الهباش يوجه رسالة إلى حركة "حماس"

محمود الهباش
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أكّد قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، على أنّ المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي ليست ثابتًا من الثوابت الفلسطينية، وإنما هي وسيلة للوصول إلى ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني.

وأوضح الهباش خلال مقابلة مع قناة TRT  التركية، اليوم السبت،  أنّ الوسائل تتغير ولكنّ حقوق الشعب الفسطيني هي الثوابت، والقيادة ليست أسيرة لوسيلة معينة وإنما هي أسيرة للحقوق المشروعة والثوابت الوطنية.

قال: "إنّ ما بيننا وبين الإحتلال هو "اشتباك" وإدارة أزمة يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، وإنّ القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس لا تلتفت إلا لمصالح شعبنا، ونحن أسياد موقفنا ولا نخضع لأحد ولا نقبل أن يفرض علينا أحد أي شيء لا نقبله".

وأضاف: "رغم أنّ الشريحة الأكبر من أبناء شعبنا تقف خلف القيادة وقراراتها، إلا أننا نحترم وجود معارضة فلسطينية ملتزمة بفلسطينيتها، فقد اتخذت القيادة قرار قطع الإتصالات مع الإحتلال في شهر أيار الماضي، من منطلق تحملها مسؤولية شعبنا، والعودة لهذه الإتفاقات مرهون بإحترام الإحتلال لها، وكذلك فإن مشروع "الضم" الذي أعلن عنه نتنياهو لم يعد موجودًا على الطاولة".

وعبّر الهباش عن رفضه لوصف الإتفاقات الموقعة مع دولة الإحتلال بـ"التعاون مع الإحتلال"، بقوله: "لسنا متعاونين مع الإحتلال ونحن من يعلم الناس النضال والوطنية والرئيس أبو مازن هو أحد مفجري الثورة الفلسطينية المعاصرة ولا نقبل المزايدة علينا وعلى شعبنا أبدًا". 

وحول موجة التتطبيع العربي مع الاحتلال، أشار إلى رفض القيادة لفلسطينية لها،وخاصة قبل زوال الاحتلال وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، طبقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، داعيًا إلى التفريق بين علاقة الفلسطينيين الذين هم تحت الإحتلال القائمة على الإشتباك والنضال بشتى أشكاله السياسي والميداني، وبين من يأتي من وراء الحدود ويعترف بـ "إسرائيل" ويطبع معها قبل أنّ تنسحب من الأراضي المحتلة .

وفيما يخُص الإدارة الأمريكية الجديدة، أكّد على أنّ محاولة خلط الأمور لن تجدي نفعًا، لافتًا إلى أن قرار قطع الإتصالات مع الإدارة الأمريكية كان قبل ثلاث سنوات، بينما قطعها مع الإحتلال كان قبل خمسة أشهر.

وتابع: "إنّنا لا نراهن على بايدن أو غيره ونحن نراهن على أنفسنا وعلى صمود شعبنا ونحن الوحيدين الذين قلنا "لا" لمعظم الإدارات الأمريكية لأننا ملتزمون بثوابتنا الوطنية وبحقوق شعبنا المشروعة، وإذا أعلن الرئيس الأمريكي القادم احترامه لحقوق الشعب الفلسطيني والشرعية الدولية التي ضمنت للشعب الفلسطيني حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة فلا مانع لدينا أن يكون بيننا وبينه تواصل فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة".

ورفض الهباش الربط بين خطوة استئناف العلاقات مع الإحتلال وبين المضي قدمًا في ملف المصالحة مع حركة حماس، لافتًا إلى أنّهم في انتظار الرد الإيجابي من حركة حماس على ما تم الاتفاق عليه في حوارات اسطنبول الأخيرة، وعدم قبولهم البقاء في دائرة الاتفاق دون ترجمة ذلك إلى واقع عملي على الأرض والقيام بخطوات عملية لتنفيذ ما تم الإتفاق عليه.

وختم الهباش حديثه، بمطالبة حماس الموافقة على إجراء الإنتخابات، مبيّنًا أنّ القيادة الفلسطينية مصممة على المضي قدمًا في المصالحة وإنهاء الإنقسام ولا بديل عن المصالحة، لأنّ فلسطين أكبر من كل الخلافات، والمصالحة والوحدة الداخلية هي ثابت من الثوابت التي لا حياد عنها.