عقَّب قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، د. محمود الهباش، على تصريحات المشككين بهوية المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.
واستهجن الهباش في بيان صحفي مساء يوم الثلاثاء، قيام من اعتبرهم "بعض المحسوبين على العرب والمسلمين"، بنشر مقالات وتصريحات تشكك في هوية وموقع المسجد الأقصى المبارك، مُدَّعين زورًا وبهتانًا مُبينًا أنه ليس في القدس، بل في مكان آخر.
وأكّد على أنّ هذه المقالات ما هي إلا جزء من مخطط يهدف إلى صرف عقول وقلوب ملايين المسلمين عن المسجد الأقصى الوحيد الموجود في مدينة القدس عاصمة فلسطين، لصالح روايات لا تخدم سوى أعداء الأمة الذين يتربصون بها الدوائر .
وأشار إلى أنه ليس في الإسلام سوى مسجد أقصى واحد، هو هذا الذي نعرفه ويعرفه ملايين المسلمين منذ بدء الإسلام وإلى اليوم، وإلى أن تنتهي الدنيا، مضيفا أنه المسجد الأقصى الذي صلى إليه النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون نحو خمسة عشر عامًا، منذ بداية الإسلام إلى العام الثاني بعد الهجرة النبوية إلى المدينة وهو المسجد الذي أسرى الله إليه بنبيه صلاة الله وسلامه عليه، ثم عرج به منه إلى قاب قوسين أو أدنى .
وشدّد الهباش على أنّ الله سبحانه وتعالى جعل المسجد الأقصى قرآنًا يُتلى إلى قيام الساعة، وبه أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ليكون مع المسجد الحرام والمسجد النبوي لكي تُشد إليه الرحال .
ولفت إلى أنّ المسجد الأقصى سوف يبقى يزين أرض القدس وفلسطين، مهما حاول المزورون الجهال أن يمارسوا من صنوف الغباء والتجهيل والتزوير لأجل عرض من الدنيا قليل ، مؤكدا اننا سندخله حين يأتي وعد الآخرة، ويومئذٍ سيرحل العابرون عن أرضه وعن التاريخ أيضًا .
وكان الكاتب السعودي أسامة يماني، قد زعم اليوم السبت، أن المسجد الأقصى المبارك لم يكن أولى القبلتين للمسلمين.
وفي مقال نشره على صحيفة "عكاظ" السعودية، جاهر يماني في تشكيكه بأن المسجد الاقصى القبلة الاولى للمسلمين، مدعيًا: "سبب اعتقاد كثير من الناس أن المسجد الأقصى يقع في فلسطين يعود إلى أن كثيراً من كتب التاريخ وكتب التفاسير وخاصة المتأخرة منها تقول بأن الأقصى يقع في القدس، ومن هنا صار الخلط بين القدس والقبلة والمسجد الأقصى".
وادعى يماني أيضاً أنّ المسجد الأقصى الذي تحدث عنه النبي محمد، موجود في منطقة تدعى الجعرانة بين مكة والطائف، وليس في فلسطين، زاعماً أن القدس المحتلة بفلسطين ليست الأقصى.
وتابع الكاتب السعودي مزاعمه: "الأقصى لم يكن القبلة الأولى للمسلمين كما هو متعارف عليه، وأن بنى عبدالملك بن مروان مسجد قبة الصخرة في سنة 691م. وذلك بسبب تذمر الناس من منعهم عن أداء فريضة الحج إلى مكة، لأن ابن الزبير كان يأخذ البيعة له من الحجاج، لذا قام عبدالملك ببناء الصخرة وتحويل الناس للحج إليها بدل مكة كما يذكر ابن خلكان".
واعتبر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن مقال يماني يأتي ضمن الدعاية المروجة للتطبيع مع "إسرائيل".