اللواء أبو سمرة: "بايدن" سيعطّل صفقة القرن وقطار التطبيع.. والسلطة الفلسطينية فوجئت بالاتفاقات

أبو سمرة
حجم الخط

القاهرة - وكالة خبر

أكّد المؤرخ الفلسطيني ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني د. محمد أبو سمرة، على أنّ الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سينقلب على الخطط والمشاريع السياسية كافة التي حاول ترامب فرضها في غالبية الملفات الساخنة والخطرة في العالم، وخصوصًا ملف الصراع الإسرائيلي العربي والقضية الفلسطينية، عبر صفقة القرن وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية للكيان الصهيوني، والضغوط على العديد من الدول العربية لإرغامها على تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني.

جاء ذلك  في حوار مطول مع موقع "ذات مصر" تناول بالتحديد رؤية القيادة الفلسطينية لأثر فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة على قضية الصراع الفلسطيني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

كما قال اللواء أبو سمرة: "سنكون أمام متغير نوعي في السياسية الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة، لكن الأمر يستدعي عدم الإفراط بالتفاؤل، لأنَّ الموقف الجذري للولايات المتحدة والدعم النوعي للكيان الصهيوني لن يتغير، لذا لا بد لنا من العمل على خلق موقف عربي وإسلامي وإقليمي موحد ومؤثر وقوي وصلب يساهم في دعم الموقف والحق والنضال الفلسطيني".

ونص الحوار جاء كالتالي:

ــــ كان هناك ترحيب فلسطيني بفوز بايدن في انتخابات الرئاسة.. فما الاختلاف الذي تتوقعه من بايدن تجاه القضية الفلسطينية؟

بكل الأحوال نحن نعتبر رحيل ترامب، أمراً جيداً ومريحاً، فلقد قدَّم للكيان الصهيوني ما لم يكونوا يحلموا به، ونقل سفارة الولايات المتحدة من يافا المحتلة (تل أبيب) إلى القدس الشرقية المحتلة، واعترف بالقدس الموحدة عاصمةً أبديةً موحدةً للكيان الصهيوني، وعمل على فرض صفقة القرن، وهي خطة ووصفة صهيونية كاملة، لاتمنح الفلسطينيين أي شيء من حقوقهم التاريخية والمشروعة، وهذه الخطة الشيطانية، التي فيما لو كانت وافقت عليها القيادة الفلسطينية ـــــ وهذا مستحيل ــــ فهي ليست سوى عملية للإنتحار السياسي والوطني، لأنَّها تعني القبول بتقديم كافة التنازلات التي حاولت فرضها، أي الموافقة على تصفية القضية الفلسطينية.. وقد تم الترحيب الفلسطيني الرسمي والفصائلي والشعبي بفوز الرئيس جون بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، وهناك الكثير من الملفات الساخنة على الصعيد الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي تنتظر حسمها وتحديد الخط السياسي تجاهها، وتجاه الكثير من الملفات والقضايا الهامة من خلال الرئيس الأميركي القادم، وعلى ضوء السياسات التي سينتهجها الرئيس بايدن الفائز بانتخابات الرئاسة الأميركية نحو القضية الفلسطينية وملف الصراع العربي / الإسرائيلي،  سيتم تحديد مواقف القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية، والمواقف العربية والإقليمية، وخصوصاً إنهاء ما تسمى صفقة القرن، ومنع ضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت في الضفة الغربية المحتلة، ووقف عمليات التطبيع العربية ـــــ الصهيونية، وتحديد طبيعة وشكل ومستقبل العلاقات الرسمية بين السلطة الوطنية الفلسطينية وسلطات الاحتلال، واحتمالات إحياء مسار المفاوضات الفلسطينية ــــــ الإسرائيلية، وربما على مسارات عربية أخرى.

ـــ في ضوء ما تم الاتفاق عليه بخصوص صفقة القرن في عهد ترامب.. كيف ترى مستقبل صفقة القرن وهل يستكمل بايدن هذه الصفقة بكل تفاصيلها؟

بتقديري أنَّ الرئيس بايدن سوف يوقف تنفيذ صفقة القرن، وسيلغيها، ولكنه لن يستطيع أن يلغي ما تم تنفيذه وفرضه من أمرٍ واقعٍ جديد مثل نقل السفارة الأميركية من مدينة يافا(تل أبيب) المحتلة عام 1948، إلى القدس الشرقية المحتلة عام 1967، وسوف يعيد التواصل والعلاقات والتنسيق مع القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية، وسيلغي الكثير من القرارات والإجراءات التي اتخذها ترامب فيما يتعلق بالشؤون الفلسطينية، ولن يسمح بضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت والكتل الإستيطانية من أراضي الضفة الغربية المحتلة إلى الكيان الصهيوني، وسيلغي بايدن قرار ترامب بقطع ووقف المساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية، وسوف يعمل على إعادتها كما كانت من قبل في عهد الرئيس أوباما، ومن المتوقع أن يسمح بايدن باعادة افتتاح مكتب تمثيل منطة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

ــــ سعى ترامب في الفترة الأخيرة لعقد اتفاقيات التطبيع بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية.. فهل تتوقع أن يتوقف قطار التطبيع في عهد ترامب أم سنشهد اسكمال المسيرة ذاتها؟

لن يمارس بايدن أية ضغوط على أي من الدول العربية والإسلامية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وسوف تتوقف عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما أنَّه سوف يعيد العمل بالإتفاق النووي مع إيران.

ـــــ هل ترى أن تطبيع بعض الدول العربية من الممكن أن يخدم القضية الفلسطينية ولو بشكل بسيط؟

لايمكن للتطبيع العربي مع العدو الصهيوني أن يقدم أي خدمةً للقضية الفلسطينية، بل على العكس تماماً من ذلك، فإنَّ أي شكلٍ من أشكال التطبيع لأي من الدول العربية والإسلامية ، وخاصةً التطبيع الشعبي يضر بالقضية الفلسطينية وبالحقوق التاريخية الفلسطينية والعربية، ويمس بالثوابت التي أجمعت عليها الأمة العربية والإسلامية فيما يتعلق بجوهر الصراع العربي / الإسرائيلي  

ــــــ هل تم التواصل مع السلطة الفلسطينية قبيل اتفاقيات التطبيع من قبل أي طرف من الأطراف.. وما التفاصيل؟

لم يتم التواصل من جانب أية دولة من الدول العربية التي عقدت مؤخراً إتفاقيات للتطبيع والسلام مع العدو الصهيوني، مع القيادةوالسلطة الوطنية الفلسطينية حول هذا الأمر، وفوجئت القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية بهذه الإتفاقيات، مثلما فوجئ بها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

ـــــ وفي رأيك.. هل التحول الذي تشهده الإدارة الأمريكية يشكل تغييرًا تجاه القضية الفلسطينية؟

هذا ما نأمله بالطبع، ونأمل أن تنجح إدارة الرئيس جو بايدن في إزالة كافة الآثار والنتائج الكارثية للسياسات الرعناء التي قام بها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وأن ينجح الرئيس بايدن وإدارته في إصلاح كافة الأضرار التي تسبب بها ترامب وغدارته للقضية الفلسطينية والمنطقة العربية والإسلامية.

ــــــ وهل تسبب ذلك التغيير في تغيير بالتبعية في خطط السلطة الوطنية الفلسطينية؟

نعم صحيح، لقد بادرن القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية بالتواصل مع قادة الحملة الإنتخابية للرئيس بايدن، وبعد ظهور مؤشرات فوزه تم المبادرة بالتواصل مع كبار المسؤولين المرشحين بالعمل ضمن طواقم إدارته، وتعاملت القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية مع فوز الرئيس بايدن بمنتهى الترحيب والإيجابية، وأرسلت العديد من الرسائل أعلنت فيها عن ترحيبها بفوز الرئيس بايدن، واستعدادها للتعاون معه ومع إدارته، وطالبته بإلغاء صفقة القرن وكل ما نتج عنها، وكذلك منع الحكومة الصهيونية من ضم الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، وخصوصاً منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، ووقف عمليات الإستيطان والتمدد والتوسع الإستيطاني ، وعمليات التهودي ومصادرة الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، وغير ذلك من الممارسات الإحتلالية العنصرية، وبتقديري أنَّ إدارة الرئيس بايدن سوف تنفتح على القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، وسوف يتم إعادة افتتاح تمثيل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وأتوقع أن يكون الزعيم والرئيس الفلسطيني من أوائل قادة وزعماء العالم الذين ستتم دعوتهم للقاء الرئيس بادين في البيت الأبيض في واشنطن.

وبكل الأحوال فإنَّ رحيل ترامب عن البيت الأبيض يمنحنا الكثير من الأمل والتفاؤل، ورحيله غير المأسوف عليه، بالتأكيد هو خبرٌ سعيد ومفرح . 

ـــــ وكيف ترى الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية مؤخرًا؟

مصر دوماً في قلب فلسطين، وفلسطين دوماً في قلب مصر، وكافة موقف القيادة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، هي مواقف حكيمة وشجاعة وأصيلة وثابتة، ونحن في فلسطين ننظر إلى مواقف فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليس بوصفه رئيساً لمصر فقط، وإنَّما أيضاً بوصفه قائداً وزعيماً وبطلاً عربياً وقومياً ووطنياً، ونعتز بحجم التنسيق والتشاور والتعاون بين القيادتين الفلسطينية والمصرية على مستوى الرئاسة والحكومة وعلى كافة المستويات الرسمية الأخرى، ومصر هي الشقيقة الكبرى والداعم الأكبر والرئيس للقيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية ولمنظمة التحرير الفلسطينية، وللقضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، وهي السند الرئيس والأساس في صراعنا التاريخي مع العدو الصهيوني، وهي من تقف بالمرصاد إلى جانب القيادة الفلسطينية للتصدي لكافة المؤامرات الصهيونية التي تستهدف الوجود الفلسطيني التاريخي على أرض فلسطين، وتستهدف أيضاً المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتتصدي بمنتهى الصلابة لكافة محاولات العدو الصهيوني بفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك، وتدعم كافة جهود القيادة الفلسطينية من أجل نيل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما أنَّ الشقيقة الكبرى مصر تعمل بكافة السُبُل والوسائل على تعزيز صمود ورباط الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، وكافة الأراضي الفلسطين المحتلة في مواجهة التغوُّل والإجرام الصهيوني والتمييز العنصري، وتبذل  مصر أيضاً جهودها وبشكل متواصل  بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية من أجل فك الحصار الصهيوني الظالم لقطاع غزة والتخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني المظلوم، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة والجليلة والمتواصلة التي بذلتها ومازالت تبذلها الشقيقة الكبرى مصر من أجل انهاء حالة الإنقسام الفلسطيني المخزية، وتحقيق المصالحة وتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية.

ــــ وهل هناك تحرك داخلي من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية؟

هناك تحرك داخلي منذ وقع الإنقسام المؤسف في الساحة الفلسطينية، والتحرك الرئيس والأساس في ملف المصالحة الفلسطينية، هو التحرك المصري، حيث بذلت الشقيقة الكبرى مصر جهودها الكبيرة والمتواصلة والمستمرة منذ وقوع الانقسام وحتى اللحظة، من أجل انهاء الانقسام اللعين وطي صفحته السوداء، وانجاز وتحقيق المصالحة، وإزالة كافة العوائق من أمامها، وقد استضافت مصر المئات من جلسات الحوار الفلسطينية، ونجحت في انجاز عدة اتفاقيات للمصالحة، وفي الأسابيع الأخيرة استضافت القاهرة وفدي حركتي فتح وحماس لاستكمال حوارات المصالحة، ولابد وأن يأتي اليوم الذي تنجح فيه مصر في انهاء الانقسام الفلسطيني اللعين، وانجاح وتجسيد المصالحة الفلسطينية، لأنَّ نجاح الصمالحة الفلسطينية، يعني النجاح في افشال وهزيمة أخطر مخططات الاحتلال، المتمثل في الانقسام، فاستمرار الانقسام يعتبر مصلحة للعدو الصهيوني، وتحقيق المصالحة هزمية للاحتلال، وانتصار للحق والإرادة الفلسطينية والمصرية.

ـــــ وماذا عن التحركات الخارجية التي تسعى إلى عودة الصف الفلسطيني؟

ملف المصالحة الفلسطينية، هو بيد الشقيقة الكبرى مصر، وقد استضافت الكثير من الدول جلسات للحوار الفلسطيني، ولكن لم يحدث أي تقدم يُذكر، فهذا الملف حصراً بيد مصر، وتديره قيادة المخابرات العامة المصرية بحنكةً وذكاء واقتدار، وإن شاء الله ستكون هناك نتائج إيجابية مُفرحة واختراق وانجاز كبير في هذا السياق خلال الفترة المقبلة، خاصة مع توفر الرغبة الصادقة لدى جميع الأطراف في الساحة الفلسطينية في انهاء الإنقسام المؤسف، وتحقيق المصالحة، وهذا ما يرغب ويتمنى تحقيقه الشارع الفلسطيني بكافة فئاته وتوجهاته وشرائحه.

ــــــ وما هي الخلافات الجوهرية في طريقة المصالحة من وجهة نظرك؟

هناك خلافات بعضها جوهري وبعضها شكلي، والخلافات تنحصر في الغالب في كيفية تجاوز الحقبة السوداء التي أوجدها الانقسام اللعين، وإزالة ومواجهة كافة آثاره ونتائجه، والذهاب نحو انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية، ثم العمل على اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، والنهوض بكافة مؤسسات وهيئات وأُطُر المنظمة، وانضمام كافة القوى والفصائل والأحزاب الموجودة خارجها إليها، وعقد انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره البرلمان الفلسطيني في الوطن والشتات، ويمثل جميع الفلسطينيين، نظراً لكون منظمة التحرير الفلسطينية، هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن الاشكاليات المعيقة للمصالحة، هي مسالة الإنتخابات، حيث تصر حركة حماس على جراء جميع الإنتخابات بشكلٍ متزامن، بينما ترى حركة فتح، استحالة تنفيذ هذا المطلب، وتدعو لاجراء الانتخابات بشكلٍ متتالي وليس متزامن، وهناك طبعاً بعض الأمور الخلافية الأخرى، وقد قدمت القاهرة اقتراحات وأفكار خلاَّقة لتجاوز كافة العقبات التي يمكنها أن تحقيق انجاح جهودها لتحقيق المصالحة وانهاء الإنقسام.

ـــــ وما الحلول التي تقترحها؟

لابد من تجاوب كافة الأطراف في الساحة الفلسطينية مع كافة الجهود والمقترحات المصرية المشكورة، التي قدمتها وتقدمها القاهرة ، من أجل طي صفحة الإنقسام البغيض، وانجاز المصالحة وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني وتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية، فالجميع في الساحة الفلسطينية يدرك يقيناً أنَّ استمرار الانقسام يصب في مصلحة الاحتلال الصهيوني، وأنَّ تحقيق المصالحة تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ولابد من تجاوز الجميع للمصالح والحسابات الحزبية، وتقديم المصالحة الوطنية العليا على أية مصلحة أو مصالح حزبية، وبنفس الوقت لابد من وضع حد للتأثيرات  والتدخلات من بعض الأطراف العربية والإقليمية، التي تُعيق انهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة، وأيضاً لابد للشارع الفلسطيني من قول كلمته، والضغط على الجميع من أجل تجاوز الوضع الكارثي الذي نتج عن استمرار الإنقسام للعام الرابع عشر على التوالي، كفانا معاناة وتشرذم وتشتت وانقسام، ولابد من تفويت الفرصة على كل من يريد استثمار استمرار الإنقسام الفلسطيني من أجل مصالحه الخاصة.

ومن ناحية أخرى كشف القيادي والمفكر الفلسطيني، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني اللواء الدكتور محمد أبوسمره، أنَّ : عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى مسار المفاوضات رهينةً بجملة من الأمور، على ضوء فزز جو بايدن بانتخابات الرئاسة للولايات المتحدة الأميركية، وقد طرح السيد الرئيس محمود عباس، رؤية شاملة لعملية السلام والتسوية العادلة، عبر دعوته الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي لعرض رؤيته ومشروعه للسلام من أجل  الوصول إلى حلٍ عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، انطلاقاً من المبادرة العربية للسلام، والتي تدعو إلى اقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967وعاصمتها القدش الشريف.

 وأوضح القيادي والمفكر الفلسطيني، أنَّ : خيار العودة إلى مفاوضات ثنائية مع الدولة العبرية برعاية أميركية لم يعد أمراً مقبولاً على المستوى الفلسطيني، والمطروح فلسطينياً بشكلٍ واضح عقد مؤتمر دولي يقود إلى إطلاق مفاوضات برعاية متعددة من الأمم المتحدة والرباعية الدولية والولايات المتحدة وروسيا والصين والإتحاد الأوروبي، خصوصاً أنَّ التجربة العملية على مدى سنواتٍ عديدةٍ أنَّ المفاوضات الثنائية هي اضاعة للوقت والجهد، في حين تستثمر سلطات الاحتلال الصهيوني الوقت لفرض الأمر الواقع والكثير من المستجدات والوقائع على الأرض، وخصوصاً عمليات مصادرة وتهويد الأراضي الفلسطينية، وتغوُّل الإستيطان، ومحاصرة القدس المحتلة بحزام من المستوطنات، بالتزامن مع تكثيف عمليات التهويد بداخلها وفي محيطها، مع استمرار السعي المحموم لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك، وتصاعد عمليات اقتحام قطعان المستوطنين يومياً للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية جنود وأجهزة مخابرات وأمن الاحتلال الصهوني، حتى يكون من الصعب الإستمرار في ظلال هذه الممارسات والوقائع الجديدة على الأرض في عملية السلام أو المفاوضات.

وأكد رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، والقيادي والمفكر الفلسطيني الدكتور محمد أبو سمره، أنَّ: القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية بحاجة إلى ضمانات دولية وأميركية لوقف الإستيطان وعمليات التهويد وضم الأراضي، ووقف تنفيذ صفقة القرن وكافة المخططات والمشاريع الصهيونية التي سابقت الزمن خلال السنوات الأربع الماضية خلال ولاية الرئيس ترامب لقطع الطريق أمام اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ولعدم منح الفلسطينيين حقوقهم المسلوبة عدم السماح بعودة اللاجئين والمبعدين والمراوغة في ملف اطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال، وغيرها من القضايا والملفات التي حاولت سلطات الاحتلال عبرها وبدعم ادارة ترامب لاستنزاف القدرات والطاقات الفلسطينية، ومحاصرة القيادة الفلسطينية، وتصفية الأونروا، تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني الدكتور محمد أبوسمرة: سينقلب بايدن على كافة الخطط والمشاريع السياسية التي حاول ترامب فرضها في غالبية الملفات الساخنة والخطرة في العالم، وخصوصاً ملف الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، عبر صفقة القرن وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية للكيان الصهيوني، والضغوط على العديد من الدول العربية لإرغامها على تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وهذا كله سوف يوفقه بايدن، وسوف يعيد العمل بالاتفاق النووي مع إيران، وسيوقف التصعيد مع الصين، ويبحث عن القواسم المشتركة معها ، ويعقد معها إتفاقيات التعاون في العديد من المجالات.

وكشف القيادي والمؤرخ والمفكر الفلسطيني، أنَّ : الرئيس بادين سيعمل بعكس الطريقة التي عمل بها ترامب في كافة ملفات الشرق الأوسط، وخصوصاً تلك الملفات الحسَّاسة والمشتعلة كالقضية الفلسطينية والحرب الكونية في سوريا، وحرب اليمن وفي ملف العراق وليبيا والدور التركي، وأضاف: أتوقع أن يلجأ إلى إغلاق الكثير من الملفات نهائياً مثل حرب اليمن، وأن يعمل على فرض تسويات في ملفات أخرى.

وأكد اللواء الدكتور محمد أبوسمره، أنَّ القيادة الفلسطينية أبدت استعدادها للتعاون مع الرئيس بايدن قبل وعقب الإعلان عن فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وهناك اتصالات على مستويات عدة تجريها القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية مع بايدن، وسبق لبايدن أن زار رام الله، والتقي في مقر المقاطعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وهناك ترحيب فلسطيني رسمي وشعبي بفوز بايدن ورحيل ترامب.

وسنكون أمام متغير نوعي في السياسية الخارجية للولايات المتحدة، والإدارة الأميركية الجديدة، ولكن الأمر يستدعي عدم الإفراط بالتفاؤل، لأنَّ الموقف الجذري للولايات المتحدة والدعم النوعي للكيان الصهيوني لن يتغير، ولكن لابد لنا من العمل على خلق موقف عربي وإسلامي وإقليمي، موحد ومؤثر وقوي وصلب يساهم في دعم الموقف والحق والنضال الفلسطيني، وأن نعمل على وقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأن نسعى سريعاً للإستجابة للجهود المصرية المشكورة الداعمة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام الفلسطيني اللعين، واعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني ، وتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعزيز الموقف الفلسطيني الرسمي والعملي في كافة المحافل الدولية والإقليمية والوقوف بصلابة خلف الرئاسة والقيادة الفلسطينية التاريخية والشرعية .