انشغال حماس بالكورونا يخلق فرصة للتقدم بقضية الأسرى الإسرائيليين

حجم الخط

والا العبري – بقلم أمير بوخبوط

المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تعمل على الحفاظ على الردع مع قطاع غزة، والاستمرار في إضعاف حماس اقتصاديا، والفصل بين غزة والضفة. انشغال حماس في أزمة الكورونا، سوف يخلق فرصة للتقدم في ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين المتواجدين بغزة.

ويأتي هذا التقرير على خلفية مداولات في جهاز الأمن الإسرائيلي،للمصادقة على الإستراتيجية التي سيتم اتباعها العام المقبل، وفي ظل بدءولاية الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن. ووفقا لبوحبوط، فإن فريق إدارةبايدن “يثير الكثير من الأفكار والقلق لدى صناع القرار في تل أبيب” أي فيجهاز الأمن. ولا تستبعد تقديرات جهاز الأمن اشتعال الوضع مع القطاع،“الذي يمكن أن يحدث نتيجة سوء تفاهم بين الجانبين“.

سياسة جهاز الأمن في الضفة الغربية هي “العكستماما” عن قطاع غزة. وبحسبه، “تعمل الإدارة المدنية من أجل رفع المستوىالاقتصادي والمدني، بحيث يكون أفضل من غزة دائما، ومن خلال منعالإرهاب“. واستعرض الجيش الإسرائيلي والشاباك، قبل أسبوعين، معطياتأمام الحكومة، جاء فيها أن حجم الأنشطة الفلسطينية في الضفة، في العامالأخير، كان أقل منه في العامين 2018 – 2019. كما أن عدد القتلىوالمصابين الإسرائيليين كان أقل.

عدم وجود تفاهمات، حالية أو بعيدة الأمد، بين حماسوإسرائيل حاليا. والتفاهمات التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية “محدودة من حيث مدتها الزمنية ومواضيعها“. ونقل عن رئيس أركان الجيشالإسرائيلي، أفيف كوخافي، قوله في مداولات مغلقة، إن هذه التفاهمات هي“سقف زجاجي” وأن الجيش يتعامل مع أي عملية “بحساسية، كي لا تتحولإلى جبهة مركزية“.

ويرى كوخافي أن التعامل مع إيران أهم من التعامل الفصائل الفلسطينية،“ولذلك، يوجه الجيش الإسرائيلي ضربات لحماس بين حين وآخر، من أجلإدخال حماس إلى الإطار الذي تمليه الحكومة الإسرائيلية والحفاظ علىالتفاهمات لفترة أطول“. ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه “بدونعلاقة، يوجد اهتمام حقيقي بحل مشاكل إنسانية في غزة والتي يمكن أنتنعكس علينا أيضا“.

وتقضي التعليمات التي يوجهها كوخافي بأن “المصلحة الأولىهي إرجاء مواجهة في قطاع غزة بقدر الإمكان… والمصلحة الثانيةهي الفصل بين غزة والضفة كي لا تكون انعكاسات مباشرة وغيرمباشرة لغزة على الضفة“. ونقل عن مصادر أمنية قولها إن “لاأحد يعرف متى سيغادر أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمودعباس) الحلبة. ولا أحد يريد أن تكون حماس في موقع انطلاقلتكون مكانه“. والمصلحة الرابعة تقضي “بالحفاظ على حكم فعالفي قطاع غزة وملجوم ولاجم للفصائل والشارع مثلما يحدث اليومتماما. والمصلحة الرابعة هي منع أزمة إنسانية، والمصلحةالخامسة هي منع تعاظم قوة حماس بأوضح صورة ممكنة“.

وقال مصدر أمني إن “حماس تمنحك هدوءا لأنهم يريدون تعظيم قوتهم،وعليك أن تجد الطريق من أجل تعظين القوة والحفاظ على الهدوء“. وأشاربوحبوط إلى أن إسرائيل تحارب تعاظم قوة حماس “بأدوات سرية، لا تتحملأي جهة إسرائيلية مسؤوليتها“، وأن هذه الأدوات لا تمنع هذه العملية بشكلكامل ولكنها تقلصها.

من جهة أخرى يسعى الجيش الإسرائيلي إلى “إدارة الاستقرار الاقتصاديبهدف إضعاف حماس. فمن جهة، جهاز الأمن لا يريد رؤية جوعى، ومنالجهة الثانية يريد إضعاف حماس“. والنقاش حول ذلك في المجلس الوزاريالإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، يتمحور حول “ماهو الحد الأدنى التي تمنحه إسرائيل لحماس وأي رافعات ضغط بالإمكانممارستها“. وقال مصدر عسكري إسرائيلي “أنت لا تريد تفجير العلاقات،ومن الجهة الأخرى لا تريد إعطاء أكثر مما أنت ملزم بإعطائه“.

وفيما يتعلق باستمرار الانقسام بين غزة ورام الله، أشار بوحبوط إلى أن الحكومةالإسرائيلية “لا تريد أن تشكل حماس حكما جذابا لأبناء شعبها، كي لا يتزايدالتأييد لها، وعندما تجري انتخابات للسلطة الفلسطينية لا تفوز حماس بها“. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية “تفضل أن يستوعب الجمهور الفلسطيني أن حكمحماس في غزة فاشل، وأنه يوفر الطعام والماء من دون أفق سياسي أواقتصادي… وكي ينتخب حركة فتح. ومؤشرات الخطر كانت عندما فاز ممثلوحماس في انتخابات السلطات المحلية“.

سيكون قريبا قد مرت سنة على التفاهمات بينالجانبين، “والنتيجة الأوضح هي توقف المظاهرات عند السياج الأمني منذنهاية العام الماضي. والتفاهمات هي نتيجة تضرر حماس من الجولاتالعنيفة مع الجيش الإسرائيلي ومن الخوف من كورونا أيضا“.

ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه “نشأت أجواء جديدة. وربما هذا بسبب التخوف الهائل من انتشار كورونا في قطاع غزة الذييفتقر لقوى عاملة طبية وعتاد ملائم. وربما، أخيرا، رسب الإدراك في حماسبأنه لا توجد اليوم شرعية شعبية في إسرائيل بتحرير أسرى ملطخة أيديهمبالدماء، ولكن في المقابل توجد نية حقيقية في الجانب الإسرائيلي للتقدم فيهذه العملية“.

وأضافت المصادر أن “التخوف من إصابة أسرى كبار السن ولديهم أمراضمزمنة بالفيروس يزيد من مستوى التوتر في حماس. وسيناريو كهذا يمكن أنيسمح لزعيم حماس، يحيى السنوار، الذي أصيب بنفسه بالفيروس، أنيتذرع بذلك أمام قيام حماس وفي الشارع الفلسطيني لاستئناف المفاوضاتفي موضوع التبادل“.