أكّد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، على أنّ تصريحات ما يُطلقون على أنفسهم "جماعات الهيكل" أو الأسماء المشابهة لها مثل "حراس وأمناء الهيكل"؛ لإنشاء مدرسة دينية في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك، على أنّها عدوانية ضد المسجد الأقصى، وأنّ المسلمين هم أصحاب الحق.
محاولات فرض واقع جديد
وقال حسين في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "نؤكد المرة تلو الأخرى بأنّ المسجد الأقصى المبارك إسلامي وللمسلمين وحدهم بكامل مساحته البالغة 144 دونماً"، مُردفاً: "لا مكان لغير المسلمين بأيّ حال من الأحوال في هذا المسجد، سواء بالمدارس أو الكنائس أو العبادات وغيرها".
ولفت إلى أنّ دعوات ما تُسمى "جماعات الهيكل" تجاه الأقصى ليست جديدة، بل جديدة قديمة؛ فمن مخططات هذه الجماعات محاولة فرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك؛ فهم لا يختبؤون وراء هذه الدعوات بل يُعلنوها بشكلٍ صريح.
وبيّن أنّ قسم كبير منهم يدعو إلى أخذ قسم من المسجد الأقصى وبخاصة الجهة الشرقية من المسجد قرب باب الرحمة، مُؤكّداً على أنّ كل هذه الاعتداءات ترعاها حكومة اليمين الاحتلالية وكذلك اقتحامات المسجد.
واستدرك: "لكنّ نحن على يقين بأنّ الحق لا تُغيره هذه القوة الخاشمة المعتدية، التي تقوم والمستوطنون بنفس المنهاج والمخططات من أجل تغيير الوضع القائم في الأقصى، وبسط السيطرة على المدينة المقدسة وتغيير معالمها؛ حتى الدينية منها".
خطر حقيقي على المسجد
وبالحديث عن دلالات استهداف الساحة الشرقية للأقصى، شدّد حسين على أنّ القضية ليست الساحة الشرقية؛ بل المستهدف هو المسجد الأقصى المبارك، مُستدركاً: "لا سمح الله لو تم وضع قدم للجماعات في الساحة الشرقية والساحة الجنوبية أو الغربية؛ فكل هذا يُشكل خطراً حقيقياً على المسجد".
وقال: "إنّ المسجد الأقصى بكل أجزائه وبمساحته البالغة 144 دونماً داخل ما أدير عليه الصور من الجهات الأربعة، كله مسجد ولا مكان لهؤلاء المستوطنين ولا لغيرهم في المسجد الأقصى وسيبقى المرابطون من أبناء المسجد في أكنافه"، مُستطرداً: "هذا الشعب الفلسطيني المرابط الدرع الحصين بعون الله وقوته لحماية المسجد الأقصى المبارك".
أما عن تطاول جماعات الهيكل على شخص مفتي القدس والديار المقدسة؛ أوضح حسين: "حينما يذكروا شخص معين سواء أنّا أو غيري ودائرة الأوقاف، يقولوا إنّه يُريدون التخلص من هؤلاء الأشخاص الذين يقفون عائقاً مع دائرة الأوقاف في وجه مخططاتهم".
وتابع: "نحن تعودنا أنّ نسمع هذا الكلام ولا نُقيم وزناً لا لهؤلاء ولا لكلامهم، ولن نترك في يوم من الأيام رباطنا ووجودنا ودفاعنا عن المسجد الذي يُمثل عقيدة بالنسبة لنا، وبالتالي كل الدعوات لا نلتف إليها بل إلى واجبا تجاه حماية المسجد الأقصى ومنع كل هؤلاء والمقتحمين الذين يُحاولون فرض واقع جديد، ولن يتم ذلك بحول الله وقوته".
ودعا قبل أيام المدير التنفيذي لما تُسمى مؤسسة "تراث جبل الهيكل" المتطرف تومي نيساني، مفتي القدس والأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين إلى البحث عن وظيفة جديدة، لأنّه لن يبقى له عمل في الأقصى.
ووجهت جماعات الهيكل رسالة إلى وزير الأمن الداخلي "الإسرائيلي" عمير أوحانا قبل أيام، تُطالبه فيها باتخاذ الساحة الشرقية للأقصى مدرسة توراتية دائمة. وطالبوا بالسماح لأتباع المدارس الدينية بقضاء كامل الفترة المتاحة للاقتحامات في تعلم التوراة وتعليمها في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك.
شد الرحال.. دعوة نبوية
وفي رده على سؤال حول تجديد دعوات شد الرحال للأقصى، شدّد حسين على أنّ الدعوات قائمة دائماً، ويتم التأكيد عليها من كل علماء وأئمة الأقصى المبارك على وجه الخصوص، مُضيفاً: "يجب على كل مسلم في هذا العالم يستطيع الوصول للمسجد الأقصى أنّ يشد الرحال له".
وختم حسين حديثه، بالقول: "إنّ الدعوة ليست دعوة العلماء ودعوتنا بل دعوة نبوية لشد الرحال من خلال الحديث الشريف "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مسجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"؛ وبالتالي الدعوة نبوية ومن يُنفذها له الأجر ونرجوا لله أنّ نكون جميعاً مشمولين بشفاعة النبي حينما نُلبي الدعوة ونشد الرحال للأقصى".