لـنـتـعـلـم مــــن حلــفــائـنــــا الــــعـــــرب!

حجم الخط

بقلم: ايال زيسر


حل على الشرق الأوسط في ذروة الشتاء ربيع اسرائيلي. فالمزيد والمزيد من الدول العربية تنضم الى معسكر السلام وتوقع مع إسرائيل اتفاقات سلام وتطبيع. وبذلك تكون ترسم الوجه الجديد للشرق الأوسط؛ منطقة انتقلت فيها المبادرة الى إسرائيل وحلفائها العرب الذين يصدون بل ويدحرون الى الوراء، بمساعدة البيت الأبيض، إيران وباقي شركائها في «محور الشر»، ابتداء من بشار الأسد عبر تنظيم «حزب الله»، الذين يعيشون، اليوم، ضائقة وبالتالي فهم في حالة دفاع.
ليس وحده محور الشر الإيراني يخفض حاليا مستوى الاهتمام وينتظر المعجزة وربما في واقع الأمر التغيير الرئاسي في الولايات المتحدة. القوة الراديكالية والمتطرفة في العالم العربي نفسها هي الأخرى، وعلى رأسها الحركات الإسلامية، تعيش أزمة وجودية. فقد سجلت هذه الحركات نجاحا مدويا في بداية العقد الماضي عندما نجحت في الإمساك بالحكم في الكثير من الدول العربية. ولكن كل هذا اصبح من الماضي. ففي معظم الدول العربية طردوا من الحكم، اخرجوا عن القانون بل زعماؤهم يمكثون خلف القضبان. لا شك ان الاسلام السياسي فشل إذ لم يكن لديه اي حل يعرضه لمشاكل المنطقة.
في قطاع غزة، فقط تواصل «حماس» الازدهار والتفتح، برعاية وتشجيع اسرائيل. وهذه لا تزال تخطئ في التفكير بأن من الافضل لها ان تكون عنوانا واضحا في القطاع، عنوان «حماس»، على اي بديل آخر. وهكذا، في الوقت الذي في كل باقي ارجاء الشرق الاوسط يطارد حلفاء اسرائيل الحركات الاسلامية ويخرجونها عن القانون، تقوم اسرائيل بالنقيض التام.
وهكذا تكون اسرائيل تفوت الفرصة الكفيلة بأن تفلت من ايديها في المستقبل القريب. فهي لا تفكر بشكل ابداعي ومن خارج العلبة، ولا تحاول على الاطلاق احلال تغيير من الاساس للواقع في حدودها الجنوبية مع قطاع غزة. فبعد كل شيء، «حماس» اضعف من اي وقت مضى، منعزلة سياسيا، بينما اسرائيل تتمتع بإسناد ودعم واسعين في العالم العربي، وحتى وقت اخير مضى كان تحت تصرفها ايضا شيك مفتوح لخطوات استراتيجية جريئة من البيت الابيض.
ينبغي أيضا أن نتذكر بأن الواقع في القطاع مختلف عن ذاك الذي في الحدود الشمالية. فليس لـ»حماس» عمق استراتيجي، وقدرة حلفائها على ان يقدموا لها المساعدة محدودة. وعليه فإن لاسرائيل القدرة لأن تملي على القطاع سير الامور وذلك بتعاون واسناد من حلفائها العرب، بل وحتى من اجهزة الامن الفلسطينية التي استأنفت، مؤخرا،  فقط التنسيق الامني معها.
من الصعب أن نفهم من اين ينبع النهج الاسرائيلي «اقعد ولا تفعل شيئا» بالنسبة لـ»حماس» في غزة. يحتمل أن يكون ينبع من الشلل الذي ألم بالساحة الاسرائيلية، وربما ايضا من جمود التمسك بسياسة كانت صحيحة ربما قبل 10 او 15 سنة عندما استولت «حماس» على الحكم في القطاع، ولكن منذئذ لم تعدل ولم تكيف مع الواقع المتغير، اذا لم تعمل اسرائيل، ومن الافضل مبكرا من ان يكون متأخرا، على اسقاط حكم حماس او على الاقل تحديد قواعد لعب مريحة اكثر بالنسبة لها، ستبقى الصواريخ تنقط في كل ليلة من القطاع، وقطر وتركيا ستواصلان جني المرابح السياسية، وفضلا عن كل هذا، فإن صواريخ «حماس» لن تصدأ. في يوم من الايام سندفع ثمنا باهظا على أننا سمحنا لـ»حماس»، تحت عيوننا المفتوحة، أن تبني دون عراقيل منظومة صواريخ موجهة ضد اسرائيل.

عن «إسرائيل اليوم»