نتنياهو: مؤامرة على «الليكود» يقودها اليسار والعرب!

0הֺהםַוז
حجم الخط
بعد الخطاب في الكونغرس والمواجهة مع الرئيس اوباما و11 يوما قبل الانتخابات، يقول نتنياهو في مقابلة خاصة في «اسرائيل اليوم»: «رئيس حكومة في اسرائيل عليه أن يكون مستعدا للوقوف ايضا أمام افضل اصدقائنا وأن يقول الامور كما هي، وإلا فإن التاريخ سيحاسبه بشدة».
نتنياهو يوضح أن الخطاب الذي ألقاه «يستحق ثمن المواجهة» مع الرئيس الاميركي، ويقول: «في موضوع مصيري جدا ما العمل، هل ستحني الرأس؟ هل سنرجع ثمانين سنة الى الوراء عندما قالوا لليهود لا تقوموا باغضاب السيد ولا تطرحوا مخاطر الابادة ولا تطلبوا القيام بأي شيء؟ توقفوا عن التشويش؟ أنا لا أقبل ذلك!».
رئيس الحكومة متفائل من تأثير خطابه في الكونغرس. «لدي انطباع أن الاقوال التي قلتها هناك حظيت بتأييد كبير جدا، سواء عند الجمهور الاميركي أو اعضاء الكونغرس، الجمهوريين أو الديمقراطيين. في اللقاء في الكونغرس بعد الخطاب مع زعماء مجلس الشيوخ كان واضحا أن الامور الاساسية التي قلتها استقرت عميقا في وعيهم وهي تشكل قاعدة للنقاش وبيقين لاعادة الفحص من جديد لدى عدد ليس قليل من هؤلاء الاشخاص. هذا يعادل الجهد الذي بُذل. اذا تسلحت ايران بالقنبلة النووية بهدف تدمير اسرائيل فإن هذا الامر سيعرض وجودنا للخطر. لو لم أتصرف كما تصرفت سيقولون لنا: لماذا لم تتحدثوا؟ لماذا لم تحذروا؟ لماذا لم تعملوا في الوقت المناسب؟ كما هو معلوم أنا أعمل في الوقت المناسب.
«خلافا لما يقولون، فإن العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة قوية وستتغلب على الخلافات في الرأي. اذا طرح الامر لحسمه في الكونغرس – هذه امكانية حقيقية – فليس عندي شك أنني عززت به موقف اسرائيل. الى حين زيارتي في واشنطن، الموضوع الذي كان على جدول الاعمال اليومي هو «داعش». صحيح أن «داعش» موضوع مهم والحرب ضده هي حرب مهمة، لكن عند مقارنة الخطر الذي يهدد العالم من «داعش» بالخطر من ايران نووية فإن الخطر منها يشمل العالم وهذا شيء أكثر خطرا. ظهوري في الكونغرس والخطاب الذي سبقه حول الخطاب وضع ايران من جديد على جدول الاعمال اليومي العالمي».

اتفاق أفضل أو عدم الاتفاق
«في خطابي اقترحت بديلين للاتفاق السيئ الآخذ في التبلور. الاول، طلب زيادة الوقت المطلوب لايران لانتاج القنبلة النووية، اذا ما خرقت الاتفاق. وذلك بواسطة تشديد القيود على البرنامج النووي. الثاني، عدم ازالة هذه القيود قبل أن يكون هناك تغيير مهم في السلوك العدواني لايران، هذا السلوك الذي يتضمن وقف دعم الارهاب ودعوتها لتدمير اسرائيل. في كل الاحوال، حسب الاتفاق القائم، خلال عشر سنوات هناك رفع تلقائي للعقوبات وتستطيع ايران انتاج ما تريد من القنابل، خلال فترة زمنية قصيرة جدا تصل الى بضعة اسابيع».
* أنت تعمل ضد النووي الايراني منذ فترة طويلة لكن ايران مستمرة في طريقها.
ـ «قبل كل شيء، لولا الامور التي قمت بها وأستمر في القيام بها منذ عشرين عاما حتى قبل أن اكون رئيسا للحكومة، لكان قد أصبح عند ايران قنبلة. ايران بدأت التسلح بالسلاح النووي، وقد استخدمت ضغوطا لفرض عقوبات اقتصادية عليها حتى في فترة وجودي في المعارضة، قمنا بنشاطات كثيرة لمنع هذا التسلح. الخطوط الحمراء التي رسمتها أثرت، لكن المهمة لم تنته».
* لقد نشر عن محادثات جرت بينك وبين وزير الدفاع السابق ايهود باراك أنكما خططتما للقيام بهجوم عسكري ضد ايران. اقوال حول الموضوع قيلت من رئيس «الموساد» السابق مائير دغان. ماذا حدث بالضبط هناك، هل الهجوم العسكري ألغي من جدول الاعمال؟
ـ «لست هنا من اجل التحدث عما نوينا القيام به أو عما ننوي القيام به».
رئيس هيئة الاركان السابق، غانتس، أشار الى الموضوع.
«لست هنا من اجل التحدث عما نوينا القيام به أو عما ننوي القيام به. فقط أقول إن اسرائيل لن تسمح لايران بالحصول على السلاح النووي».
* لكن اوباما يقول نفس الشيء. كيف يمكننا فهم الفجوات بينكما؟.
ـ «نحن مختلفان في طريقة منع ذلك. الاتفاق الذي تبلوره الدول العظمى الآن يفتح الطريق أمام ايران للتسلح بقنابل نووية كثيرة. هذا الاتفاق يقول لايران: اذا التزمتم بالاتفاق فإنكم بعد عشر سنوات تستطيعون أن تنتجوا من غير قيود المادة المطلوبة لعدد غير محدود من القنابل، ولا أحد يواجه هذه الحقيقة في الاتفاق. العقوبات المشددة التي فرضت على ايران في 2012 أدت بها خلال فترة قصيرة جدا الى طاولة المفاوضات، الامر الذي رفضوا القيام به قبل ذلك عندما كانت العقوبات مخففة. يؤسفني أن الاتفاق المرحلي الذي وقع أزال الضغط عن ايران التي تعتقد بعدم وجود ما يكفي من الاصرار لدى الغرب والدول العظمى لمواصلة فرض العقوبات – في الوقت الذي توجد فيه افضلية اقتصادية كبيرة للدمج بين عقوبات اقتصادية شديدة وهبوط اسعار النفط. الاقتصاد الايراني سيجد صعوبة في التعامل معها، وهناك احتمال لأن تؤدي بالنظام الايراني لقبول شروط لا يوافق عليها اليوم. في الوقت الراهن مطلوب اصرار على المطالبة بالطلبات الاساسية التي طرحتها في خطابي في واشنطن. لقد طرحت هذين الطلبين اللذين يختلفان عما هو مطروح الآن في اطار أفضل بما لا يقاس عن الاتفاق المعروض. البديل للاتفاق المعروض إما أن لا يكون اتفاق أو أن يكون اتفاق أفضل. هذان البديلان أفضل من الاتفاق الآخذ في التبلور.
* هل تفاجأت من رد اوباما على خطابك في الكونغرس؟.
ـ «رد الادارة لم يكن مفاجئا لأن هذا موقفهم. لقد فوجئت في الاساس من الرد المشجع للجمهور الاميركي ومن رد المشرعين، ومنهم ديمقراطيون كثيرون وصفوا الخطاب بأنه «قوي». إنه خطاب طرح امورا واسئلة على الادارة الاميركية لمناقشتها. هذه المقولة سمعتها، ليس منهم بالضرورة، لكنها شائعة».
* كيف يمكن وقف المصادقة على الاتفاق في الكونغرس، مطلوب دعم 13 سناتورا ديمقراطيا، هل هذه الاغلبية موجودة بعد الخطاب؟.
ـ «لا أعرف. فأنا لا أشتغل في سن تشريع محدد في الكونغرس أو في فرز الاصوات هناك. أنا أهتم بازالة الخطر الذي يواجه اسرائيل والعالم بسبب الاتفاق الآخذ في التبلور، وأعرض اقتراحات بديلة لتحسين هذا الاتفاق السيئ».
* هل تحدثت مع السعوديين ودول اخرى صديقة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط تخشى من ايران من اجل تنسيق المواقف؟.
ـ «لا أتطرق الى علاقاتنا مع العالم العربي، لكن يمكن القول إن هناك اتفاقا واسعا جدا في الدول الرائدة في العالم العربي مع مواقفنا التي عبرت عنها. قلت للاميركيين إنه لا يحدث كثيرا في المنطقة أن تتفق اسرائيل والدول العربية على شيء ما، وحينما يحدث ذلك يتوجب الاصغاء».
* هل هناك توتر شخصي بينك وبين الرئيس اوباما؟.
ـ «لا أرى اطلاقا الامور من الناحية الشخصية. قبل كل شيء هناك امور كثيرة تعاونا فيها وقد تطرقت لها في خطابي. لكن هنا يوجد خلاف حول موضوع يمكن أن يعرض مستقبلنا للخطر. في هذا الشأن أظن أن من واجبي كرئيس حكومة اسرائيل أن أثبت ايضا عندما يكون الامر يتضمن عدم الاتفاق مع رئيس الولايات المتحدة. السؤال الواجب ليس لي لكن لاولئك الاسرائيليين الذين لا يقفون أمام هذا الخطر ولا يدعمون، ويقولون إننا نوافق على هذا الموقف لكننا غير مستعدين لاظهاره.
* «اذا كنت تتفق مع الموقف في موضوع مصيري جدا، فماذا تفعل؟ هل ستحني الرأس وترجع الى الوراء ثمانين سنة عندما قالوا لليهود لا تقوموا باغضاب السيد الاقطاعي؟ لا تطرحوا مخاطر التدمير، لا تطلبوا العمل؟ توقفوا عن التشويش؟ 
ـ أنا لا أقبل ذلك. الايام التي كان فيها الشعب اليهودي سلبيا وصمت ازاء الدعوات لتدميره والمخططات العملية لازالته عن وجه الارض، هذه الايام مضت وانطوت. طالما أنني رئيس لحكومة اسرائيل فهي لن ترجع. أتوقع من الجميع الوقوف في هذه اللحظة فوق السياسة والتحذير من الخطر والمطالبة بما أطلبه».
هناك تحالف يضم ليفني، هرتسوغ، لابيد، وآخرون يقولون إننا سنصلح العلاقات مع الولايات المتحدة.
* «ماذا يعني اصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة؟ وتمكين ايران من التسلح بالقنبلة النووية؟ 
ـ هذا غير معقول. العلاقات مع الولايات المتحدة قوية بما يكفي وهي تمر بارتفاع وهبوط، وهي الآن في تصاعد. دعم اسرائيل في الولايات المتحدة في ذروته. والدعم الشخصي لي زاد في السنة الاخيرة. هم يحترمون رئيس الحكومة الذي يتمسك برأيه. صحيح دائما هناك شخص كهذا أو ذاك يمكن أن يفكر بطريقة مختلفة، لكن في نهاية المطاف علينا أن نتمسك بمواقفنا. أمر واحد مؤكد: في هذا الوقت لن نسمح أن يكون لدى ايران غدا وسيلة تدمير تُمكنها من محو اسرائيل عن وجه الارض. كل من لديه عيون في رأسه يعرف أن هذا هو الوقت للصمود وعدم الخضوع».

بوغي وتسيبي سيُقسمان القدس
نتنياهو يقول في بودابست، إن هرتسوغ وليفني غير مناسبين، لأنهما يريدان تقسيم القدس واقامة تحالف مع القائمة العربية الموحدة. نتنياهو يشخص توجها لنشاط واسع وسري يستهدف أكبر عدد من العرب للتصويت، وبهذا تقليص كعكة المقاعد والتسبب بفقدان اليمين 5 مقاعد. وضع كهذا يمكن حدوثه فقط اذا كان الجمهور الواسع الذي يهتم بنتنياهو لا يصوت لليكود أو لا يأتي للانتخاب.
* هل تعتقد أن هرتسوغ وليفني غير جديرين ليكونا رئيسين للحكومة؟
ـ «هكذا بالضبط. أظن أنهما غير جديرين، فهما لن يصمدا ليوم واحد أمام الضغوط، ولن يصمدا ليوم واحد أمام التسلح النووي الايراني. لقد أعلنا أنه عند انتخابهما سيذهبان الى رام الله، وأعرف ماذا سيحدث هناك: سيعرضان عليه اقامة الدولة تُقسم القسم وتقف على حدود تل ابيب كما عرض في الماضي. وسيعرضان على أبو مازن كل التنازلات في الاراضي وسيقيمان هنا فورا «حماستان» الثانية أو سيكون عندنا خطر ايراني مزدوج: نووي ووكيل آخر ايراني يتموضع على حدودنا وفي قلب اسرائيل».

هل ترى احتمالا لتبادل رئاسة الحكومة؟
ـ «هناك تحالف يتم تحريكه من اوساط سرية وعلنية تهدف الى اسقاط الليكود من الحكم ووضع حكومة يسار مكانه. هذا ليس تحالف «فقط ليس بيبي» الذي نعرفه، أنا أتحدث عن قوى اخرى كبيرة جدا تضم الاموال بعشرات ملايين الشواكل التي يتم جلبها من الخارج، ومستشارين وجهات اخرى من اجل فعل شيئين: تشجيع المجيء الى صندوق الاقتراع لمصوتي اليسار بدرجة كبيرة جدا اكثر مما هو حاليا، لحدوث تصويت كبير من عرب اسرائيل. الحديث يدور عن جمعيات ممولة جيدا يمكن أن تؤدي الى حصول العرب على 16 مقعدا، هكذا يتم حسم الانتخابات».
عن «إسرائيل اليوم»