ما الذي سيقوله نتنياهو لميركل وكيري؟

thumb
حجم الخط

22 تشرين الأول 2015

بقلم: ران أدلست
نعم، سيصل، لا، لن يصل، لماذا نعم، لماذا لا، واذا كان نعم – فعلى ماذا سيتحدثون؟ كل هذه المسائل حامت في الهواء الرقيق للأدبيات الدبلوماسية وعنيت باللقاء الذي سيعقد اليوم في برلين بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الاميركي جون كيري والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
ويستهدف اللقاء اعطاء صدارة للرجل الذي لا يصدقه أحد. فخلفية اللقاء هي اضطرابات الحرم والضغط الذي يمارسه العالم العربي على الاميركيين، والفرنسيين والألمان للحشر في الزاوية الرجل الذي برأيهم كفيل بأن يشعل المنطقة. ليس دارجا عندهم، عند الدبلوماسيين، ان يضعوا على الطاولة في ميدان المدينة لحما نازفا، الا اذا كان طبخ كما ينبغي قبل ذلك. وعليه، فان تكنيك اللقاءات من هذا النوع هو ان رجال الثقة يطبخونها قبل اللقاء نفسه. من يقول ماذا ولماذا، وما الذي يريده كل طرف، والاهم: ماذا سيقولون للعالم، كي يغطوا على الامور الحقيقية التي في الداخل.
ليس عندي أي فكرة عن ما الذي سيكون نتنياهو مطالبا به كي يهدئ الوضع، ولكن على الطاولة يوجد مشروع فرنسي لتدويل الحوض المقدس – حسب صيغة ايهود باراك وشلومو بن عامي من العام 2000 – مع اضافة قوة مراقبين. النظام والمنطق يقولان انه لا يمكن فرض ادخال قوة دولية دون موافقة الطرفين، ونتنياهو بالفعل رفض الفكرة ركلا. كل بارقة موافقة من جانبه لنوع من التسوية كان سيثير عليه اليمين المتطرف، الذي صوت بعضه له كي يمنع اسحق هرتسوغ من تحقيق أغلبية والوصول الى الرئيس اولا.
يلعب وزير الخارجية الاميركي دور العم الطيب ورفض المشروع الفرنسي. وعليه فسيكون مشوقا أن نعرف ما الذي سيقترحه أو يطلبه من نتنياهو. وفرضة عمل معقولة تقول انه هو ايضا وميركل يؤيدان المشروع الفرنسي (عمل الرباعية ولا سيما في جناحها الغربي، منسق جدا) الذي يستهدف الضغط على نتنياهو من أجل تحقيق «شيء ما» في لقاء اليوم.
حتى رحلة السفر طرأت تأخيرات «بسبب الوضع» (عدم التوافق على مواضيع البحث؟). مع كل الاحترام للوضع، فان بضع عشرات من حملة السكاكين ليست سببا للتأجيل. عندما كان في المعارضة حرص نتنياهو على أن يرقص على الدم في ساحات العمليات كي يحمس الرعاع ويجمع الاصوات. أما هذه الايام فانه يسير في قافلة محروسة، محاولا اطفاء الحريق الذي اشعله هو نفسه.
إذن ما الذي سيقوله نتنياهو الموبخ لميركل وكيري: لم اعرف ان الوزير اياه سيحج الى الحرم؟ هل سيكرر الثرثرة عن «الوضع الراهن المحفوظ»، اذهب لتروي بأن الوضع الراهن محفوظ فقط بالاحرف الميتة. اما عمليا فالامر المقرر ليس تعليمات الحكومة والشرطة، بل كل تلك الاحداث التي يشعلها محبو اشعال النار مثل اوري ارئيل، يهودا غليك، زئيف الكين، ميري ريغف وشركاؤهم.
اذهب لتشرح لميري وميركل ان نتنياهو، مثل القيصر نيرون، هو الرجل الذي يعزف على الاوتار في الوقت الذي تحترق فيه القدس. المهم هو أنه هو القيصر. الاثنان لا يريدان سماع خطابات عن الكارثة، يريدان لحما. شيئا ما. فك ارتباط. ان لم يكن عن الفلسطينيين فعن البيت اليهودي. ولكن هذه البضاعة ليس نتنياهو بقادر على ان يوفرها.

عن «معاريف»