قضية المفقودين الإسرائيليين لدى «حماس» تراوح مكانها

حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان

 



رفع تسفي هاوزر، رئيس لجنة الخارجية والأمن، الكرة لـ «حماس»، وسارع إلى إنزالها في الملعب الإسرائيلي ليحطم مظهراً آخر من التقدم في مسألة الأسرى والمفقودين.
توجه هاوزر بشكل دراماتيكي إلى رئيس الوزراء كي يوقف اتفاق تبادل الأسرى الفضائحي، على حد قوله، بين إسرائيل و»حماس»، كما انكشف أمامه.
وكان هذا التوجه العلني يكفي «حماس» كي تعلن، أول من أمس، في محطات البث في غزة: هاكم الدليل على أن إسرائيل لا تريد حقاً الوصول إلى اتفاق. وبزعمهم، بخلاف التلميحات التي تأتي من إسرائيل، لا يوجد اختراق حقاً.
رأى النائب هاوزر، على نحو شبه مؤكد، العرض الإسرائيلي لإعادة الأسرى والمفقودين مقابل أسرى «حماس»، الذين لا يحملون دماً على الأيدي. غير أنه ليس واضحاً في هذه المرحلة إذا كان مثل هذا العرض للعموم قد رُفع إلى «حماس» وحصل على موافقتها.
من المشكوك فيه أن يكون يحيى السنوار تنازل عن تحرير ذي مغزى للسجناء، بمن في ذلك السجناء الكبار الذين يحملون دماً على الأيدي.
من المعقول الافتراض بأنه منذ نهاية تشرين الأول، حين بدأت جولة المفاوضات الأخيرة، كانت هناك مرونة معينة في الطرفين، ولكن من مشكوك فيه أن يكون طرأ تغيير جوهري في قوائم السجناء. فأحد الشروط المسبقة لتنفيذ الصفقة هو تحرير سجناء صفقة شاليت ممن أُعيد اعتقالهم، إلى جانب تحرير سجناء مرضى، نساء، وقاصرين.
لو كانت «حماس» تكتفي بهذا الشرط المسبق لكانت الصفقة تمت منذ زمن بعيد. ولكن قائمة السجناء التي تتقدم بها «حماس»، حتى لو كانت أبدت ليونة، تبقى إشكالية من ناحية إسرائيل.
يوجد السنوار اليوم في ذروة معركة انتخابات لرئاسة «حماس»، ستنتهي على ما يبدو في كانون الثاني.
يتنافس معه زعيمان بارزان: خالد مشعل وصالح العاروري. لا يبدو أنه يعتزم التنازل، الآن بالذات، عن الفكرة التي بنى عليها حياته السياسية: مركزية السجين في المجتمع الفلسطيني. رفاق قضوا معه عشرات السنين في السجن يرون فيه حبل النجاة لهم. إذا ما خيب أملهم الآن، فسيفقد كرسيه.
كان يخيل في الأسابيع الأخيرة أن إسرائيل تحاول تليين السنوار. من تحت الرادار سمحت وزارة الدفاع بسلسلة طويلة من التسهيلات المتعلقة بتحسين شروط المعيشة في القطاع: ذات يوم سمحت بتصدير التوت، وفي الثاني البطاطا، دخول المزيد من المال القطري في الأسبوع الماضي، وما شابه. غير أن هذه التسهيلات لم يكن لها أي صلة بالمفاوضات في مسألة الأسرى والمفقودين.
في إسرائيل يتابعون بقلق ما يبدو كفقدان سيطرة لـ «حماس» على الوباء في غزة. فمنذ أيار من هذا العام هدد السنوار بأنه إذا لم يتوفر له العتاد للحرب ضد «كورونا» فان إسرائيل أيضا لن تجد الراحة. التهديد الأمني واضح، ولهذا فقد أرخوا له الحبل قليلاً.
في الأسبوع الأخير من تشرين الأول وصل ممثل السنوار، روحي مشتهى، إلى القاهرة كي يبدأ المفاوضات مع إسرائيل.
وكان الإحساس في إسرائيل بأن «كورونا» فرصة لممارسة الضغط، ولكن القائمة التي طرحتها «حماس» والشروط التي عرضتها إسرائيل لم تلتقيا.
في الأسبوع الماضي قفز الوسيط المصري بين الطرفين، أحمد عبدالخالق، بزيارة قصيرة من 12 ساعة إلى القطاع.
وأثارت زيارته حملة شائعات عن اختراق في الطريق. غير أنه هنا أيضاً كان الأسرى والمفقودون أصلا واحداً في المحادثات التي ركزت على مواضيع فلسطينية داخلية.
في جهاز الأمن يصفون الوضع القائم بـ»تراجيديا الأسرى والمفقودين». تحتاج «حماس» إلى اختراق اقتصادي حقيقي وإلى بدء مشاريع كبرى في مجال المياه، الغاز، والكهرباء.
إسرائيل مستعدة لتعطي فرصة لتسوية جوهرية كي تخفض التوتر الأمني. ولكن شيئاً لم يتحرك منذ ست سنوات، لأنه لم يوجد حل لمسألة الأسرى والمفقودين. ومن أجل تحطيم الوضع الراهن، يتعين على الطرفين أن ينثنيا. وأغلب الظن، فإنهما ليسا هناك.

عن «يديعوت»