الشرق الأوسط «ينتخب» ترامب

حجم الخط

بقلم: ايال زيسر


تقترب الانتخابات في الولايات المتحدة من المصاف الأخير، وإيران لا تصمد على ما يبدو أمام التوتر.
فقد علم من واشنطن في الأسبوع الماضي أن طهران حاولت التدخل في الانتخابات والمس بفرص الرئيس ترامب لأن ينتخب لأربع سنوات أخرى.
ولا يخفي الإيرانيون رغبتهم في أن يروا الرئيس يترك البيت الأبيض ولديهم أسباب وجيهة في ذلك.
إن نشاط إدارة ترامب الحثيث ضد إيران بدأ بالعقوبات الاقتصادية الأليمة التي دفعت الاقتصاد الإيراني إلى الانهيار وانتهاء بتصفية قاسم سليماني، العقل والمحرك خلف جهود السيطرة الإيرانية على منطقتنا، أدخلت إيران في حالة دفاع وأعادتها سنوات عديدة إلى الوراء.
والتفكير بأربع سنوات ترامب أخرى يبعث في قلوبهم خوفا شديدا.
ولكن إيران هي الاستثناء. عمليا، خوف إيران من ترامب هو أحد الأسباب في أن معظم دول المنطقة تتمنى فوزه.
ومن الأن قل – هذا ليس الاقتصاد، بل الخوف من إيران هو الذي يدفع الشرق الأوسط لأن يريد ترامب.
يمكن الجدال في النبرة وفي الأسلوب، ولكن لا يمكن لأحد أن يأخذ من ترامب نجاحه في أن يعيد للولايات المتحدة مكانتها المتصدرة للشرق الأوسط وقوة ردعها حيال المنافسين والخصوم على حد سواء.
في سورية لم يتردد ترامب في ضرب بشار الأسد بعد أن استخدم السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه.
أوباما تحدث ولكن ترامب فعل. وهكذا رسم أيضا خطوطا واضحة للروس في سورية، الذين اعتبروا قبل ذلك الحلفاء في سورية.
والعقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب على سورية في السنة الأخيرة تسحب بقدر كبير سواء من بشار أم من الروس ثمار انتصارهم في الميدان البارد في عهد أوباما.
ولكن الإنجاز الأهم لترامب كان تحقيق مسيرة السلام بين إسرائيل والعالم العربي بعد سنوات طويلة من المراوحة في المكان.
قراره لتجاوز القيادة الفلسطينية وعدم مراعاتها أثبت أنه صحيح، وفي صالحه سجلت ثلاث اتفاقات سلام بين إسرائيل وبين اتحاد الإمارات، البحرين والسودان، المفاوضات مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية، ولا تزال اليد ممدودة.
لقد استقبلت خطوات السلام، إلى جانب الردع الفاعل لإيران، بالترحاب في العالم العربي.
في معظم الدول العربية أعادت السنوات الأربع الأخيرة الاستقرار بعد الفوضى التي جلبها الربيع العربي إلى المنطقة.
فقد أظهر ترامب فهما أفضل للواقع الإقليمي، وبخلاف سلفه في المنصب، الرئيس أوباما لم يحاول المزايدة الأخلاقية أو الدفع إلى الأمام بالديمقراطية الغربية التي خدمت الحركات الإسلامية في طريقها للاستيلاء على الحكم في العالم العربي.
ستحسم الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة وليس في الشرق الأوسط. ولكن لا شك في أن إرث ترامب سيبقى في الشرق الأوسط بعد وقت طويل من مغادرته البيت الأبيض، سواء بعد الانتخابات القريبة القادمة أم بعد الانتخابات التي ستليها.
هذا إرث قوة وتصميم، إرث إعادة الاستقرار إلى المنطقة وإرث الوقوف الصلب إلى جانب حلفاء واشنطن في المنطقة.

عن «إسرائيل اليوم»