – فستضطر الى الانتظار.
كلفة الانتخابات المبكرة اقل من كلفة اسبوع اغلاق، هامشية مقارنة بالربح الكامن في وقف الانهيار المتحقق. في هذه الانتخابات على كل حزب يرغب في ثقة الجمهور ان يطرح بديله لمكافحة «كورونا» واعادة بناء إسرائيل. يجب اجراؤها بسرعة، إذ ان كل يوم يمر يفاقم المصيبة.

عن «يديعوت»