حلول جديدة لليمين الإسرائيلي

حجم الخط

بقلم: ميرون ربوبورت

 

 


قبل بضع سنوات تلقيت دعوة للمشاركة في ندوة نظمها مجلس «يشع» للمستوطنين عن «حلول جديدة لليمين». وكان هذا غريباً. منذ أن وقفت عند رأيي، رأيت نفسي كرجل يساري واضح، فلماذا الآن يطلبون سماع رأيي عن «حلول جديدة لليمين».
عندما دعاني المستوطنون الى الندوة، شعروا انهم نجحوا في مهمة الصد – منع إقامة دولة فلسطينية – والآن عليهم ان يطرحوا حلاً. في كانون الثاني من هذا العام كان يبدو أن الحل الذي اقترحوه – الضم/بسط السيادة - هو خطة مظفرة. في كانون الثاني القريب القادم، عندما سيتوج بايدن رئيساً، ستعلن رسمياً هزيمته الساحقة.
أفترض أنني دعيت الى الندوة لأنه في الحركة التي انا واحد من متصدريها، «بلاد للجميع»، نحن نقترح ان يتمكن اليهود من مواصلة العيش في كل ارجاء بلاد اسرائيل، في دولة اسرائيل وفي الدولة الفلسطينية. ليس لأنني عشقت المستوطنات فجأة. اعتقدت، وانا لا أزال اعتقد، بان مشروع الاستيطان يتعارض والقانون الدولي. أنا أتجول في الضفة الغربية/يهودا والسامرة وأرى بعينيّ التمييز الساحق بين من يتمتع بكامل الحقوق وبين من لا حقوق له. ومع ذلك، لا توجد اي حماسة لتفكيك المستوطنات، وليس لأنها خلقت واقعاً لا مرد له. فكل واقع يوجد مرد له. غوش قطيف هي دليل على ذلك، وكذا ايضاً السهولة التي تنازل فيها الإسرائيليون عن فكرة السيادة مقابل رحلة جوية الى دبي. ليس لدي حماسة لإخلاء المستوطنين، لأنني لا ارى فيهم المذنبين الوحيدين في أن إسرائيل تواصل الاحتلال. حكومات إسرائيل على أجيالها هي المسؤولة عن هذا الوضع، وهي التي ينبغي النزول عليها باللائمة. كما أن إخلاء عشرات آلاف الأشخاص من بيوتهم لا يفرحني. ولكن يوجد سبب أعمق. ذكرتني أحاديثي مع المستوطنين بما أنساه الصراع السياسي ضدهم. عندما تحدث اليهود في المنفى عن بلاد إسرائيل، تحدثوا عن نابلس والخليل، وليس عن رمات هشارون. اذا كان ثمة لليهود حق للعيش في تل أبيب، فلهم حق للعيش في السامرة أيضاً. لا توجد اي مشكلة في ان يكون المرء رجل سلام وان يتبنى هذا الحق.
الموضوع هو ان تجسيد هذا الحق اليوم يأتي في ظل إلغاء حق الشعب الفلسطيني. هنا قلب الخلاف. فحق كل يهودية ويهودي أن يعيشوا في اي مكان في بلاد إسرائيل لا يكسبهم الحصرية، وبالتأكيد لا يكسبهم اي حقوق زائدة. الفلسطينيون هم أبناء الوطن ويوجد لهم حقوق متساوية شخصية، سياسية وقومية بالضبط مثلما لليهود.
أنا اؤيد دولتين مستقلتين، اسرائيل وفلسطين. ولكني في نفس الوقت اؤيد ان مواطني اسرائيل الذين يختارون السكن او البقاء في الضفة الغربية او في غزة يمكنهم ان يفعلوا ذلك، على أن يوافقوا على العيش كسكان متساوي الحقوق تحت سيادة فلسطينية مثلما يفعل المواطنون الفلسطينيون الذين يختارون العيش في إسرائيل.
رؤياي تعرض طريق الاعتراف المتبادل بالصلات العميقة للشعبين للبلاد كلها، طريقا يكون فيه حق اليهود للعيش في كل أرجاء بلاد اسرائيل لا يتحقق بقوة الذراع، بقوة الإكراه بل بقوة التوافق. توافق كل أجزاء المجتمع الإسرائيلي، وتوافق الفلسطينيين ابناء هذه البلاد. وبهذا المعنى، ربما، فان الأفكار التي أنا ورفاقي، فلسطينيين ويهود، نعمل عليها، يمكنها بالفعل أن تقع ضمن إطار «حلول جديدة لليمين».     

عن «إسرائيل اليوم»