ماذا يفعل الفلسطينيون حتى يبدأ بايدن تحريك الملف الفلسطيني

حجم الخط

بقلم د. طلال الشريف

 

 

 هناك وقت طويل لتبدأ الادارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن لتحريك الملف الفلسطيني، فاهتمام الادارة الامريكية بعد مرحلة الانتقال والتسليم من إدارة ترامب التى تنتهي في 20/1/2021 ، لن تكون الأولوية للملف الفلسطيني، لأن هناك ملفات داخلية وخارجية لها أولوية، وهي أهم لدى الادارة الجديدة ومنها:

في السياسة الداخلية:
1- ملف جائحة كورونا وما يتطلبه من تركيز الجهود والامكانيات للتغلب على هذه الجائحة التي ضربت المجتمع الإمريكي بشدة والتي تتطلب الوصول للقاح مضاد لفيروس الكورونا بعد كم الخسائر الضخم في الأرواح والاقتصاد.

- ملف الوحدة الأمريكية إذا أخذنا في الاعتبار الانقسام الكبير الذي حدث في الانتخابات الأمريكية وخاصة أن ترامب حظي بإصوات نصف المجتمع الإمريكي أي حوالي سبعين مليون صوت من الناخبين وهي كتلة ضخمة وتعني أن هناك انقسام ملح لابد أن يأخذ وقتا كبيرا من جو بايدن لإعادة الوحدة للمجتمع الأمريكي.

في السياسة الخارجية:

3- ملف معالجة الموقف من، أو، العودة للمنظمات، والمؤسسات الدولية، والتحالفية. التي انسحب منها الرئيس ترامب، أو أهملها، مثل:
منظمة الصحة العالمية، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اتفاقية باريس للمناخ، والمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وترتيب أوضاع حلف شمال الأطلسي.

4- يولي بايدن اهتماما كبيرا للعودة لملف الاتفاق النووي مع إيران:
الذي وقعته إيران عام 2015 مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا، إضافة إلى ألمانيا) بشأن برنامجها النووي. وقرر ترامب إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية
على طهران، مبرراً قراره بأن الاتفاق سيئ ويحتوي عيوبا عديدة.

5- ملف العلاقات مع الصين وروسيا كدول عظمى وأتباعهما مثل ملف كوريا الشمالية، ويريد جو بايدن معالجة هذا الملف الهام بطريقته، وليس كما أداره الرئيس ترامب.

6- قد يأتي ملف القضية الفلسطينية في هذه المرتبة، أي سيحتاج ذلك من عام إلى عامين لفتح الملف الفلسطيني إذا ما توقفت جائحة كورونا، وإذا تفاقمت الجائحة وهو متوقع، فستنتهي دورة حكم جو بايدن دون فتح الملف الفلسطيني، ما لم تحدث تطورات طارئة، تنقل الملف الفلسطيني للاهتمام أكثر، مثل اندلاع حروب، أو، أن يثور الفلسطينيون بشكل لافت، وينتفضوا بقوة على الاحتلال، ووضع اسرائيل في مأزق، تصبح الولايات المتحدة، مجبرة على فتح الملف كأولوية إجبارية لحماية اسرائيل.

اذا أتقن الفلسطينيون إدارة الصراع من جديد مع الاحتلال، وهذه الادارة المطلوبة تعتمد على شقين هامين، "الوحدة والفعل"، ولابد من انجازهما وبسرعة. وإلا ستوضع قضيتهم في أدراج النسيان، وتعود كحالة إنسانية يتعامل معها العالم بالاغاثات والمساعدات كقضية لاجئين في أحسن الأحوال، هذا إن لم يتم التهجير الأكبر، لتفريغ غزة والضفة الغربية من الفلسطينيين، كما كان الوضع قبل انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي نقلت القضية الفلسطينية من قضية إنسانية إلى قضية سياسية للتحرر والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية.

وبذلك أصبح واضحا ما على الفلسطينيين فعله من الآن فصاعدا وبسرعة ولا تحتاج المماطلة والتأخير واللعثمة كالسابق وهي، " وحدة وفعل"

* وحدة وطنية وادارية
* وحدة قرار
* انتخابات تجدد قيادة الشعب الفلسطيني
* فعل فلسطيني قوي ومستمر ونوعي يجبر الاحتلال والولايات المتحدة لفتح الملف الفلسطيني حالاً.

فهل يفعل القادة الفلسطينيين الحاليين ذلك؟

وإلا على شعبنا أخذ زمام المبادرة لحمل الراية والتخلص من هذه القيادات الحالية للدفاع عن مستقبله الذي أصبح على المحك ولا ينتظر لعثمة السياسيين الأباطرة الحاليين الذين أضاعوها سابقا وسيضيعونها مستقبلا.