لا يجوز تحويله لفندق

خطيب الأقصى يتساءل: كيف سُمح لفئة ضالة بإقامة حفل رقص في مسجد النبي موسى؟!

حفل رقص في مسجد النبي موسى
حجم الخط

القدس المحتلة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

استنكر خطيب المسجد الأقصى المبارك، إسماعيل نواهضة، حادثة إقامة حفلات رقص ومجون في مسجد ومقام النبي موسى، مُضيفاً: "هذا الأمر مُشين وغريب وعجيب ويندى له الجبين".

وتساءل خلال حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الإثنين: "كيف سُمح لهذه الفئة الضالة أنّ تدخل إلى بيت من بيوت الله تعالي وتُقيم حفلات الرقص والمجون؟".

المقام تابع لوزارة الأوقاف

وطالب نواهضة المسؤولين عن المسجد؛ بفتح تحقيق حول كيفية السماح لهذه الفئة بدخول بيت من بيوت الله تعالي، مُشدّداً في ذات الوقت على أنّ المسجد إسلامي وبُني في عهد صلاح الدين الأيوبي؛ ليكون مكانًا للعبادة، ويتبع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

وبالحديث عن حكم تحويل المسجد إلى فندق، قال: "إنّ الشيء الثابت هو أنّ المسجد تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومن الممكن أنّ تكون وزارة السياحة قد شاركت في ترميم بعض البنايات التابعة للمسجد".

واستدرك: "لكن يبقى المسجد إسلاميًا تابعًا للأوقاف"، مُؤكّداً في ذات الوقت على عدم جواز تحت أيّ حال من الأحوال، أنّ تضع وزارة السياحة يدها عليه، وتُحوله لفندق يدخل "الصالح والطالح".

وأضاف: "يجب أنّ يبقى المسجد بعيدًا عن أيّ مساس بقدسيته ومكانته، وأنّ يبقى مفتوحًا للصلاة والعبادة فقط وليس لغير ذلك".

وأظهرت مقاطع مصورة إقامة حفلات صاخبة في مقام النبي موسى عليه السلام، الذي يقع إلى الجنوب من أريحا على بعد (8كم)، ويبعد عن القدس (28كم) باتجاه الشرق.

وبيّنت المقاطع تدنيس المقام من خلال حفلات صاخبة وسط تقديم مشروبات روحية وبث أغانٍ، مما أثار موجة انتقادات واسعة.

وقالت الحكومة أمس: "إنّ رئيس الوزراء د. محمد اشتية قرر تشكيل لجنة تحقيق فيما جرى، بمقام النبي موسى (عليه السلام)، على أنّ تبدأ لجنة التحقيق أعمالها مباشرةً".

موسم النبي موسي

وبشأن الأهمية الدينية والتاريخية لمسجد النبي موسى، قال نواهضة: "إنّ المسجد بُني في وقت تحرير المسجد الأقصى، وله حرمة"، مُردفاً: "كان المسلمون يذهبون إليه كل عام لتحرير بيت المقدس وإقامة الاحتفالات الدينية، وبعيد كل البعد عن المجون والخلاعة، وهو مكان له وجاهته وقداسته".

وأردف: "حينما نذكر مقام النبي موسي نتذكر بيت المقدس، وكيف تم تحريره من أيدي الصليبين ونتطلع إلى اليوم الذي يعود المسجد الأقصى المبارك للمسلمين ويتحرر من أيدي الغاصبين".

ويُعتبر مقام "النبي موسى ذو أهمية تاريخية، فهو مأوى للنساك والمتعبدين منذ الفترة البيزنطية، كما يُعزز موقعه إمكانية الهجوم والدفاع عما يليها، ويتحكم بشبكة الطرق والدروب التي تعبر إلى الجنوب من فلسطين، إلى جنوب الأردن وغرب شبه الجزيرة العربية، لذلك عرف بـ "درب الحاج".

ونوّه نواهضة إلى أنّ "وزارة الأوقاف تُقيم في كل عام موسم النبي موسى في المسجد، وفي كل عام يُدعى لهذا الاحتفال العديد من الجهات والفئات المرموقة لاستذكار مكانته".

ويُعد مقام النبي موسى "عليه السلام" من أهم المقامات في فلسطين بسبب ضخامة بنائه وشهرته الواسعة، وكان من أهم أسباب بنائه هو إظهار إسلامية صحراء القدس، فيما بُنيّ المقام في الصحراء "الممتدة من البحر الميت" التي اشتهرت بوجود أديرة وقلالي للنصارى.

وكان موسم النبي موسى "عليه السلام" عام 1920 مختلفاً، ونتج عنه أولى الانتفاضات الشعبية في فلسطين والتي سُميّت لاحقا بهبة موسم النبي موسى، وامتدت منذ الرابع حتى العاشر من أبريل/نيسان أثناء فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وأسفرت عن استشهاد أربعة من الفلسطينيين ومقتل خمسة من الصهاينة المهاجرين إلى فلسطين وإصابة المئات من الطرفين.

مسجد بدون منازع

أما عن مقترحات الاستفادة من مقام ومسجد النبي موسى، قال نواهضة: "إنّه مسجد بدون منازع، وتحويله لفندق أمر يتنافى مع مكانة وحرمة بيوت الله، ولذلك يبقى مسجدًا إسلاميًا للعبادة الخالصة".

وأكّد نواهضة في ختام حديثه، على ضرورة استكمال وزارة الأوقاف النقص في المسجد، من حيث المتوضأ وما شابه ذلك، حتى يكون صالحاً للصلاة، داعياً إلى توجيه طلبه العلم لزيارته؛ من أجل غرس محبة المكان في نفوس أبنائنا وتذكيرهم بتاريخهم الإسلامي المجيد".