الرسالة: سنهاجم في عهد بايدن أيضاً

حجم الخط

بقلم: يوآف ليمور

 



ما كانت حاجة للإبحار في المادة الاستخبارية كي نلاحظ ان إسرائيل خفضت في الأسابيع الأخيرة حجم الهجمات التي تنفذها (وفقاً لمنشورات اجنبية) في الساحة الشمالية.
وقد حصل هذا لجملة من الأسباب، بعضها سياسية وبعضها عملياتية. ولكن هذا الهدوء النسبي كان كفيلا بان ينقل رسالة مغلوطة تفيد بأن اسرائيل اتخذت خطوة الى الوراء في كل ما يتعلق بالقتال الذي تخوضه ضد مساعي التسلح، التموضع والإرهاب للإيرانيين وفروعهم في سورية وفي لبنان. لهذا السبب، نفذ سلاح الجو هجوما استثنائيا في حجمه نسبياً، رداً على ساحة العبوات التي عثر عليها في جنوب هضبة الجولان. فقد سعت إسرائيل ان تطلق إشارة للاإيرانيين – ولكن ايضا لكل جهة اخرى تعمل في المجال، ولا سيما حزب الله وكذا لسورية – بان فترة الهدوء انتهت، وان الصبر عاد الى مستواه السابق – قريب جدا من نقطة الصفر. وعليه، فقد أخذ الجيش الاسرائيلي أيضا المسؤولية العلنية عن الهجمات، واضاف معلومات وافلام على أمل أن تصدح هذه الرسالة من لبنان حتى طهران فتردع محاولات عمليات اخرى وكذا محاولات لتنفيد رد على الرد.
يمكن الافتراض بان الأحداث التي تعرضت للهجوم أمس لم تجمع في يوم واحد. بعضها (مثل «البيت الزجاجي» الذي تنزل فيه قيادة قوة القدس في نطاق مطار دمشق الدولي) سبق أن تعرضت للهجوم في الماضي وبعضها أضيفت الآن. هذه وتلك أقرت على اي حال كأهداف منذ قبل زمن وضمت الى ملفات الاهداف المناسبة، وانتظرت الفرصة – التي وصلت أمس.
ان قرار الضرب بكل القوة على الايرانيين نبع من عدة دوافع. الاول، مسؤوليتهم المباشرة والحصرية عن العملية المخطط لها. ومثلما في ساحة العبوات السابقة التي انكشفت في الجبهة ذاتها في الصيف، هذه المرة ايضا كان زارعو العبوة سوريين من الجولان، ولكن التمويل، التدريب والتوجيه كانت لقوة القدس التابعة للحرس الثوري، من خلال رجاله العاملين في سورية.

الأسد بين المطرقة والسندان
الثاني، الرغبة في دفع سورية الى أخذ المسؤولية الكاملة عما يجري في الجولان. بافتراض (معقول) بان الأسد غير معني بان تتدهور بلاده مرة اخرى الى الحرب. تتوقع اسرائيل منه أن يتأكد من أن مجال الحدود سيكون هادئاً ونقياً من أعمال الإرهاب. مشكوك أن يكون هذا التوقع واقعياً اذا أخذنا بالحسبان قدرات الجيش السوري وقيوده تجاه ايران وحزب الله ولا يزال – هذه مشكلة الأسد، وبهذه الصفة فانه في ضوء موجة الهجمات الأخيرة – فانه يدفع الثمن عليها أيضا.
الثالث، حيال حزب الله، الذي لا يزال يحتفظ بملف مفتوح مع اسرائيل. فقد حاولت المنظمة مرتين (وفشلت) الثأر اثناء الصيف لموت نشيطها في هجوم سلاح الجو على مطار دمشق، وأوضحت بانها ستحاول مرة اخرى. وفي الهجوم في سورية أشارت اسرائيل اليها ايضا بان صبرها قصير وان ردودها كفيلة بان تكون غير متوازنة مع الفعل نفسه.
رابعاً، لاصحاب القرار في ايران، وكذا للقوى العظمى، ممن هم كفيلون بان يعتقدوا خطأ بان انتهاء ولاية دونالد ترامب ودخول جو بايدن المرتقب الى البيت الابيض سيؤديان الى سياسة اكثر رقة تجاه طهران. في هذا الهجوم أوضحت اسرائيل بانها ليست جزءا من هذه القصة وبقدر ما يتعلق الامر بمصالحها – في الساحة الشمالية، ويحتمل في المستقبل ايضا بالنسبة للنووي – فانها ستواصل العمل بشكل مستقل.
تفيد تجرية الماضي بان ايران لا تسارع الى الرد على المس بها. معقول انها تحاول الآن البحث عن فرصة مناسبة، قبل أن تعمل مرة اخرى. وهذا يستوجب من إسرائيل كما هو الحال دوما اليقظة الاستخبارية العالية والتأهب في منظومات الدفاع الجوي، وأكثر من ذلك – الفهم بان الوضع في الشمال يتغير، مرة أخرى ويحتمل أن يكون الهدوء النسبي الذي ميز الجبهة في الأشهر الأخيرة سيصل الآن الى نهايته.

 عن «إسرائيل اليوم»