الخيار الاخير لغانتس

حجم الخط

هآرتس – بقلم رفيت هيخت

بني غانتس يفحص امكانية تشكيل لجنة فحص من قبل وزارة الدفاع من اجل فحص شراء الغواصات والسفن، هكذا صرخ عنوان مقال لـ (عاموس هرئيل في “هآرتس”). غانتس الذي من البداية يعتقد أن قضية الغواصات هي حقا تثير مخاوف حقيقية لوجود سلوك معيب من جانب كل الجهات المتورطة فيها، يتردد الآن في تشكيل هذه اللجنة منذ فترة طويلة. والآن هو يستخدمها بدرجة اكبر كسوط سياسي لازعاج بنيامين نتنياهو أكثر من اعتبارها خطوة حقيقية ستعطي الشرعية لمخاوفه. كيف نعرف ذلك؟ قبل اربعة اشهر ونصف قال غانتس في مقابلة مع “واي نت” بأنه يكتفي بموقف المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، بعدم فتح تحقيق ضد رئيس الحكومة في قضية الغواصات، وذلك من اجل سلامة الحكومة. أي أن غانتس طفح لديه الكيل. وهو يريد الاظهار بأنه هو ايضا يمكنه أن يثير الغضب.

​ولكن لدى غانتس طفح الكيل منذ فترة طويلة – ولم يحدث أي شيء. فتهديداته وتحذيراته لا يصدقها أي أحد، حتى في ازرق ابيض، لأنه لم يقم بالوفاء بها. استراتيجيته السياسية والمتساوقة هي التردد، أو بصورة أدق: الترددات والادانات. هو يدين مؤيدي نتنياهو الذين صرخوا بأقوال قبيحة أمام بيت عائلة فركش الثكلى في قيصاريا. وهو يدين الناشط سدي بن شطريت الذي قارن نتنياهو بهتلر. ادانات تشبه الرمال لا يوجد فيها ما يؤكل. من الغريب كيف أن غانتس لم يتعلم أنه امام غوريلا سياسية بحجم نتنياهو ليس لديه امتياز التصرف مثل راقصة الباليه التي لم تقرر بعد خطوة رقصتها التالية، وفي نفس الوقت تقوم بايماءات عامة للجمهور. في عهد نتنياهو هذا ببساطة تصرف مقطوع عن الواقع يصل الى حد الاستغراب.

​هذا الخط يمكن أن نراه ايضا في قضية الميزانية. في ازرق ابيض يقولون إنهم جميعا – باستثناء هوامش مثل ميكي حيموفيتش التي تضرب بأرجلها، هذا من جهة، ومن جهة اخرى عومر ينكلفيتش التي تؤيد التوطن في الحكومة بأي ثمن – يتفقون على أنه اذا لم يتم تمرير ميزانية 2021 فان حياة هذه الحكومة الغريبة ستنتهي في كانون الاول – كانون الثاني. ولكن على خلفية سلوك غانتس ليس من المستبعد تماما بأن هذا الاتفاق من شأنه أن ينتج عنه مصالحة معينة مخادعة. نتنياهو سيقسم بأنه فقط بعد وقت قصير ستكون هناك ميزانية. وغانتس من شأنه أن يتم اغراءه. الوضع المحزن لازرق ابيض في الاستطلاعات سيساعده في أن يروي لنفسه قصة اخرى.

​اعضاء ازرق ابيض يتمسكون برواية انقاذ الديمقراطية واختيار الخيار الاقل سوء من بين الخيارات السيئة الاخرى. وازاء شلل الحكومة وحقيقة أن الانتخابات هي بدون شك مسألة وقت – انتخابات في حزيران بعد استيراد اللقاح والتحسن في ازمة الكورونا، ستفيد نتنياهو اكثر بكثير من انتخابات في آذار في وسط الازمة – هذه الرواية تتسرب من بين أيديهم كل يوم.

​مثلما يعرف غانتس أن نتنياهو لن يطبق اتفاق التناوب معه فهو يعرف ايضا أنه نادل سياسي وأن قصته كمرشح لمنصب رئيس الحكومة انتهت. قلبي مع غانتس الذي بالاجمال جاء الى السياسة مع نوايا حسنة ومع اعتقاد كاذب غرسوه فيه بأنه هو الشخص الذي سينقذ الأمة. بدلا من أن يشكر الشخص الذي انقذه في لحظات كان فيها هش جدا من ناحية سياسية، فان نتنياهو كعادته يرد على من يمد له يده بافتراس كل الجسم مثل آكلي اللحوم.

​السؤال الذي يجب أن يقف أمام ناظري غانتس هو كيف سيختار انهاء حياته السياسية. كشخص تم جره لبضعة اشهر اخرى من أجل أن يتمسك بقوة خيالية وانجازات كبح محددة، أو كمن وضع علامة استفهام على شكل وضع موضوع الغواصات على جدول الاعمال وتحطيم الادوات في موضوع الميزانية. المعضلة قاسية ومحبطة. كيف يتم تجاوز مهمة الانتحار السياسي هذه: البحث زاحفا على اربع عن القليل من الاوكسجين أو البحث بجسم مستقيم؟.