شارك المئات من المواطنين من مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، اليوم الثلاثاء، في مسيرة جماهيرية حاشدة كانت متجهة نحو خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، التي هدمها الاحتلال قبل ثلاثة أسابيع.
ورفع المشاركون في المسيرة الجماهيرية التي دعت لها حركة فتح، وفصائل العمل الوطني، لافتاتٍ مندّدةٍ بالعدوان على الخربة، ورافضة لمخططات الاستيطان
وقابلت قوات الاحتلال الإسرائلي هذه المسيرة، بالهجوم على المشاركين وإطلاق قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع بكثافة، وبخاصة عند وصولهم لحاجز تياسير العسكري شرق طوباس، ما أدى إلى وقوع العشرات من الإصابات بالاختناق.
كما اعتدى الاحتلال على الصحفيين المتواجدين في المكان بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وقام بإبعادهم من المكان، ومنعهم من تغطية الأحداث.
وأغلق جيش الاحتلال كافة الحواجز العسكرية المقامة على مداخل الأغوار الشمالية، للحيلولة دون وصول المشاركين إلى خربة حمصة.وكان مئات المواطنين، من مختلف محافظات الضفة، .
وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول: "إنّ هذه الفعالية جزء من المقاومة الشعبية، ونحن في القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، نتجه لتنظيم فعاليات شعبية شاملة تشارك فيها أطياف شعبنا الفلسطيني، للتصدي لمخططات الاحتلال خاصة في مناطق الأغوار".
وأضاف: "سنصل إلى المناطق التي يهددها الاحتلال، وسنصل إلى خربة حمصة التي هدمها الاحتلال، ونؤكد أن شعبنا الفلسطيني جاهز للمقاومة ضد كل المخططات ومحاولات التهجير".
من جانبه، بيّن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، أنّ الهدف من هذا الزحف الجماهيري اتجاه الأغوار، هو التصدي لمشروع التهجير القسري وإفشال خطة الضم.
وأكّد على أنّه سيتم إعادة بناء خربة حمصة، عقب كل محاولة تهديم لها، مضيفًا بقوله:"لن نسمح للاحتلال بتهجير هذه التجمعات، ونؤكد على القرارات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية للتصدي للهدم، ومنع الضم وإسقاط مشروع التهجير القسري".
وأشار إلى وصول المساعدات لأهلي خربة حمصة الفوقا منذ اليوم الأول لعملية الهدم، ويتم حاليًا العمل على إعادة بناء الخيام وحظائر الماشية، وسيتم توفير لوحات الطاقة الشمسية قريبًا، مؤكّدًا على أنّ القيادة لن تترك الأهالي في العراء وستتصدى لسياسة التطهير العرقي ومشروع الضم.
بدوره، شدّد مسؤول ملف الاستيطان في إقليم حركة "فتح" بمحافظة طوباس جمال أبو عرة، على أنّ كل قوى الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية والشعبية، تصر على الوصول إلى الأغوار من خلال هذه الفعالية.
وأوضح أنّ هذه المسيرة، هي ضمن استراتيجية وطنية تقودها القيادة الفلسطينية، وفصائل منظمة التحرير، رغم العراقيل والحواجز التي نصبها جيش الاحتلال لمنع وصول المشاركين.