أكّد رئيس المجلس الفلسطيني الاقتصادي العالمي، د. عدنان مجلي، على أنّ الحياة السياسية الفلسطينية شهدت في الآونة الأخيرة، عدة هزات تستوجب من الجميع الوقوف عليها، ومناقشة آثارها على مستقبل القضية الوطنية والأجيال القادمة.
وقال مجلي في تصريح وصل وكالة "خبر": "لقد فشل اتفاق إسطنبول مثلما فشل قبله اتفاق القاهرة، والشاطئ، والدوحة، وصنعاء وغيرها"، مُردفاً: "إنّ من أفشل كل هذه الاتفاقات لا نية لديهم إطلاقاً لإنهاء الانقسام، وتوحيد الوطن، وتوحيد الحركة الوطنية والنضال الوطني، والجهد الوطني".
وأضاف: "للأسف إنّ الانقسام قد تكرس وأصبحت العقبات أكبر من أنّ يجرى التغلب عليها بحوار واتفاق جديد، كما أنّ المسألة بحاجة إلى قرار وطني حاسم، قرار يتخطى المصالح الشخصية والفئوية".
وأكّد على ضرورة وجود قيادة جدية، وليس مسؤولين في الضفة وغزة يبحثون عن مكاسب شخصية وفؤية على حساب قضيتهم الوطنية.
ودعا مجلى إلى التحرك في مجموعات شبابية ونقابية وشعبية وإعلامية للضغط على المنقسمين، كي يُنهوا هذا الفصل الأسود في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وتابع: "إنّ الإعلان عن إعادة كل أشكال العلاقة مع إسرائيل، بدون إيضاح صورة التطورات الحقيقية التي قادت إلى هذا التغيير، أظهر مدى الاستخفاف بالشعب وقضاياه ومصالحه العليا".
ولفت إلى أنّه تم إفراغ منظمة التحرير ومؤسساتها من دورها ومضمونها، مُردفاً: "التعامل بهذه الطريقة المهينة معها منذ سنوات طويلة، أدى إلى إبعاد الجمهور الفلسطيني في الوطن والشتات عنها، وأدى إلى فقدان وتحييد وتغييب طاقات وطنية شابة ومهنية مؤثرة حول العالم، وهي طاقات لم تعد تجد لها مكاناً في هياكل متآكلة تحولت إلى مناصب احتكارية لعدد قليل من المسؤولين".
واستطرد: "إنّ الطريق الوحيد لإحياء منظمة التحرير ودورها يكمن في فتح المنظمة أمام الشعب في كافة أماكن تواجده وإجراء انتخابات حرة نزيهة ومفتوحة أمام الأجيال والكفاءات الوطنية، لإعادة ضخ الدماء الشابة والطاقات الهائلة للفلسطينيين حول العالم في شرايين المنظمة، وتُعيد الحياة إليها وإلى دورها في قيادة كل شعبنا في كافة أماكن تواجده".
كما أكّد رفضه الكامل لمحاولات البعض في الشتات خلق أجسام تمثيلية بديلة لمنظمة التحرير، مُستدركاً: "مثل هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل لأنها لا تضيف إلا المزيد من الانقسامات والضعف والتردي".
وختم مجلي حديثه، بالدعوة إلى إجراء انتخابات عامة للسلطة والمنظمة على السواء، لإعادة بث روح الحياة والشباب في السلطة وفي المنظمة، ولفتح الطريق أمام الكفاءات والأجيال القادمة للحصول على دورها في قيادة الشعب نحو الحرية والوحدة والاستقلال.