أكدت وحدة الدراسات بمركز أسرى فلسطين في تقرير لها بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لتنفيذ صفقة وفاء الأحرار التي تحرر بموجبها 1027 أسيرا وأسيرة، بان الاحتلال لا يزال يعتقل 58 اسيراً محرراً من الذين أطلق سراحهم ضمن الصفقة التي تمت في أكتوبر من العام 2011 ، بينهم 3 من الأسيرات، مما شكل خرقاً واضحاً وخطيرا للاتفاق الذي تم برعاية وضمانات مصرية.
وأوضح الناطق الاعلامى للمركز الباحث "رياض الأشقر" بان التضييق على محررين صفقة وفاء الأحرار بدء بعد إتمام الصفقة بشهرين فقط، حيث بدء الاحتلال باعاده اعتقال بعضهم بحجج واهية، واستدعاء آخرين للمقابلة ، وحجزهم لأيام والتحقيق معهم، وإطلاق سراحهم، وقد بدء الاحتلال مسلسل الاعتقال الطويل بالأسير المحرر" أيمن إسماعيل الشراونة" من الخليل في نهاية يناير من العام 2012 ، أي بعد 3 شهور من إتمام الصفقة.
وأضاف بان العدد الأكبر من هؤلاء المحررين تم اختطافه بعد الحادثة الشهيرة في الخليل، حيث اختطف الاحتلال منهم (65) محررا دفعة واحدة ، أطلق سراح عدد منهم ، بينما لا يزال (58) محررا معتقلين لدى الاحتلال ، وقد اعاد الاحتلال الاحكام ل54 منهم غالبيتهم أعيدت احكامهم السابقة .
توزيع المحررين
وأوضح الأشقر بان العدد الأكبر من معتقلي صفقة وفاء الأحرار من مدينة الخليل حيث يبلغ عددهم (16) أسير محرر، بينما أعاد الاحتلال اعتقال (11) محرر من مدينة جنين، بينهم الاسيرة " منى قعدان " و(8) محررين من مدينتي رام الله والبيرة، بينهم الاسيرة "هنيه ناصر" و(8) محررين من مدينة القدس، بينهم الاسيرة "شيرين العيساوى" و(6) من طولكرم ، و(6) من نابلس ، واسير واحد من كلاً من بيت لحم ، وقلقيلية ، و سلفيت .
نية مسبقة
وكشف الأشقر بان الاحتلال اعد مسبقا لعملية اعاده اعتقال المحررين ضمن الصفقة ، وذلك بإقرار الأمر الذي يعرف ب ( 1651 ) ، والذي يسمح للاحتلال بإعادة اعتقال أي أسير محرر حتى نهاية مدة محكوميته الأصلية، في حال ارتكاب الأسير اي مخالفة، من خلال الاستناد إلى أدلة سرية لا يطلع عليها الأسير أو محاموه، وكان الاحتلال قد ادخل تلك التعديلات في عام 2009 أثناء المفاوضات غير المباشرة التي رعتها مصر، وينص الأمر على اعاده اى أسير لحكمه السابق في حال وقوعه بأي مخالفة حتى لو كانت مخالفة سير أو مشاركة في مظاهرة سلمية، قد تعيد الأسير إلى السجن لمدة 20 أو 30 عاما، ولا توجد إمكانية أو صلاحية لدى أي لجنة أو محكمة بتقصير مدة السجن أبدا، وهذا يؤكد سوء النية المبيت من الاحتلال لاعاده اعتقال هؤلاء المحررين ، الأمر الذي بدا واضحا بعد حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة .
إبعاد 4 محررين
ولم يكتفي الاحتلال باعداه اعتقال عشرات المحررين ضمن الصفقة إنما أقدم على إبعاد (4) منهم إلى قطاع غزة وهم : المحررة " هناء يحيى الشلبى" بعد أن خاضت إضراب عن الطعام لمدة 44 يوماً متواصلة ، والأسير المحرر " أيمن إسماعيل الشراونة " بعد أن أمضى اضراباً عن الطعام لمدة 250 يوما متواصلة، والأسير المحرر "أيمن يوسف أبو داوود" بعد 40 يوماً من الإضراب عن الطعام، والأسير المحرر "إياد عطا أبو فنونة ."
بينما خاض المحرر "سامر طارق العيساوى" من القدس أطول إضراب فى التاريخ لمدة 9 أشهر كاملة ، حتى أطلق سراحه ، وبعد عدة شهور أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى .
وطالب مركز أسرى فلسطين للدراسات الحكومة المصرية التى رعت الصفقة التدخل للافراج عن الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل ، كذلك طالب فصائل المقاومة في قطاع غزة ، أن تصر على إطلاق سراح كافة المحررين ضمن الصفقة الذين أعيد اعتقالهم في اى مفاوضات قادمة مع الاحتلال حول تبادل الأسرى، فهذا استحقاق لا يجوز التنازل عنه أو إهماله .