العراق : النازحون يعانون من أوضاع إنسانية صعبة

a1123molkj
حجم الخط

 قالت مفوضية حقوق الإنسان في العراق-وهي منظمة مستقلة ترفع تقاريرها إلى البرلمان العراقي- إن النازحين يعانون من انعدام المساعدات المقدمة لهم بعد إيقاف الدعم الحكومي، متوقعة شتاءً قاسيًا عليهم خلال عام 2016.

وقال فاضل الغراوي، عضو المفوضية في بيان الخميس، إن “معاناة النازحين ستتفاقم وتزداد قساوة، إثر انعدام المساعدات، المتمثلة بتوفير المخيمات المؤمًّنة بكافة المستلزمات الضرورية، والخاصة بفصل الشتاء، لتقيهم الظروف القاسية التي يعانوها، لأن أغلبهم يسكنون في هياكل وبنايات قديمة وخيام تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم”.

وأضاف الغراوي أن “انعدام المساعدات جاء بسبب توقف الدعم الحكومي للنازحين، إضافة إلى إعلان الأمم المتحدة، إيقاف المساعدات بكل أشكالها”، متوقعًا أن “يكون شتاء 2016 الأقسى على النازحين في العراق”.

وأكد عضو مفوضية حقوق الإنسان أن “هذه الأوضاع أدت إلى إصابة العديد من النازحين بأمراض مختلفة، وتعرضهم لمعاناة كبيرة، ما دفع بعضهم للهجرة إلى الخارج، بعدما يئسوا من تلقي المساعدات داخل العراق”.

بدورها، اعتبرت لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي، أن تجاهل الحكومة الاتحادية أزمة النازحين، وخفض المنظمات الدولية المعنية دعم الجهود الإنسانية، تسبب في تفاقمها.

وقال رعد الدهلكي، رئيس اللجنة البرلمانية ، إن “ناقوس الخطر بشأن مصير النازحين دقّ من خلال سلسلة إجراءات اتخذتها الحكومة، فهي تُعد بنظرنا عقابًا للنازحين من خلال استقطاع الأموال الإضافية التي خصصها البرلمان في موازنة 2015 لدعمهم، وعدم العمل الجدي على إعادتهم إلى مناطقهم المحررة”.

وأوضح الدهلكي أن “الحكومة تتحمل المخاطر التي سيتعرض لها النازحون موسم الشتاء المقبل، إذ أن الوضع مأساوي، وسيزداد سوءً في فصل الشتاء”.

وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة (OCHA) في العراق، الأربعاء، أن 8.6 مليون عراقي بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مبينًا أن الوضع الإنساني في العراق متدهور ويزداد تعقيدًا، جراء استمرار المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي “داعش”.

وتواجه العديد من العوائل النازحة، صعوبات في العودة إلى منازلها في المناطق التي حررت سابقًا من داعش، بمحافظتي ديالى (شرق) وصلاح الدين (شمال) بسبب الملاحقات العشائرية والتي تتمثل بمنع عودة كل عائلة انتمى أحد أفرادها لـ”داعش” إلى أماكن سكناهم الأصلية، تحت عنوان “الثأر العشائري”، إلى جانب الملاحقات الأمنية، وغياب الخدمات الأساسية في المناطق المحررة، بعد تضررها بشكل تام، خلال المعارك بين القوات الحكومية وداعش.