من الأمعري الى بلاطة .. مخيمات الضفة هي الحل وليست هي المشكلة

حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 قبل ستة أشهر توقفت عن تقديم برنامج الحصاد الاسبوعي الذي يتناول الوضع الفلسطيني الداخلي ، كما توقفت عن الكتابة حول القضايا الداخلية وحصرت عملي في الشأن الإسرائيلي . حيث أنني رفعت الراية البيضاء وأعلنت استسلامي التام وانسحابي الكامل من ساحات الجدل وصراع التيارات والتنظيمات والقوى والسلطات ، وقدمت اعتذاري لمن يطيب له ذلك .

واليوم لا أعود عن قراري ذلك . ولكنني أكتب عن أهلي في المخيمات وأهلي في كل مكان بفلسطين ، لأن الأمر يذهب الى مناطق الخطر الشديد .

يعيش في الضفة الغربية لوحدها نحو مليون وثلاثمائة ألف لاجئ . دفعوا ضريبة الدم وحملوا الجمر وساروا على درب الثورة أربعة أجيال ، جيلا بعد جيل دون كلل أو ملل . ودون أن يتراجعوا عن مطلب حق العودة مهما طال الزمن .

الأحداث الأخيرة في مخيم الأمعري الجبار ومخيم بلاطة البطل ، تدعونا للتوقف والكف عن الركض في كل إتجاه واعادة التفكير في خوارزميات الحل ، قبل أن تختلط الأمور وتضيع العناوين ويندم الجميع .

وهذا هو إقتراحي البسيط :

- اعادة الهيبة للجان الشعبية في المخيمات والتي تضم جميع الفصائل والقوى وأنها هي العنوان الوطني في كل مخيم .

- تنظيم زيارات مباشرة ودون وسطاء من رئيس الوزراء ومن كل وزير الى المخيمات للاطلاع على أوضاع السكان فيها والتشاور في تقديم علاجات شاملة أمنيا واقتصاديا وصحيا ومن جميع النواحي .

- توجيه الاعلام الوطني الرسمي والخاص لنقل قصص النجاح وقضايا الأهل في هذه المخيمات وعدم التعامل مع المخيمات باعتبار انها ملف أمني .

- وقف جميع المعالجات الأمنية والعسكرية مع المخيمات لحين الانتهاء من لقاء بين قادة الامن وبين قادة المخيمات والاعلان عن نتائج مقبولة للجميع .

- احالة ملفات من يعتدي على المواطنين ويتسبب في الضرر الى القضاء ، سواء كان الجاني مدنيا او عسكريا . فلا يجوز تكليف رجال الأمن بمهمتين مختلفتين ( ضبط النظام العام - والقضاء ) . حيث يلاحظ غياب القضاء بشكل كامل عن الصورة . ليس في المخيمات فحسب وانما في كل المجالات .

- لا يوجد طرفين ( المخيمات - وأجهزة الأمن ) إلا في عقول الطائشين . هناك طرفان فقط : طرف فلسطيني وطرف الاحتلال والمستوطنين .

- المخيمات ليست مشكلة لأحد . بل هي الحل دوما وهي خزانات الثورة وسفن العودة . ومن لا يعجبه ذلك فهذه مشكلته الشخصية .