الشباب هم بناة الوطن والدعامة التي ترتقي به وبالمجتمع، لذلك تُولي المجتمعات الواعية أهمية خاصة للشباب، إلا أنّهم في غزة المحاصرة أصبحوا مهمشين، وبات الوطن سجن الأحلام وضياع الأيام، وأصبحوا غير قادرين على توفير قوت يومهم وإكمال مسيرة أحلامهم.
قصص واقعية
المهندسة لميس سمحان البالغة من العمر 25 عاماً، خريجة من كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين، تخصص "ملتميديا" بمعدل متفوق على دفعتها تروي حكايتها، قائلةً: "بعدما تخرجت عملت معيدة في جامعة فلسطين لمدة عام وبعد ذلك حاولت جاهدة التقدم لوظائف عمل مختلفة في الشركات والجامعات، فعملت بنظام الساعة في عدة جامعات وعملت في شركات مختلفة بدوام 12 ساعة بمقابل رواتب متدنية لا تتجاوز 200 دولار ويتم التسويف في دفعها مثلما فعلت بعض الجامعات حتى أنني لم أحصل حتى اللحظة على راتبي منها رغم انتهاء العمل فيها، وبعدما انتهت عقودي بدأت التفكير في عمل من المنزل فاتجهت نحو تصميم اللوجوهات، ولكنني فوجئت بتدني سعرها في غزّة، حيث أحصل مقابل اللوجو على 30 شيقل فقط، وأنا كخريجة متفوقة من أبسط حقوقي الحصول على وظيفة محددة براتب ثابت حتى أستطيع إكمال مسيرتي التعليمية".
وأضافت سمحان: "التحقت الآن بدراسة الماجستير، بما استطعت توفيره من العمل، ولكن لا أضمن أنّ يُمكني ذلك من استكمال الدراسة، طالما لم يتوفر فرصة عمل ثابتة".
الفتاة أسيا أبو سليم خريجة علاقات عامة من كلية الإعلام في جامعة فلسطين بتفوق، تروي حكايتها بعد تخرجها، قائلةً: "مثلى مثل أيّ خريج بعدما أنهيت سنوات الدراسة والاجتهاد والتطوع بدأت بالتقدم لوظائف في شركات مختلفة لكني صدمت بواقع العمل وعدم جود تكافؤ في الفرص وأساساً معظم الإعلانات شكلية، حيث يتم اختيار الموظفين قبل الإعلان عن الوظيفة، وأيضاً تطوعت في عدة شركات وكان دوامي مثل أيّ موظف وحين التقدم للوظيفة يتم رفض ذلك".
وتابعت: "بشكل عام نحن نواجه استغلال القدرات، فإما التطوع بدون مقابل أو العمل مقابل مبلغ غير ثابت أو بنظام النسبة"، لافتةً إلى أنّها كانت تسعى لدراسة الماجيسستر بغزّة لكنّ تردي الأوضاع الاقتصادية حال دون ذلك.
وختمت حديثها، بالقول: "سجلت لأكثر من منحة دراسات عليا، وتم قبولي بالمنحة التونسية ولكن لم أستطيع المغادرة حتى الآن، بسبب أزمة المعابر وكورونا"، مُبيّنةً أنّها تسعى لاستكمال دراستها والبحث عن عمل يُمكنها من الاعتماد على نفسها.