دعا رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس عزت الرشق، اليوم الإثنين، الأمة العربية والإسلامية إلى التصدّي لهرولة بعض الأنظمة إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والذي وصفه بـ"الخطيئة الكبرى".
وقال الرشق، في بيان صحفي صدر بمناسبة ذكرى انطلاقة حركة "حماس" الـ 33: "إنّ المطبعين لن يحصدوا سوى مزيد من الاستنزاف والتبعية، والاختراق الفردي والجمعي وعلى كل المستويات، وفي ظل هذه الهرولة التطبيعية مع العدو، لا يمكن التسويق بأن التطبيع فيه مصلحة فلسطينية"، لافتًا إلى وجود تساوقٍ كبير بين مشروع التطبيع ومشروع تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف أن حركة "حماس" تريد من عمقها العربي والإسلامي أن يتحرّر من الانزلاق في مستنقع التطبيع، وأن يكون بمجموعه حائط صدّ منيع ضد كل محاولات اختراقه واستنزاف مقدّراته.
وتابع: "ستظل شعوب الأمَّة وفية لفلسطين وقضيتها العادلة، وستبقى مناصرة للشعب الفلسطيني وحقّه المشروع في تحرير أرضه ومقدساته، ولمسنا ذلك في مواقف الشعوب العربية والإسلامية الرّافضة للتطبيع".
وأكّد على أنّ جزءًا مهمًا في المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي يتمثل في معركة ودور الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة الاحتلال، ومواجهة التطبيع جزء من هذه المعركة المستمرة.
ووصف الشعوب العربية والإسلامية بـ"الحائط الصدّ المنيع والجدار الحصين الذي يصعب اختراقه على الرّغم من التحديات والمغريات، وستظل صامدة في مواجهة التطبيع مع العدو الصهيوني".
وذكر أنّ "الرّهان على الإدارة الأمريكية الحالية أو القادمة لن يغيّر في معادلة الصراع مع العدو، ولن يجلب لحكومات الاحتلال المتعاقبة الأمن المزعوم"، مبيّنًا أنّ أيّ مكاسب حققتها هذه الحكومات عبر التطبيع الإجباري لن تستمر، ولن تكون ذات جدوى استراتيجية، فهو لا يخدم سوى أجندة الاحتلال وسياساته العنصرية والإجرامية في فلسطين والمنطقة.
ولفت إلى أنّ هرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع العدو هو خسارة للقضية الفلسطينية، ويمثل اختراقًا للعمق العربي والإسلامي، مضيفًا بقوله: "ولا أدلّ على ذلك الصمت العربي المتمثل في إطار جامعة الدول العربية اتجاه خطوات التطبيع المتسارعة".
وأشار إلى سعي حركته إلى إدارة علاقاتها السياسية مع محيطها العربي والإسلامي، بعيدًا عن التجاذبات والصراعات ولعبة المحاور، حيث تنأى بنفسها وقضيتها عن ذلك.
وشدد الرشق، على أنّ الحركة بَنَت علاقاتها السياسية مع عمقها العربي والإسلامي على المستويين الرّسمي والشعبي، في توازن واعتدال، وحرصت كلّ الحرص في علاقاتها السياسية على مبدأ الاستقلالية في قرارها، مع حرصها على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأوضح أنّ "حماس كانت وستبقى حركة تحرّر وطني فلسطيني تلتقي مع جميع الدول العربية والإسلامية في هدف واحد، هو خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عنها، والوقوف مع شعبها ونضاله المشروع، وتبني علاقاتها السياسية في هذا الاتجاه".
وبيّن أنّ حركته لن تعادي أحدًا، وستظل منفتحة بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وتمدّ يدها لجميع الدول العربية والإسلامية من أجل تعزيز التعاون فيما يخدم قضية الأمّة الأولى ضد عدوّها المشترك، لافتًا إلى أنّ تطوير العلاقة وتعزيزها مع المحيط العربي والإسلامي مرهون بمواقف هذه الدول تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنّ حركته استطاعت خلال السنوات الماضية المحافظة على علاقات إيجابية مع محيطها العربي والإسلامي، وحافظت على علاقات جيدة مع كثير من الدول، مستطردً بقوله: "إنّ رئيس الحركة إسماعيل هنية ووفد قيادي زار العديد من الدول مؤخرًا، وعزّز العلاقة مع كلّ من تركيا وإيران وقطر ومصر ولبنان وماليزيا".
وفيما يخّص الجبهة الداخلية الفلسطينية، دعا الرشق الشعب الفلسطيني إلى مواجهة التطبيع والحدّ من انتشاره، وفضح مساره، وبيان خطورته عبر ثلاثة مسارات مهمة.
وبين: "هي المسار الأول: يتمثّل في إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الوطنية، وبناء شراكة حقيقية تجمع الكل الفلسطيني وفق رؤية نضالية موحّدة، أساسها العمل الوطني المشترك، وبناء موقف وطني رافض للتطبيع، والتنازل عن الحقوق والثوابت الوطنية".
وتابع: "المسار الثاني: يتمثّل في المقاومة الشاملة ضد الاحتلال، فهي السبيل لمقاومة التطبيع وتجريمه، والعمل على تعزيز التواصل مع العمق العربي والإسلامي ليكون شريكًا في هذه المقاومة بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية والإعلامية والاقتصادية والخيرية والإنسانية والثقافية والأكاديمية".
وأردف: "المسار الثالث: يتمثّل في العمل على تعزيز التواصل وإدارة العلاقات السياسية مع العمق العربي والإسلامي الرسمي والشعبي، وكذلك على المستوى البرلماني من أجل سنّ قانون لتجريم التطبيع، لتشكيل جبهة رافضة والدعوة إلى تبني خيار مقاطعة الاحتلال في المجالات كافة".
وختم حديثه بقوله:"إنّ حماس والشعب الفلسطيني وكل الفصائل الفلسطينية الرّافضة للتطبيع، ستمضي بكل قوّة ويقين في مشروعها لتحرير أرضها ومقدساتها، وستبقى وفيّة لمبادئها وثوابتها ومقدساتها وشهدائها وأسراها، وإن تخلّى عنها البعض، أو كثر المثبّطون والمطبّعون".