عقد مجلس الوزراء الفلسطيني مساء يوم الإثنين، جلسته الأسبوعية عبر تقنية الاتصال عن بعد "الفيديوكونفرنس"، برئاسة رئيس الوزراء د.محمد اشتية.
وأعرب اشتية في مستهل حديثه، عن أمله في أن تسهم جلسة النقاش المفتوحة التي انطلقت في مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين، استجابة للطلب المقدم من سيادة الرئيس محمود عباس للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالبدء بخطوات عملية وجادة لعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، لإنجاز حل الدولتين وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، لتصويب البوصلة التي حاولت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حرفها بعيدًا عن الشرعية الدولية.
وأضاف: "نتطلع بالمزيد من الأمل لهذه الخطوة التي من شأنها، تصويب البوصلة التي حاولت إدارة الرئيس ترامب حرفها بعيداً عن مبادئ الشرعية الدولية".
ورحب رئيس الوزراء بتصريحات وزير الخارجية السعودي على ما قاله بأن القيادة الفلسطينية وفيّة لقضيتها، داعياً إلى الشروع بمسار سياسي واضح المعالم.
كما أعرب رئيس الوزراء عن ألمه من التحاق دولة السودان الشقيق بركب التطبيع مع "إسرائيل"، معتبرًا التطبيع العربي بمثابة إنها (سقطة القرن).
وأكد على أن الموقف الفلسطيني مبني على أن مرجعية العلاقات العربية مع إسرائيل هي مبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية المتعاقبة، مشددًا أن "الشعب الفلسطيني وحده ولا أحد سواه من يمتلك الحق بالحديث باسمه وتقرير مصيره، وهو وحده ولا أحد غيره من يمتلك مفتاح السلام في المنطقة".
وتابع: "مع كل دولة تلتحق بركب التطبيع ينهار حجر جديد في جدار الاسناد العربي المتداعي، ويتم حشو مخزن السلاح الإسرائيلي بذخيرة جديدة تقتل أبناء شعبنا وتصادر حقوقهم المشروعة، فطيران إسرائيل في سماء فلسطين نحو العرب لا يلغي وجودنا على هذه الأرض"، واصفاً توقيع "إسرائيل" اتفاقات التطبيع مع بعض الدول العربية كمن يذهب لصيد السمك في البحر الميت.
وبشأن الخطوات التي تتخذها الحكومة لتتبع فايروس كورونا وتقليص مساحة انتشاره، أعلن رئيس الوزراء إطلاق تطبيق ذكي "أمانكم"، للمساعدة في رصد الفيروس، سيساعد الجهات المختصة في تتبع مخالطي المصابين في فلسطين، وهو تطبيق مجاني وموجود على متجر"Google Play".
وقال: "إن المعركة مع الفيروس باتت على أبواب بيوتنا هذا الشتاء، وهذا يتطلب منا درجة عالية من الالتزام الصارم بتدابير الوقاية بالتباعد الجسدي، وارتداء الكمامات، داعيا إلى اعتبار تلك التدابير بمثابة "فرض عين على كل واحد منا لحماية أنفسنا وحماية أحبتنا ومجتمعنا من الإصابة بالفيروس، الذي يسجل أرقاماً قياسية وغير مسبوقة في أعداد المصابين والمتوفين في العالم".
وأردف: "اضطررنا خلال الأسابيع الماضية لإغلاق بعض المناطق في المحافظات التي ارتفعت فيها معدلات الإصابة، ولا نريد العودة للإغلاق الشامل، وحافظنا على عودة أبنائنا إلى مقاعد الدراسة وفق برنامج هجين يزاوج بين التعليم الوجاهي والتعليم عن بُعد، ذلك لأننا لا نريد أن يكون أبناؤنا ضحيةً للفيروس".
وأكد رئيس الوزراء على أن "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ اليوم الأول كانت صحيحة وأتت بنتائج جيدة، وحافظنا من خلالها على الكثير من الأرواح، لكن الأهم الالتزام بالكمامة والتباعد بعدم التجمع والجمهرة، خاصة في المناطق المغلقة".
وأدان رئيس الوزراء اعتداءات المستوطنين على المواطنين بترهيب المزارعين والاعتداء على قاطفي الزيتون، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" تعمل على ترسيخ مخططات طرق جديدة، منها طريق التفافي حوارة لخدمة المستعمرين في منطقة نابلس، ومخططات طريق 938 وطريق 926 في محافظة القدس، مع إعطاء غطاء قانوني لطريق 385 الموصل إلى مستعمرة جيلو مع جنوب بيت لحم، وذلك التفافاً على طريق الولجة.
وبيّن أن هذه الطرق مبنية على أراضٍ خاصةٍ يملكها المواطنون الفلسطينيون، حيث أن هذا الطريق سيُحكم الطوق الاستيطاني والاستعماري حول قرية الولجة كاملة، التي خسرت أكثر من ألف دونم من أراضٍ صودرت بالقوة من أصحابها، والطريق الآخر الذي أُودع للمصادقة هو طريق التفافي الرام وقلنديا، بما يشمل نفقاً يُخصص للفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هذا الطريق الالتفافي استكمال لتمزيق الجغرافيا والأرض الفلسطينية لصالح المشروع الاستيطاني الاستعماري.
ودعا اشتية الأهالي إلى الصمود على أراضيهم وزراعتها، والعناية بها وحمايتها من المستعمرين، مطالباً المجتمع الدولي وأوروبا بالتصدي لممارسات إسرائيل الاستعمارية.
وطالب المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير ماهر الأخرس الذي دخل يومه الـ91 في إضرابه ومقاومته بأمعائه الخاوية عتمة السجن وقهر السجان.
ودان قتل قوات الاحتلال الفتى عامر صنوبر (18 عاماً) من قرية يتما جنوب نابلس يوم أمس بالاعتداء عليه بالضرب بأعقاب البنادق حتى الموت، وإصابة صديقه بجروح، وقال: إن هذه الجريمة ستضاف إلى ملف الجرائم المرفوعة إلى المحكمة الجنائية الدولية، مقدماً العزاء لعائلة الشهيد.
كما تقدم رئيس الوزراء بالعزاء إلى عائلة أبو شنب لوفاة الدكتور حازم أبو شنب، السفير السابق، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح".
وهنأ اشتية الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بحلول عيد المولد النبوي الشريف.
كما هنأ المرأة الفلسطينية لمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، قائلًأ: "لكُنّ السلام وعليكُنّ السلام، فارسات القدس، ماجدات غزة، حارسات الزيتون في الضفة، الصامدات الصابرات في الشتات والمنافي، أنتنّ جميعاً القطبة الأجمل في ثوب العز الفلسطيني، في أيديكنّ العطاء وفي إصراركنّ سر البقاء"
واستمع المجلس إلى تقرير حول الحالة الوبائية والجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتقليص مساحة انتشار الوباء، بالاعلان عن تطبيق خاص لتتبع المصابين، والبروتوكول المتعلق بالمشافي الخاصة، واستلام وزارة الصحة أربعين جهازًا لضخ الاوكسيجين بتبرع من الجمعية الفلسطينية الأمريكية منها عشرة أجهزة سيتم إرسالها إلى مشافي قطاع غزة.
كما استمع المجلس إلى تقرير حول الوضع المالي في ضوء استمرار احتجاز "إسرائيل" لأموال المقاصة وتراجع الإيرادات المحلية وسعي الوزارة للحصول على قرض من البنوك المحلية للوفاء بالتزاماتها المالية.
واستمع أيضًا لتقرير حول سير العملية التعليمية، ودرس المطالب التي تقدم بها الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، حيث أعرب المجلس عن تقديره للاتحاد والجهود التي يبذلها الكادر التعليمي في سبيل ضمان سير العملية التعليمية.
كما أعرب المجلس عن تقديره للكادر الصحي والأمني في أداء واجبهم الوطني رغم التحديات غير المسبوقة التي تفرضها الحالة الوبائية والأوضاع الاقتصادية ، حيث استجاب المجلس لطلب وزيري التربية والتعليم والصحة بتبكير صرف الرواتب يوم الأحد المقبل بدءأ بهذه الفئة من الموظفين على ان يتبعها صرف رواتب جميع الموظفين تباعاً، واذا سمحت الظروف النقدية في تعديل نسبة الحد الادنى فستقوم وزارة المالية بذلك.
واستمع المجلس إلى تقرير حول الجهود الدبلوماسية المبذولة لاستجابة مجلس الأمن الدولي للرسالة التي بعث بها الرئيس محمود عباس للامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش لعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط مطلع العام المقبل.
كما استمع المجلس إلى تقرير حول آليات سفر المغادرين والقادمين عبر معبر الكرامة، حيث اكتملت الترتيبات لتأمين التحاق 500 طالب بالجامعات الاردنية اعتبارًا من يوم بعد غد الأربعاء، بينما ستنطلق غداً آخر رحلة للطلبة الدارسين في الجامعات المصرية، يتبعها رحلات الى الرياض واسطنبول والولايات المتحدة اعتبارًا من يوم الجمعة وحتى الرابع من الشهر المقبل.
واستمع المجلس إلى تقرير حول مشاركة وزارة شؤون المرأة بمنظمة المرأة للتعاون الإسلامي والتي اتخذت من القاهرة مقرا لها وتم إطلاقها الأسبوع الماضي بمشاركة فلسطين ومصر والامارات والسعودية والكويت.
واستمع المجلس إلى تقرير حول مشاريع الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية والأوضاع في المحافظات الجنوبية والمرجعيات القانونية التي تظلل التشغيل في فلسطين حيث تم تطوير وإنشاء 2777 مشروعاً صغيرًا ومتناهي الصغر ما وفر 4261 فرصة عمل إضافة لتدريب وبناء قدرات 501 عامل لتعزير المهارات الميدانية إضافة لإطلاق مشاريع لدعم المنشآت الأكثر تضررا خلال جائحة كورونا، وكذلك حول برنامج "مشروعك" الذي بدأ العمل به عام 2016 والذي يقدم القروض بفائدة متناقصة 3 بالمئة وبرنامج صمود واحد بمبلغ 4 ملايين دولار من مؤسسة فاتن وصمود اثنان بمبلغ 700 الف دولار من صندوق الإنماء واللذين تم انشاؤهما منذ شهر حزيران الماضي وسيتم تخصيص جزء كبير منه للاغوار، إضافة لتعزيز خلق فرص عمل في قطاع غزة بالعمل على تعزيز الجمعيات التعاونية، وكذلك مشاريع الشباب في الضفة والقطاع ومدينة القدس المحتلة.
وصادق المجلس على اعتماد عدد من المشاريع لوزارة التربية والتعليم متعلقة بتوسيع وصيانة المدارس، وعلى الوثائق القياسية لعمليات شراء الخدمات.
كما قرر اعتماد أذونات الشراء لعدد من غير حاملي الهوية الفلسطينية، وتمديد العمل بمشروع التعداد الزراعي للعام 2022، واعتماد الاطار العام للاستراتيجية الوطنية للتشغيل.
وقرر المصادقة على البروتوكول الصحي المتعلق بمعالجة مرضى الكورونا في المستشفيات الخاصة.
7. إحالة عدد من التشريعات للسادة الوزراء لدراستها.