نظمت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مساء يوم السبت، مهرجانًا على شرف ذكرى معركة (صيحة الفجر)، والتي ارتقى خلالها كوكبة من شهداء السرايا، منهما اثنان من المحور هما الشهيد محمد عبد الله شراب، والشهيد هيثم حافظ البكري (وافي).
وأكّد القيادي في الحركة أحمد المدلل، في كلمة ألقاها خلال المهرجان، على أنّ أصابع مقاتلي الذراع العسكري للحركة "سرايا القدس" ستظل ضاغطةً على الزناد وفاءً للعهد مع قائد أركان المقاومة في فلسطين بهاء أبو العطا.
وقال: "مما لاشك فيه أننا نقف في هذه اللحظات وقفةَ عزٍ وكبرياء، ونحن نتذكر هؤلاء الشهداء العظماء، الذين أكدوا للعدو بدمائهم وأشلائهم بأن الجهاد الإسلامي وسرايا القدس لا يمكن أن تتراجع أبداً، فإذا اغتلتم قائداً فيها تزدادُ تماسكاً وقوة".
وأضاف: "العدو المُحتل اغتال الأمين العام المؤسس د. فتحي الشقاقي، مُعتقداً بذلك أنه سيُنهي الحركة ويُفنيها، وإذا بها تنتشي أكثر وتزداد قوة وانتشاراً، وكأن دماء هؤلاء الشهداء فيها سرٌ عظيم"، مُشيرًا إلى أنّه مع ارتقاء الشهداء تسري في عروق المجاهدين دماءٌ تُعزز فيهم الإقدام والتضحية ويزدادون إصراراً وعزيمة.
ولفت إلى أنّ "العدو أقدم على اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا مُعتقداً أنه سيوقف ضربات سرايا القدس، فإذا بأبناء البهاء وإخوانه ينطلقون في الرد سريعاً، دون أي حسابات"، مُنوّهاً إلى أنّ نهج القائد أبو العطا عزز في المجاهدين هذه الروح الوثابة، لينطلقوا ويقوموا بتثبيت معادلة الاشتباك التي أرساها، بأن زمن الهزائم قد ولى، وتثبيت قاعدته "القصف بالقصف، والدم بالدم".
وأضاف: "لم يُرِد أبو سليم أنّ يأخذ العدو راحته وأن يوغل في دماء أبناء شعبنا، وكانت وصيته للمجاهدين الذين تدربوا على يديه دوماً: أن تبقى أصابعهم على الزناد، وفعلاً صدقوه، وأوفوا بالعهد، وفوجئ العدو بحجم النيران والرد على جريمة اغتياله".
وتابع: "كان لسان حال المجاهدين في معركة (صيحة الفجر) بأن أبا سليم لم يَمُت، وهو يدفعنا للفداء والشهادة"، مُشيراً إلى أنّ مئات الصواريخ انطلقت من السرايا، وإذا بالعالم كله يُهرول، ليقول هناك اتفاقيات، وهناك تهدئة، إلا أن المجاهدين واصلوا المعركة بهِمة وثبات.
وأردف: "يُحسب للسرايا أنهم من بدأ المعركة، وحدد مسارها، وهم من أنهاها.. ولا تزال المعركة مفتوحة مع العدو، وأصابع سرايا القدس على الزناد".
وشدّد على أنّ دماء الشهداء لا يمكن أن تذهب هدراً، مٌضيفاً: "هذا هو عهدنا لأبي سليم، ولمحمد عبد الله شراب، ولهيثم وافي ولكل الشهداء، حتى نحقق نصراً ندحر فيه المُحتل عن أرضنا".
واستدرك: "نعم إننا نعيش مرحلةً صعبة، الكل يعمل على تصفية القضية الفلسطينية، ويريد من المقاومة أن تُلقي سلاحها. الكل يحاصرنا، لكن هذا الحصار لن يزيدنا إلا إقداماً وإصراراً، ولا يمكن أن تنطلي علينا الألاعيب السياسية".
واستطرد المدلل" "لذا نحن نقول أمام هذا السواد الكبير الذي يُعشش في منطقتنا والعالم كله: ستبقى سرايا القدس والمقاومة صمام الأمان لشعبنا وقضيتنا، والإدارة الأمريكية الجديدة لن تختلف كثيراً عن سابقاتها، كل ما في الأمر أن الأدوات والتكتيكات تختلف من إدارة وأخرى، فيما دعمهم لا متناهي للمحتل الإسرائيلي".
وتطرق المدلل لذكرى استشهاد القائد البارز في كتائب القسام أحمد الجعبري الثامنة، حينها اتخذت سرايا القدس قراراً حازماً وسريعاً بقصف "تل أبيب" لأول مرة في تاريخ الصراع، انتقاماً لهذا الرجل الشجاع والوحدوي.
وفي ختام حديثه أشار إلى معركة (بشائر الانتصار) في آذار/ مارس عام 2012، حين أخذت سرايا القدس قراراً بالرد على جريمة اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي، مُجدّداً العهد لدماء الشهداء جميعاً بحفظ وصاياهم وعهدهم وعدم التراجع عن هذا الخيار.