حركة "فتح" ترد على تقرير إعلامي تحريضي بثته قناة عبرية

منير الجاغوب
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

رد رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب، اليوم الثلاثاء، على تقرير إعلامي تحريضي بثته القناة "20" العبرية.

وبحسب ما ورد وكالة "خبر"، جاء ذلك ردًا على التقرير الإعلامي التحريضي الذي بثته القناة "20" العبرية والذي تضمن تسجيلات صوتية ومرئية شملت الرئيس محمود عباس القائد العام للحركة وعطوفة محافظ محافظة القدس الأخ عدنان غيث والأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة والاخ وزير شؤون القدس فادي الهدمي وأمين سر حركة "فتح" في العاصمة شادي المطور وما تضمنه أيضا من اتهامات مباشرة للأخ اللواء ماجد فرج مدير عام جهاز المخابرات العامة".

وأكدت على أن هذا التقرير يعبر عن إفلاس سياسي وأمني إسرائيلي مكشوف، فمن المعروف لدى المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية أن السلطة الفلسطينية لها مؤسسات مختلفة في المدينة المقدسة وأكنافها وهي تقدم الموازنات لهذه المؤسسات وفقا للاتفاقيات السياسية الموقعة مع الجانب الإسرائيلي وبرعاية دولية وما هذا الهجوم غير المسبوق إلا جزءًا من مخطط الاحتلال للسيطرة على القدس بالكامل وإفراغها من محتواها الفلسطيني.

وأضافت أن مواقف الرئيس بشان القدس وقضايا الحل النهائي واضحة أمام جميع العالم وأنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة بأسرها دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يؤدي إلى إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومن هنا فإن ما جاء في التقرير الإسرائيلي يشير فقط إلى جهل في مضامين الاتفاقيات السياسية من جهة وفي مواقف القيادة الفلسطينية المبدئية والراسخة تجاه الحقوق الوطنية المشروعة من جهة أخرى.

وتابعت أن الاحتلال الإسرائيلي تتميز بفرادتها في ممارسة التمييز العنصري المفضوح في مدينة القدس من جانب وفي انتهاج سياسة تغلق كل المنافذ التي يمكن من خلالها الوصول إلى حل سياسي يحقق الأمن والاستقرار والسلام لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي من جانب آخر .

وتابع الجاغوب: "هنا نتساءل: هل يحق لإسرائيل وفقا للاتفاقيات السياسية الموقعة معها أن تعتقل محافظا ووزيرا وقائدا كبيرا في حركة "فتح" ومنظمة التحرير وتقيد نشاطهم وتعزلهم عن المدينة وتمنع تواصلهم مع قيادتهم وتضعهم تحت المراقبة الدائمة، فهل مثل هذه الممارسات تعبر عن نوايا سليمة  للتوجه إلى مفاوضات تؤدي إلى تحقيق السلام أم هي ممارسات تعبر عن حالة عدائية متقدمة ترمي إلى إلغاء الوجود الفلسطيني برمته في المدينة المقدسة ؟".

وأردف: "عطفا على ما ذكر فإننا نؤكد أن وجود أكثر من 360 الف فلسطيني في القدس الشرقية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القدس مدينة عربية فلسطينية إسلامية بامتياز ولا ينازعنا في ذلك أحد وأن اعتراف الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل لا يساوي الحبر الذي كتب فيه فمن لا يملك أعطى من لا يستحق ومن هنا فإننا نجدد التأكيد على أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية المستقلة وأن حل هذه القضية والاتفاق عليه لا يتم إلا عبر مفاوضات سياسية برعاية دولية نزيهة".

وتابع أن حركة "فتح" تؤكد أنها ستتصدى بكل قوة  لكل من باعوا ضمائرهم والذين تسول لهم أنفسهم التخلي عن قيمهم ودينهم وعقيدتهم واللهاث وراء المال وتسريب عقاراتهم إلى الجمعيات الاستيطانية التي تنشط في القدس من أجل إثبات الوجود اليهودي فيها بالقوة.

وذكر: "نحن إذ نؤكد في هذا المقام أن دولة الاحتلال لن تستطيع ومهما امتلكت من وسائل قمعية كف يد الحركة عن هؤلاء القلة القلية الذين آثروا المال على الوطن ونشدد على أننا سنضرب يد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأملاك ومقدرات المدينة وسنكون لهم بالمرصاد حيثما وجدوا".

ولفت إلى أن الهجمة الإعلامية التحريضية غير المسبوقة على قيادات حركة "فتح" في القدس وهذا الهجوم المنظم الذي يترافق مع عمليات اعتقال مستمرة لقيادات الحركة والسلطة والمنظمة، لن يسكت الصوت الفلسطيني المؤكد على أن القدس هي العاصمة الابدة لدولتنا الفلسطينية المستقلة وأن كل ما يرمي إليه الاحتلال لن يتحقق فكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تضرب بها إسرائيل عرض الحائط، تؤكد على أن القدس مدينة تحت الاحتلال وان أي تغيير سياسي بشأنها غير معترف به.

وأوضح: "بموجب اتفاق أوسلو فإن من حق السلطة الفلسطينية ان تمارس نشاطها السياسي والإعلامي والاجتماعي والثقافي في القدس وفي هذا السياق فإننا نذكر بانتخابات عام 96 التي شارك فيها المقدسيون ترشيحا وانتخابا ، ونحيط المجتمع الدولي علما ان القيادة الفلسطينية لا تعترف بأي تغيير جرى في القدس بعد انتفاضة العام 2000 وان كل ما أنشئ على الأرض لا يمثل بالنسبة لنا امر واقع ، بل هو إجراءات طارئة والطارئ حتما الى زوال".

وجاء في حديثه: ":إن الافتراءات الإسرائيلية والتتبع الذي تقوم به لوسائل الإعلام الفلسطينية والتصريحات التي يطلقها مسؤولون فلسطينيون عبرها، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن دولة الاحتلال تبيت النوايا الخبيثة والتي نحذر من أن الإقدام عليها سيفتح عليها أبوابا لن تغلق".

وحذر من استمرار ملاحقة إسرائيل لمحافظ القدس الأخ عدنان غيث واعتقاله أكثر من عشرين مرة وكذلك اعتقال والتحقيق مع الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس الأخ اللواء بلال النتشة وتقييد حركته وكذلك وزير شؤون القدس الأخ فادي الهدمي وأمين سر حركة "فتح" شادي المطور وهم الذين وردت أسماءهم في التقرير الاسرائيلي.

وشدد على أن سلطات الاحتلال ترمي من وراء ذلك الى احباط العمل الفلسطيني في القدس واثبات انها مدينة يهودية وعاصمة لدولة الاحتلال وهذا ما لا يمكن السماح او التسليم به فحركة "فتح" لم ترفع راية بيضاء ولن ترضخ لسياسة الأمر الواقع.

وأشار إلى أن حركة "فتح" قائدة المشروع الوطني الفلسطيني بقيادة الأخ الرئيس " أبو مازن" ستبقى على العهد مع جماهيرنا المناضلة والمكافحة وتؤكد ان نضالنا الوطني لن يتوقف حتى تحقيق امال وطموحات شعبنا بالحرية والعودة والاستقلال.