أكّد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، اليوم الثلاثاء، على أنّه لا يمكن القبول باستمرار الوضع الداخلي كما هو عليه الآن، برغم الإيمان المطلق بضرورة استكمال طريق تحقيق الوحدة الوطنية، وإجراء الانتخابات العامة لتجديد دماء المؤسسات الوطنية.
وقال الزعنون في افتتاحية العدد "64" من مجلة المجلس: "رغم الجهود التي بذلتها القيادة الفلسطينية لطي صفحة الانقسام الأسود، عبر الدعوة لإجراء الانتخابات العامة، لكن للأسف هناك من وضع العراقيل مجددا في طريق نجاحها".
وأوضح أنّ الواجب الوطني يفرض الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لمكانتها، واتخاذ وتنفيذ القرارات والإجراءات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، مُضيفاً: "على مدار 56 عاما من تأسيسها، حاول الكثيرون النيل من وحدانية تمثيلها والتشكيك في شرعيتها، ولكنها خرجت أقوى، وأصبحت العنوان الوطني والإقليمي والدولي لقضيتنا".
وأشار إلى أنّ تطورات الأحداث أثبتت أنّ منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني وتقود نضاله، هي الضمانة والضامنة لاستقلالية القرار الوطني المستقل، والحامية لحقوق الشعب.
وتابع: "من أجل الاستمرار في ذلك، يجب أنّ نعمل جميعا لتعزيز دورها في النظام السياسي الفلسطيني، كما أراد لها المؤسسون والشهداء، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، المتعلقة بذلك".
وأردف: "مهما قيل ويقال عن واقع مؤسسات منظمة التحرير، فإن مسؤوليتنا الحفاظ عليها، لأنّنا نريد للأجيال القادمة ولشباب فلسطين أنّ تذكرنا بالخير، وأنّ تتسلم الراية، لتكمل مشوار الثورة المعاصرة التي نستحضر ذكرى انطلاقتها المجيدة، ونُجدد التأكيد على أهدافها في تقرير المصير والعودة، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".
واستكمل: "يجب أنّ ننهض بشبابنا المنتمية للوطن، وأنّ نفتح الباب واسعا أمامهم للقيام بدورهم والاستفادة من طاقاتهم، وأنّ نمهد طريقهم لاستكمال مسيرة النضال نحو الهدف الأسمى، فلسطين، فالوطن باقٍ ما بقي أبناؤه مخلصين له".
وشدّد على أنّ القضية الوطنية تمر بمرحلة شديدة الحرج، نتيجة الهجوم المتعدد الذي تتعرض له، خاصة منذ كانون الأول/ ديسمبر 2017، أيّ منذ اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال "الإسرائيلي"، وما تلاه من أشكال الاستهداف والتآمر المنظم على ثوابت قضيتنا.
واستطرد: "قضيتنا واجهت خلال هذا العام الكثير من التحديات أخطرها إعلان صفقة القرن الأمريكية وما تبعها من التطبيع الذي جاء في سياق الضغط على قيادة شعبنا للقبول بما جاء فيها من مقترحات هدفها تصفية حقنا في تقرير مصيرنا على أرضنا وعودة اللاجئين وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها مدينة القدس".
وختم الزعنون حديثه بالقول: "مسيرة النضال الفلسطيني، لم تكن يوما من الأيام إلا مسيرة كفاح وتضحية ومعاناة، حتى كرس شعبنا هويته الوطنية، وأصبح رقما صعبا لا يقبل القسمة مهما اشتدت عليه الصعاب".