قبيل الموعد «ب» للانتخابات تردد غانتس. لقد أراد جداً ان يرمي يائير لبيد، وان يحل «ازرق ـــ ابيض» وان يتنافس وحيداً. لبيد ضغط على أعصابة، والتناوب له ثمن مبالغ به. القليلون عرفوا عن تردداته بمن فيهم لبيد.
القليلون الذين عرفوا دفعوه لاتخاذ قرار. ولكن مثل غانتس، أراد المزيد من المعطيات والمزيد من الانتظار، ربما ان يحدث سيناريو ما بترجيح الكفة. في النهاية عقد جلسة حاسمة قبل أيام قليلة من تقديم القوائم. موشي يعلون كان حاضرا، وكذلك أيضاً غابي اشكنازي. «كل واحد سيقول رأيه»، قال غانتس. من المرجح ان يعلون واشكنازي كانا سيؤيدان الانفصال ولكن في المرحلة التي جرى فيها النقاش، بصورة متأخرة جداً حيث كانت الحملة في ذروتها، بدا لهم هذا كانتحار. الانفصال عن لبيد دفن.
كثير من الأخطاء ارتكبها رئيس الحكومة البديل في الطريق الى النقطة التي هو موجود فيها، الآن. لقد كان عليه ان يشطب عضوي الكنيست تسفي هاوزر ويوعز هندل من القائمة بعد الموعد «ب». عدد لا بأس به دفعوه للقيام بذلك وإبقاء فرصة عملية لحكومة مدعومة من الخارج عن طريق القائمة المشتركة. في مرحلة معينة كتبت خبراً عن ان غانتس غاضب من الاثنين. في جلسة بعد ذلك نفى غانتس الخبر وادخل كليهما الى القائمة.
قبل تشكيل الحكومة الإشكالية مع بنيامين نتنياهو حصل غانتس على نصيحة ذهبية: ادخل فقط القليل من الوزراء بحيث يكون كل واحد منهم ذا قيمة وازنة، تأتي من الخارج. يمكن فقط تخيل كيف كان سيبدو دخول غانتس لو كان لـ»ازرق ــ ابيض» 8 وزراء في الحكومة: غانتس، اشكنازي، افي نسنكورن وخمسة خبراء من الخارج. من هو بحاجة الى القانون النرويجي، حيث ان يزهار شاي وميراف كوهن واساف زمير واوريت فركش كانوا مستعدين لبدء حياتهم البرلمانية حتى كرؤساء لجان في الكنيست. هذه ليست حكمة بعد فوات الأوان، هذا الموضوع كان موجوداً على جدول الأعمال. غانتس تردد وفكر وتشاور واخطأ.
يمكن ان نواصل تعداد المزيد ولكن في النهاية، وبقراره الكبير، غانتس كان محقاً. من الجيد انه دخل الى حكومة نتنياهو. نعم هذه هي الحكومة الأسوأ في تاريخ الدولة (ليس بسببه)؛ وكذلك هذا القرار سينهي كما يبدو حياته السياسية ولكن من المحتمل جداً ان هذا القرار قد انقذنا جميعاً من كارثة اكثر خطورة.
ان انتخابات رابعة في تموز ــ آب 2020 كانت ستجلب لنتنياهو اكبر انتصاراته. حتى ذلك الحين كان على رأس حكومة انتقالية. الوزير اوحانة كان قد بدأ حل النيابة العامة. نتنياهو وباحتمالية عالية كان سيضم أجزاء من المناطق، وفقط الله يعرف ماذا كان سيحدث بعد الانتخابات عندما يكون لنتنياهو حكومة يمين قوية وثابتة، دونالد ترامب ما زال في السلطة والمداولات القضائية كانت ستبدأ بعد عدة شهور.
الحقيقة هي ان غانتس السياسي هو ليس خسارة كبيرة لمعسكر الوسط ـــ يسار هو شخص رائع، ذكي، نزيه غير قادر على تفضيل مصلحته الشخصية على ما يراه كمصلحة الدولة هو غير مناسب للسياسة القبيحة لإسرائيل، ربما انه ليس مصنوعاً من عجينة الزعماء وبدرجة كبير ضحى بنفسه من اجل ان يعطينا فرصة لإزاحة رئيس حكومة منفلت العقال.
هذه أيام حاسمة لغانتس. أمامه قرار كبير، محظور عليه ان يفسد الإرث الذي تركه. محظور عليه الموافقة على تسوية فاسدة مع نتنياهو. صفقة لتأجيل تاريخ التناوب مقابل تنفيذ صفقة غير محتملة، تحتاج الى أغلبية إشكالية في الكنيست من اجل تمريرها بجدول زمني مكتظ، واحتمالات تنفيذها شبه معدومة. في حزيران 2022 غانتس في الحقيقة سيكون غير شرعي لشغل وظيفة رئيس الحكومة بكل ما يتعلق بدعم الجمهور. إذا كان سيموت (سياسياً) - فليمت منتصب القامة.
عن «هآرتس»