اليمين الإسرائيلي يحصد ثمار الاحتجاج!

حجم الخط

بقلم: بن – درور يميني


يوجد على بسطات مختلفة شيء جديد يهتم بشرائه المستهلكون: كمامات مكتوب عليها «فقط بيبي» و»كله إلا بيبي».
مستوطنات؟ مساواة في العبء؟ دولة فلسطينية؟ ميزانيات طائلة للأصوليين؟ يوك. بيبي وفقط بيبي.
هذه نتيجة أخرى للاحتجاج، الذي كلما مر الوقت تبين أنه أفضل ما حصل لليمين.
وربما لنتنياهو أيضاً. فقد نجح، قبل كل شيء آخر، في تفكيك «أزرق - أبيض».
وهذه لحظة حزينة، ليس فقط للسياسة الإسرائيلية بل وأيضا لدولة إسرائيل. لأنه كانت هنا مرة أخرى محاولة جدية لإقامة حزب وسط جدي. ومرة أخرى أثار حماسة كبرى. ومرة أخرى حظي بنجاح مبهر في صناديق الاقتراع. ومرة أخرى يتفكك أمام ناظرينا.
اليسار ليس خصماً مساوي القوى مع اليمين. أما الوسط – فنعم. فقد سبق أن نجح في الانتصار على اليمين. كما أن هذا هو المكان الأهم في السياسة الإسرائيلية. فالوسط فقط يفهم بأن لليمين حججاً وجيهة ولليسار حججاً وجيهة.
الوسط وحده يمثل أغلبية الإسرائيليين، ممن لا يريدون الاستسلام للأصوليين كما لا يريدون تحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية.
بنيامين نتنياهو، كما ينبغي الاعتراف، هو الأمر الأقرب إلى الوسط في كتلة اليمين. فقد صرح بأنه يؤيد دولة فلسطينية، وشعرة من رأسه لم تسقط.
وافق في المحادثات مع جون كيري في 2014 على حلول وسط متطرفة، وهذا لن يمنعه من الانتصار في انتخابات 2015. وهو المسؤول الكبير الوحيد في اليمين الذي يؤيد مخطط ترامب الذي يتضمن دولة فلسطينية.
الموضوع هو أن الخلاف السياسي لم يختفِ ولكنه ليس على المنصة. كما أن الخلاف الاقتصادي – الاجتماعي لم يعد ما كان عليه. فالجميع، إلى هذا الحد أو ذاك، ساروا على الخط في المسار الذي يتحرك بين السوق الحرة والاشتراكية الديمقراطية.
نحن في خلاف جديد، يتحرك على محور الكمامات ضد «كورونا»: «نعم بيبي» و»لا بيبي».  كما خرج الاحتجاج أيضا ضد «أزرق - أبيض» بشكل عام، وضد غانتس بشكل خاص.
وهذا المحور، الذي خلقته التظاهرات، على كل جسر وميدان، يخلق مفارقة الانتخابات القادمة: الاحتجاج لم يشطب نتنياهو – بل شطب جزءا مهماً من الوسط. كلما كان أساس الأسس هو «فقط لا بيبي»، هكذا يصبح اليمين أكبر.
كتلة اليمين – الأصوليين تقفز، حسب استطلاعات الأسابيع الأخيرة، إلى منطقة الـ 80 مقعداً. والأمل هو ألا يكون نتنياهو رئيس وزراء.
وحتى هذا ليس مؤكداً. فقد سبق أن حظينا بوعود «لن نسير مع نتنياهو». وقد خرقت – ربما عن حق وربما لا – ولكن لماذا يعتقد أحد ما بجدية بأن هذا لن يحصل أيضا لجدعون ساعر.
فهو يوجد على يمين نتنياهو. وهو على علاقات ممتازة مع الأصوليين.
وواضح منذ البداية أن الحديث يدور عن حزب قصير الأيام، سيتحد مع الليكود بعد عصر نتنياهو، وربما تحت كنفه.
وكل هذا يحصل، ضمن أمور أخرى بسبب الاحتجاج. ليس له أي نجاح في اليسار. فاليسار لم يؤيد نتنياهو أبداً. ولكنه يصبح الأمر الأفضل الذي يحصل لليمين الإيديولوجي الذي بفضل الاحتجاج وفقط بفضله ينجح في تنويم مصوتي الوسط. يخيل لهم أنهم يصوتون ضد نتنياهو. ليس صحيحاً. هم يصوتون لليمين.
الوحيد الذي يوجد في هذه اللحظة في الوسط هو يئير لبيد في رئاسة يوجد مستقبل.
نجاحه هو أيضاً نتيجة عمود فقري أقوى قليلاً من عمود فقري أحزاب وسط أخرى.
عوفر شيلح، وشرفه محفوظ، شد الحزب يساراً. هذا ليس ملائماً لحزب وسط. وانسحابه لم يضر. فالاستطلاعات توضح بأن العكس هو ما حصل. ولكن يخيل أن استقرار لبيد أيضاً من شأنه أن يهتز كلما أصبح الموضوع الوحيد في الانتخابات هو نتنياهو، وكلما نجح ساعر أكثر في خلق الوهم بأنه هو من سيوفر البضاعة.
مهما يكن من أمر، فإن كتلة اليمين، حسب الاستطلاعات على الأقل، تتعزز بعشرة مقاعد.
من يعتقد أن ساعر ونفتالي بينيت سيفضلان ميرتس ولبيد – يوهم نفسه.
هكذا بحيث أن الاحتجاج حطم «أزرق - أبيض» ورفع اليمين إلى مستويات مخيفة وغير مسبوقة.
بدلاً من نتنياهو، الذي على الأقل حقق السلام مع أربع دول عربية، سنحصل على ساعر – بينيت اللذين سيعطيان أكثر سواء للأصوليين أو للمستوطنات.
لم تكن هذه نية الاحتجاج، ولكن يجدر بنا أن نستوعب بأن هذه هي النتيجة.

عن «يديعوت أحرونوت»