قلق في إسرائيل بعد فوز بايدن

حجم الخط

بقلم: يوآف ليمور

 

 


يقدرون في إسرائيل أن إدارة بايدن ستكون ودية جداً لإسرائيل في مستويات العمل، ولكنها قد تبدي تصلبا أكبر من إدارة ترامب على المستوى السياسي.
وقدرت محافل رفيعة المستوى في إسرائيل بأن علاقات العمل والمصالح بين الأجهزة المختصة في الدولتين ستبقى ولن تتضرر نتيجة لتبدل الحكم في نهاية كانون الثاني. ويدور الحديث عن تعاون وثيق يجري بين وزارتي الدفاع، الجيشين، ومحافل الاستخبارات في الولايات المتحدة وفي إسرائيل، والتي بقيت في الماضي أيضا عندما تغيرت الإدارة في واشنطن.
وسيجد الأمر تعبيره، مثلما في الماضي، في التعاون والتنسيق الاستخباري والعملياتي، وكذا في مجالات البحث والتطوير للأجهزة المختلفة.
وفي المسألة التي شغلت بال إسرائيل جدا مؤخرا – حفظ التفوق النوعي على خصومها في المنطقة – سيبقى الاتفاق الذي تحقق مؤخرا بين وزير الدفاع، بيني غانتس، ووزير الدفاع الأميركي، مارك آسبر، على حاله.
كما أن المساعدات الأمنية والمالية لإسرائيل ستبقى وإن لم يتفق بعد مع الأميركيين على عناصر المشتريات الأمنية التي سجريها الجيش الإسرائيلي في السنوات القريبة القادمة.
ومع ذلك يوجد في إسرائيل قلق واضح من السياسة التي ستتخذها الإدارة الجديدة في مجالين أساسيين: إيران والفلسطينيين.
في السياق الإيراني سبق لبايدن أن صرح في الماضي بأنه سيتطلع إلى استئناف الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب.
مع أن التقدير السائد في إسرائيل كان أن ترامب أيضا – لو انتخب من جديد – كان سيتطلع إلى الوصول إلى اتفاق مع الإيرانيين، ولكن التخوف هو أن إدارة بايدن ستوافق على شروط تشبه تلك التي كانت في الاتفاق الأصلي، الذي تحقق في أوائل فترة رئاسة باراك أوباما.
ومع أن الاتفاق السابق أخر ايران جدا في طريقها إلى القنبلة وقيد قدرتها على تخصيب اليورانيوم وكمية المادة المخصبة التي يسمح لها بالاحتفاظ بها، ولكنه سمح لها بالتقدم في البحث والتطوير، ولم يقيدها على الإطلاق في مسائل الصواريخ والإرهاب.
وقد استغلت طهران ذلك كي تواصل تسليح وتمويل ربائبها في المنطقة، ولا سيما الحوثيين في اليمن و»حزب الله» في لبنان، وكذا ميليشيات مختلفة تشغلها في العراق وفي سورية.
في إسرائيل يعتقدون أن هذه المسائل يجب أن تكون شرطا لكل اتفاق جديد. وحذر مصدر رفيع المستوى في نهاية الأسبوع من أنها إذا لم تندرج فيه، ووقع اتفاق يتضمن أيضا رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، فإنه مع أن إيران ستعلق تطوير السلاح النووي، إلا أنه سيكون بوسعها التقدم في مسارات أخرى وبالأساس – إعادة بناء اقتصادها المنهار والعودة إلى تصدير الإرهاب بحجوم واسعة إلى الشرق الأوسط، ولا سيما إلى سورية وإلى لبنان.
وفي السياق الفلسطيني فان القلق في إسرائيل هو من استئناف الضغط الدولي على إسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين. وذلك رغم أنه ثبت في السنوات الأخيرة أن الفلسطينيين يمتنعون عن كل حوار، وعمليا يكبحون كل تقدم سياسي.
وقدرت بضعة محافل بان سياسة أميركية كهذه قد تؤخر الجهود لإقناع دول سنية معتدلة لجعل علاقاتها مع إسرائيل علنية.

عن «إسرائيل اليوم»