قال مسؤول الأنظمة الصحية بمنظمة الصحة العالمية د.خالد أبو سمعان، إنّ السيطرة على فيروس كورونا في قطاع غزّة تحتاج إلى خطين متوازيين، الأول يتمثل في وعي المواطن بضرورة ممارسة الإجراءات الصحية مثل لبس الكمامة واستخدام المعقمات والتباعد الجسدي حال الخروج من المنزل للضرورة؛ والثاني في رفع القدرة الصحية الذي تسعى له وزارة الصحة بغزّة؛ ليتناسب مع منحني الوباء؛ لاستيعاب الحالات التي تحتاج لرعاية صحية.
وأضاف أبو سمعان في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "بين الخطين هناك إجراءات يجب القيام بها وقد تضطر السلطات الصحية إلى اللجوء لها، مثل إغلاقات وإجراءات إجبارية على المواطن، ما لم تستطع زيادة القدرة الاستيعابية للنظام الصحي".
قد نكون في ذروة كورونا
وبالحديث عن تحذير الصحة في غزّة من الأسبوعين القادمين في مواجهة كورونا، قال أبو سمعان: "إنّ تحديد الصعوبة أو السهولة في منحني الإصابات بـ"كوفيد 19"يعتمد على السلوك المجتمعي والإجراءات على أرض الواقع؛ وبالتالي قد نكون في الذروة، ولكنّ يعتمد كل ذلك على الوعي والممارسات الصحية التي يُمارسها المجتمع والإجراءات الوقائية التي تتخذها السلطات الصحية".
وتابع: "أيّ خطوات لمنع تفشي الوباء قد يظهر أثرها بعد عشر أيام أو 15 يومًا، وبالتالي الزيادة في عدد الإصابات قد تكون خلال الأسبوعين القادمين؛ نتيجة بعض الإجراءات الخاطئة مثل التجمهر على الأسواق والبنوك قبل أيام الإغلاق".
وأردف: "قد يظهر آثار إغلاق يومي الجمعة والسبت في انحدار المنحني في الأيام القادمة"؛ مُشدّداً في ذات الوقت على أنّ المنحنى يتوقف على الممارسات الصحية والإجراءات على أرض الواقع.
تفريغ مستشفيين لخدمة كورونا
وفيما يتعلق بأبرز التحديات التي تُواجه وزارة الصحة لمواجهة كورونا في قطاع غزة، قال أبو سمعان: "إنّ التحديات التي تُواجهها وزارة الصحة في غزّة تواجه العموم، سواء من حيث نقص الموارد الصحية والطواقم الطبية أو الأجهزة والمعدات؛ الأمر الذي يزيد من العبء على الصحة العالمية لمساعدة النظام الصحي في توفير النقص ببعض المواد والأدوية والأجهزة وإعداد طواقم طبية مدربة لمواجهة كوفيد 19".
واستدرك: "قطاع غزّة يُعاني من عدة مشاكل أبرزها نقص الأدوية والمعدات وقلة وندرة بعض الطواقم الطبية في تخصصات نادرة، وهذا كله يؤثر على النظام الصحي"، لافتاً إلى أنّ النظام الصحي يُواجه أزمة حقيقية زادت في ظل جائحة كورونا؛ بسبب زيادة الطلب والاستهلاكات.
وأوضح أبو سمعان: "في ظل أزمة كوفيد اضطر النظام الصحي في غزّة إلى تفريغ مستشفيين بأكملهم (الأوروبي والتركي)، الأمر الذي أدى لزيادة حجم العمل في المستشفيات الأخرى، وتأجيل إجراء العمليات وبالتالي ضعف تأثر القدرة في علاج المرضي العاديين".
وبيّن أنّه "يتم استدعاء عدد من الطواقم علاج مرضى كوفيد-19؛ وبالتالي إحداث خلل في النظام الروتيني لإدارة النظام الصحي الذي يعاني أصلا من نقص الموارد".
جهود الصحة العالمية لمواجهة كورونا
أما عن جهود الصحة العالمية لمواجهة كورونا في قطاع غزّة، قال أبو سمعان: "إنّ الصحة العالمية تعمل بشكل حثيث مع كل الشركاء سواء وزارة الصحة أو المنظمات الصحية الأخرى الدولية والمحلية وكل ما هو متعلق بالنظام الصحي؛ لرفع قدرته من أجل التصدي لجائحة كورونا".
واستطرد: "منظمة الصحة العالمية تعمل على عدة أصعدة؛ ففي الصعيد الاستشاري تُشارك مع جميع الشركاء في اللجان الاستشارية المخولة بالتوصيات من أجل التصدي لجائحة كورونا وتقديم ما يلزم من استشارات متعلقة بالاستجابة أو نقل بعض البروتوكولات العلاجية؛ أو أيّ تجارب خارجية قد يتم الاستفادة منها من خلال اللجان الاستشارية".
وأضاف: "على الصعيد المادي فإنّ الصحة العالمية قدمت حتى اليوم 6.5 مليون دولار للتصدي لجائحة كورونا على شكل مشتريات، وهي 34 جهاز تنفس اصناعي، و43 مونيتور، و37 صنف من الأدوية ".
وتابع: "يتم تقديم جميع ما يلزم لمختبرات وزارة الصحة من أدوية وأدوات، في حالات العجز من أجل الاستمرار في تقصي الوباء، فتقد تم تقديم أكثر من 100 ألف اختبار لجائحة كورونا من الفحوصات اللازمة، وأيضاً دعم المواد اللازمة لمنع تفشي الوباء من معدات الحماية الشخصية كالقفازات والكمامات، لمنع العدوى خاصةً في المرافق الصحية".
وختم أبو سمعان حديثه، بالقول: "تم تدريب أكثر من 1200مقدم خدمة صحية على سبل وقاية أنفسهم وآليات التعامل مع حالات كوفيد؛ لأنّهم جزء من مقومات التصدي للجائحة، وفي حال حدوث تفشي سيؤدي ذلك لخلل في جودة الخدمة المقدمة".