تتواصل الانهيارات السياسية في "الصف" العربي. ومع كل انتخابات رئاسية اميركية يهرول عدد اضافي من الدول التي لم تقاتل، ولا يسمح لها عدد سكانها بأن يكون لها جيش من ابنائها، فتلجأ إلى المرتزقة من فقراء العرب لتنشئ جيوشاً لا تقاتل العدو الحقيقي للأمة (اسرائيل) ولا تواجه الامبريالية (الولايات المتحدة الاميركية، اساسا، بوصفها راعية العدو الاسرائيلي) بل انها تستخدم هذه "الجيوش" في استعمار دول اشقائها العرب.
صارت "جامعة الدول العربية" مجرد دائرة تصديق الانحرافات والتيه، ولم يعد لها دور ولا لأهلها اية وظيفة أو مهمة تتصل بنضال الامة وسعيها لتحقيق اهدافها في التحرر والاستقلال والوحدة. مهمته الرسمية تحولت في حالات عديدة، إلى دائرة التصديق على اتفاقات العار والتنازلات الكارثية والركض إلى الصلح مع العدو الاسرائيلي، وبشروطه، استرضاء للإمبراطور الاميركي المهمين، كائنا ما كان اسمه، ترامب او كيندي او جونسون او بوش الاب او حتى بوش الابن.. فكل منهم قد نال التنازل من العرب، نصراً مذهباً، وتم تقديمه مجانا للعدو الاسرائيلي .
المهم أن اسرائيل لم تعد – رسميا - دولة معادية لمائتي مليون عربي ينتشرون على الارض بين مضيق جبل طارق (حيث قفز العرب بقيادة طارق بن زياد لإنشاء عاصمة عربية اضافية في الاندلس تتابع ما باشرت به الشام وتابعته بغداد واكملته القاهرة الفاطمية وتوجهات صلاح الدين الايوبي في معركة حطين وتحرير القدس تمهيداً لخروج الصليبيين من ارض العرب).
لكن اطفال العرب، واليافعين، والشباب والكهول والعجائز ، بطبيعة الحال، يستذكرون ، بالتأكيد شهداءهم الذين قضوا في نصرة فلسطين او في المحاولات التي بذلها جنود مصر وسوريا ومجاهدو فلسطين قبل عبد القادر الحسيني وبعده وعلى امتداد السنين من ثورة 1936، إلى حرب 1948 التي وقف العالم فيها ( الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة فضلاً عن بريطانيا وفرنسا) إلى جانب اسرائيل، ولم يجد المقاتلون العرب من مصر وسوريا – ولبنان والاردن - من يساندهم ويدعم نضالهم للصمود في ارضهم المحتلة، فلسطين ومن حولها مصر ولبنان وسوريا والاردن وأهالي المناطق التي لم تحتلها قوات العدو الاسرائيلي في البداية، وان هي احتلتها في ما بعد.
سنتجاوز عن معاهدة الصلح التي عقدها انور السادات، وذهابه بعد حرب تشرين 1973- إلى الارض المحتلة في فلسطين ووقوفه امام الكنيست وخاطب قيادات الكيان الاسرائيلي والتي أوحت وكأن عهد الصراع العربي الاسرائيلي قد انتهى وانفتحت الآفاق امام "السلام الاسرائيلي".. وعلى العرب السلام.
***
لن نغرق في الماضي وان كان ضرورياً أن نستذكر الشهداء العرب على مختلف الجبهات، مع الوقوف مطولاً مع التضحيات الغوالي التي بذلها شعب لبنان وشهداء المقاومة الباسلة بعنوان "حزب الله" وسائر الفصائل المقاتلة من الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب بقيادة المناضل الراحل الدكتور جورج حبش (بغير أن ننسى الشهيد الكاتب والروائي المبدع غسان كنفاني.. وآلاف الشهداء الذين بذلوا دماءهم رخيصة من اجل التحرير) .
ومن الضروري أن نتوقف ملياً امام "حزب الله" والمجاهدين الابرار الذين قضوا من اجل الارض التي احتلها العدو الاسرائيلي إبان حربه ضد المجاهدين على امتداد فترة اجتياحه لبنان بين 5-6 حزيران 1982، و25 ايار - العام 2000وانسحابه من جنوب لبنان، ثم تصديه لهذا العدو خلال حربه على لبنان – بين 12 تموز – و11 اب 2006، والتي انتهت بدحر العدو وتكبيده خسائر فادحة، قبل أن يتوقف القتال وتتدخل الأمم المتحدة لترسم الخط الاخضر.. تثبيتاً او تجديدا للهدنة بين لبنان والعدو الاسرائيلي.
***
اسرائيل هي عدو العرب جميعاً، في اقطارهم جميعاً، من اقطارهم في المغرب العربي، موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر،الى فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، المملكة العربية السعودية واليمن... وكذلك من صالح – مخطئاً او مضللاً او تحت ضغط الحرص على العرش.