أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على وجوب أن تقف الحريات عند حدود الآخرين واحترام الجميع عندما يصل الأمر إلى جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار شخص، وذلك بعد تكرار نشر رسوم مسيئة للنبي محمد في فرنسا.
وقال السيسي في كلمةٍ له خلال احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بذكرى المولد النبوي، إن "الحرية إذا مست مشاعر الآخرين، فهي تطرف، وإنه يجب على كل مسلم التحلي بأخلاق وسلوكيات النبي محمد".
وتابع: "على كل من يعيش في مجتمعنا أن يحترم قيم ومبادئ هذا المجتمع... فالمروءة والخلق الحسن لهما السيادة إذا كنا نؤمن بالله واليوم الآخر".
وأشار إلى إنه يرفض تماما "أي أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة"، مستدركاً: "نحن أيضا لنا حقوق، لنا حقوق في ألا تجرح مشاعرنا وألّا تؤذى قيمنا".
وأكد السيسي على أن "التطرف لا يقتصر على دين بعينه، ولكنه موجود في كافة الأديان"، متابعًا: "مكانة النبي محمد في قلوب ووجدان الجميع"، مشددا على "رفض أي عنف أو تطرف يصدر تحت ذريعة الدفاع عن الدين أو الرموز".
ومن جانبه، طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب، المجتمع الدولي بإقرار تشريع يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات.
وقال شيخ الأزهر في كلمة خلال الاحتفالية، إنه "من المؤسف وغاية الألم أن نرى الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا اليوم وأصبحت أداة لحشد الأصوات في أسواق الانتخابات".
وأوضح أنّ "هذه الرسوم المسيئة والتي تتبناها بعض الصحف وبعض السياسات، تمثل خرقا لكل الأعراف الدولية والقانونية وعداء صريحا للدين الإسلامي".
وأضاف "الأزهر الشريف يرفض بقوة مع كل دول العالم الإسلامي هذه السياسات المسيئة التي تسيئ في الحقيقة للمسلمين وكل المسلمين"، مؤكدا أن "هؤلاء يجهلون عظمة النبي محمد".
وأشار الطيب إلى أن الأزهر سيطلق منصة عالمية للتعريف بالنبي محمد بـ7 لغات عالمية، لافتا إلى أن مرصد الأزهر الشريف، سيعمل على تشغيل المنصة الإلكترونية، مع التصدي لمواجهة الفكر والتطرف.
ودعا شيخ الأزهر المواطنين المسلمين في الدول الغربية إلى "اندماج إيجابي واعٍ للحفاظ على الهوية الدينية والثقافية، وعدم الانجراف إلى استفزازات التطرف والعنصرية والكراهية".
وتابع: "على المواطنين أن يقتدوا بالطرق السلمية والقانونية في مقاومة خطاب الكراهية للحصول على الحقوق الشرعية والاقتداء بأخلاق النبي".