إسرائيل دولة شعوذة

0
حجم الخط

يبدأ الفيلم القصير. موسيقى هادئة. «المزوزة بالنسبة لي هي قبل كل شيء حماية ومحافظة، هذا بيت يهودي يحافظ عليه الله» تقول الوزيرة ميري ريغف. عيناها تلمعان، حركات يديها واسعة. ومن خلفها صورة ضخمة للبابا سالي الى جانب علم إسرائيلي كبير؛ هذا مكتب حكومي.
ننتقل لايتان كابل أيضا يلوح العلم خلفه. «المزوزة تعطي روحا للبيت»، كما يقول. «هي التي تحافظ عليه ليس فقط من  ناحية الفيزيائية وانما ايضا من ناحية روحانية». على مدخل مكتبه موجودة خمس مزوزات ضخمة، داخل إطار. نعود الى ريغف. عندما يكون لديك مزوزة على مدخل البيت انت تعرف ان هذا بيت يهودي، وأن هذا شخص يهودي مؤمن، لان كل شيء في نهاية المطاف بيد خالق العالم». ومرة اخرى كابل: «بالنسبة لي عندما أدخل لاي مكان أن تقبيل المزوزة يعني أن اكون جزءاً لا يتجزأ من الواقع الروحاني للبيت. هذا جزء لا يتجزأ مما نحن عليه».
نحن بصدد حكومة  وحدة. من أجل اقامة حكومات كهذه كان مطلوباً في السابق شخصيات اساسية مثل رام كسبي وغيورا عيني. الجسم الوسيط اليوم هو اتحاد الحاخامات. اسرائيل أمة الستارت أب، قوة السايبر. والاتحاد ايضا موجود في الجبهة التكنولوجية. يطلق حملة على اليوتيوب والفيس بوك. لديه موقع جذاب ومتطور وفيه تنزيلات باسم «مزوزون» تمكن المستخدم من استعراض المزوزة البيتية وارسالها للفحص الشامل لدى خبراء الاتحاد.
تهدف هذه الجهود الى زيادة الأمن الشخصي لمواطني الدولة، الذي تدهور في اعقاب موجة العمليات. تحتاج الحملة الى اشخاص يقومون بعرضها. «عندما أدخل وأخرج أقبل المزوزة كي يباركني الله»، تقول ريغف، «هذا جزء لا يتجزأ مما نحن عليه»، يضيف كابل.
في الفيلم القصير يظهر من يردد أنا لا أصدقهم. ريغف انتهازية وتنصلت بالماضي من اسم عائلتها الاصلي وعادت اليه فجأة، عندما لاءمها أن تؤجج النار الطائفية وتتفاخر انها لم تقرأ تشيخوف.
كابل الحالي هو قالب لحزبه، في السبت. الضائقة الانتخابية تلهب عظامه. في  كل مكان يتحدث عن الحاجة للتواصل مع الشعب. ومع ذلك يبدو أنني افضل أن أصدقهم. الخيار الثاني هو رؤية عالم وزيرة الثقافة ورئيس اللجنة الاقتصادية.
أنا انسان عقلاني. اؤمن بالرعاية الإلهية. البابا سالي والحجب المقدسة ليست جزءاً من عالمي. تقبيل المزوزة أمر غير عقلاني بنظري. مرة شاهدت اشخاصا يقبلون مزوزة في القسم الداخلي في ايخلوف في ذروة موجة الانفلونزا. من الناحية البكتيرية أشك أن هذا قد ساعد على شفائهم. لكنني أتفهم ان من حق الانسان ان يكون غير عقلاني. فليؤمن بما يريد ويقبل ما يريد طالما أن هذا يجلب له الراحة.
اما منتخبي الجمهور فالامر بالنسبة لهم مختلف. أمن اولادي وتعليمهم موجود بيديهم، أيضا اموال الضرائب. لا أقبل أن يقوم اشخاص ذوو مناصب رفيعة باستخدام حملة شعوذة من الحزبين الكبيرين اثناء أزمة اقتصادية كبيرة.
حتى وقت ليس بعيدا كانوا يهزأون هنا ممم يدافع عن اسرائيل في خيمة التوراة. السياسيون من «الليكود» و»العمل» يحثون الجمهور على تقبيل المزوزة. يدعي رئيس الحكومة أن هتلر نفذ أوامر الفلسطينيين. الجنون يلفنا والحياة في اسرائيل تحولت الى امر غير عقلاني. كم من الوقت سيستمر هذا؟!

 عن «هآرتس»