أمن إسرائيل مرتبط بـ» حل الدولتين »

حجم الخط

ما من شك بأن النضال من اجل العدالة الاجتماعية وجودة الحياة له مكانته المهمة، غير ان أمن الحياة سابق عليه، كما أن ضمان أمن دولة إسرائيل والشعب اليهودي المقيم فيها لا يقل أهمية.


دولتان لشعبين، مع أغلبية يهودية واضحة داخل دولة إسرائيل، حدود آمنة ومعترف بها وضمان حقوق كافة مواطني الدولة بروحية وثيقة الاستقلال، يجب أن توضع على رأس سلم الأولويات، وليس أقل أهمية ضمان استمرار العلاقات الطيبة مع الولايات المتحدة الأميركية والتي هي عمقنا الاستراتيجي الوحيد. حكومة إسرائيلية برئاسة بنيامين نتناياهو تقود الدولة إلى عزلة عالمية وتعرض أمنها ووجودها للخطر.


ان سياسة "ارض إسرائيل الكاملة"، التي يؤمن بها نتنياهو سويا مع أحزاب اليمين، والتخويف المتواصل للشعب، ستؤدي إلى فقدان الأغلبية اليهودية بين الأردن والبحر، واستمرار النزاع بيننا وبين الفلسطينيين والعالم العربي، الحلف القائم بين "الليكود" واليمين المتدين يضيف بعداً دينيا يزيد من تعقيدات الوضع اكثر فأكثر.


لا شك أنه من الناحية العسكرية لدينا القدرة على هزيمة الأعداء أيا كانوا، ولكن ثمن الحرب يمكن ان يكون كبيرا جدا. لذلك لا يكون السؤال هو كيف نبني قوة تضمن لنا النصر في الحرب، بل كيف نمنع وقوع الحروب القادمة.


في أعقاب الحرب على غزة في الصيف الماضي، بزغت مرة أخرى فرصة لعملية سلمية شاملة كي نمنع نشوب حروب مستقبلية. فمنذ سنوات معروض على إسرائيل مبادرة الدول العربية للسلام، وعلى رأسها السعودية، للشروع في المفاوضات مع دول المنطقة، وصولا إلى بناء سلام وعلاقات دبلوماسية. الحكومات السابقة على نتنياهو، وحكومته الأخيرة كذلك، لم يتوفر لديها الذكاء لاستغلال هذه المبادرة. صحيح انها لا تجيب على كافة مطالب إسرائيل، لكنها تشكل قاعدة للمحادثات وللحل السياسي المرغوب من كافة الأطراف. الولايات المتحدة وأوروبا دعمت هذه المبادرة، وهي كفيلة بمنع نشوب الحرب القادمة. شعب إسرائيل يستحق ذلك، ودولة إسرائيل يجب ان تتطلع لذلك.


في الانتخابات السابقة اخطأ حزب العمل عندما لم يمتلك الفهم لإدراج الموضوع الأمني في برنامجه الانتخابي، مع أنه كان المركب الأكثر أهمية في أيديولوجية الحزب، والنتيجة معروفة. والآن يعود المعسكر الصهيوني على ما يبدو لارتكاب ذات الخطأ.
وفقا لكل الاستطلاعات المعروفة لدي، أغلبية واضحة من الشعب تؤيد الانفصال عن الفلسطينيين والحل المؤسس على دولتين لشعبين. على المعسكر الصهيوني طرح المشكلة بكامل شدتها. وكشف فراغ الحل المسيحياني القائم على "ارض إسرائيل الكاملة". انا واحد من مجموعة تضم 200 جنرال وعميد احتياط ومتقاعدين ومن يقابلهم في سائر أذرع الأمن، مقتنعون بأن هذه هي الطريق.

عن "هآرتس"