شارك أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب في مؤتمر الوفاق الوطني الأول" الذي عقد في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، بمشاركة شخصيات وقيادات من مختلف الفصائل.
وقال الرجوب أن مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، طلبا من حركة حماس عقد لقاء معها، بعد قرار القيادة الفلسطينية وقف العمل بالاتفاقات مع إسرائيل والإدارة الأمريكية في شهر مايو أيار 2020، "لكن حماس رفضت ذلك، وبادرت وتواصلت معنا واختارت الوحدة الوطنية، ونحن بدورنا استجبنا لمبادرة حماس".
وأضاف الرجوب، أن حركة حماس أدركت أن ذلك التواصل كان يهدف للضغط على الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، ونحن نحترم الوحدة وسوف نذهب إلى صندوق الاقتراع".
وبشأن الأجواء التي سبقت المؤتمر المشترك بين الرجوب ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري في الثاني من شهر تموز الماضي، قال الرجوب: "خلال أسبوعين سبقت لقائي مع العاروري اتفقنا على أن يتم الحديث بأربع عناصر: المنظمة والمقاومة الشعبية، وهدفنا الإستراتيجي إقامة دولة، والبند الرابع أن الرئيس عباس هو زعيم الشعب الفلسطيني".
وشدد الرجوب على أن ضرورة إنهاء الانقسام بكل أشكاله بكل الوطن، وقال: "نحن نسير بمسارات ثلاثة؛ الأول التصدي والصدام مع الاحتلال بالتوافق على شكله، والثاني مسار السلطة الفلسطينية بصفتها إفرازا لمنظمة التحرير وهي مرجعيتنا القانونية، والمسار الثالث منظمة التحرير"، مضيفًا "أكدنا أن التوافق هو الطريق لبناء الشراكة".
وتطرق الرجوب إلى دور فصائل العمل الوطني، وقال: "إنها معنا في المنظمة منذ العام 1967، وهم من الرعيل الأول ونحن أوفياء لهم، ولن نتآمر عليهم، حتى لو بعضهم لم يرتقِ إلى بمسألة الشراكة الوطنية".
وفي السياق، قال الرجوب: "لقد أعجبني أمرين في حركة حماس؛ رأيها بالفصائل وهو متوافق مع رأي (فتح)، والأمر الآخر العلاقة مع الإقليم وهناك دول نعتبر دورها محوري مثل مصر والأردن ودول عربية أخرى".
من جانب آخر، قال الرجوب: "كان لدينا توافقا حول منظمة التحرير وآليات بناء الشراكة، وتوافقنا في الحوار الثنائي على الحديث عن الدولة والمنظمة والمقاومة وآليات بناء الشراكة من خلال الانتخابات والحوار الوطني"، فيما أشار الرجوب وجود بعدين واضحين، "الحوار الوطني الشامل والحوار الوطني الثنائي بموافقة الجميع، والانتخابات بحيث تجري بالتمثيل النسبي".
وبما يتعلق بتطورات الحوار الوطني، قال الرجوب: "الجميع يسأل أين وصلتم؟ لكن الحوار ما زال جارياً، ونحن الآن في مرحلة إصدار المرسوم الرئاسي المتعلق بالانتخابات، المرسوم ممر إجباري".
وقال الرجوب: "لدينا ولدى حماس قرار إستراتيجي ببناء الشراكة، هناك ترسيبات من الانقسام وعدم وجود ثقة، وهذه أمور لا يمكن تذليلها بخطاب أو كلمة، ولا بد من حلها في إطارها الوطني، لنصدر المرسوم ونذهب إلى حوار ثنائي ووحوار وطني شامل".
وتحدث الرجوب عن وجود برامج مشتركة متفق عليها حول الحديث مع الإقليم، مشيرا إلى أن الرئيس عباس بنظرهم أصبح إرهابيا دبلوماسيا، وأصبح عبئا على الاستقرار الإقليمي والسلمي.
وقال الرجوب: "هذا السلوك من الإقليم يحفزنا بضرورة تجاوز خلافاتنا ونغلب عنصر الثقة والصدق، واليوم نحن أمام ترجمة تفاهمات إسطنبول إلى آليات، والتي يجب أن تعالج إفرازات الانقسام عبر حوار جماعي بالتوافق على منهجية بناء الشراكة".
وحول ما يتم الحديث عنه عن وجود قوائم انتخابية مشتركة، قال الرجوب: "إن أي صيغة توافق لا يمكن أن تكون على حساب القوانين والانتخابات هي الطريق للحكم، ومبدأ الشراكة مشروع، لكن من المبكر الحديث عنه حاليا، هناك موضوع الحريات يجب أن يعالج".
وقال الرجوب: "نمارس العمل الديمقراطي وسنحترم نتائجه جميعا، وبعد الانتخابات ستكون حكومة وحدة وطنية معبرة عن الجميع، لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالتلاعب مع وجود صفقة القرن والضم والتطبيع والانهيار الرسمي العربي".
وأشار الرجوب إلى أن تلك التحديات جميعا تهدف لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية واختزالها بقضية معيشية، من خلال المراهنة على الانقسام وتغذيته، أو إيجاد دمية بغطاء عربي يديروا معه الصراع إلى أن تقتل القضية الفلسطينية كقضية سياسية، فيما دعا الرجوب الفصائل الفلسطينية إلى التنبه إلى أن كلفة ومخاطر إنجاز الوحدة أقل من كلفة استمرار الانقسام، "فلا خيار أمامنا إلا أن نتوحد، لأن البديل والثمن نعرفه".