أكّد عضو المجلس المركزي، القيادي بحركة فتح، د. نبيل عمرو، على أنّ شعبنا الفلسطيني يفتقد الشهيد الرمز ياسر عرفات كلما تعرض لمأزق، مُشيراً إلى أنّه ترك خلفه تراثاً هائلاً من الإنجازات والأدبيات الراقية للعمل الوطني.
وأضاف عمرو في لقاءٍ خاص مع وكالة "خبر" في مكتبه بمدينة رام الله بمناسبة الذكرى الـ16 لاستشهاد عرفات: "كان شخصية ذات أبعاد متعددة، ورجل علاقات عامة وإعلام وسياسة، وشخصية بسيطة إنسانية وهذا ما كان يُلاحظه الجميع، ولم يكن منزهاً عن الأخطاء، لكنّه حينما يُخطئ يسمع للتصويبات من حوله".
وتابع: "كانت العديد من القيادات تختلف معه في قرارات وإجراءات مختلفة، لكنّه يحترم الاختلاف معه، وفي إحدى المرات اشتبكت معه في المجلس الثوري، في حين أنّ هذا الاختلاف لا يدوم لأنّه كان حريصاً على بقاء الجميع معه وحوله وهذه أهم السمات التي نذكرها ولا يمكن نسيناها".
وبالحديث عن المواقف التي عايشها مع الشهيد ياسر عرفات، قال: "عندما تعمل مع ياسر عرفات لسنوات طويلة في مواقع أساسية، فلا يُمكن حصر المواقف، ولكنّ يوجد موقف حدث في داخل الوطن ليلة حصاره قبل تهديد الاحتلال باغتياله وحديثه بالجملة الشهيرة يريدوني إما قتيلاً أو طريداً أو أسيراً، وأنا بقلهم شهيداً، حيث اجتمعنا معه فجر بدء الحصار في مقر المقاطعة وطلب مني العشاء معه لكنّي أخبرته بمدى ارهاقي وحاجتي للنوم رغم وجود مشاحنات معه خلال الاجتماع، وقال لي إنّ الإسرائيليين لن يتركونا وسيصلوا إلى مقر المقاطعة، وسمح لي بالمغادرة على أنّ أعود في ساعات الصباح، وبالفعل بدأ الحصار عليه".
ولفت إلى أنّ هذا الموقف بيّن له كيف كان الراحل عرفات يستقرأ الأمور، مُردفاً: "تمنيت لو بقيت معه، وهذا الموقف لا يزول من ذهني، وكنا في غاية القلق على حياته".
وأكّد على أنّ الشهيد عرفات كان يُعالج الأمور بطريقة مختلفة عن يومنا هذا، مُستدركاً: "كان يؤمن بشعرة معاوية، ويقوم بتحويل هذه الشعرة إلى حبل لا يمكن قطعه، ودائم الحفاظ على الخيوط التي تجمع بالآخرين".