أكّد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، اليوم الخميس، على أّن المهمة الأولى لأجل "إعادة تشغيل إسرائيل"، تقضي بقيام جميع المعارضين مرة واحد، من أجل سحق وإزاحة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وقال باراك في مقال نشر بصحيفة "هآرتس" العبرية: إن "إسرائيل أمام فشل غير مسبوق في الإدارة، ومثال شخصي يقتضي استخلاص العبر بخصوص من يقف على رأسها، وحسب المقربين منه وأحد مؤيديه حتى قبل أسبوع، زئيف ألكين مثلًا، فإنه يرتكب خطيئة (نتنياهو) عبر تسخير مصالح "إسرائيل" وجمهورها لصالح التملص من محاكمته وتنمية عبادة الشخصية".
وأضاف: "متهم يحطّم الديمقراطية، ويتصرّف مثل رئيس منظمة إجرامية، ويعمل بواسطة مندوبيه لتخويف وتجريم المحققين معه والمدعين عليه، ومؤخرا قضاته".
وأشار إلى أنّ "العالم في أزمة، والتحديات تحتاج لرؤية واسعة وتعاون دولي، والسياسة في المقابل، هي محلية وشعبوية وفوق قومية متطرفة وتكره الأجانب والمهاجرين، وضيقة الأفق وتغرق في الفساد".
وتسائل: "ما الذي يوجد لدينا؟ وباء مضلل، إغلاق ثالث سيرمي في صندوق القمامة عشرة مليارات الشواكل، ويلقي للشارع بنحو 130 ألف عامل آخر وعشرات الآلاف من المصالح التجارية".
وأوضح أن "التحديات؛ الأوبئة، المناخ، فجوات الفقر والفرص بين وداخل الشعوب، التجارة العالمية، وسلاسل التوريد وغيرها، والسياسة من جهة أخرى، بنسخة الولايات المتحدة، إسرائيل.. تثمر بشرى مقلقة".
وتابع: "انتخاب جو بايدن والإطاحة بنتنياهو عبر الانتخابات، يمكن أن تكون علامات استيقاظ أولى، وفي طريق الخروج من الأزمة، مطلوب إصلاح عميق، عقد اجتماعي وسياسي جديد يولد في قلب الشباب والشابات، الذين سيقودون "إعادة تشغيل لإسرائيل"؛ قيادة جديدة بروح شابة..، وهذا سيستغرق أكثر من ثلاثة أشهر".
وشدّد على أنّ "إعادة تشغيل "إسرائيل"، هي حقا الهدف المطلوب، لكن من الضروري فهم ما هو مطلوب عمله في هذه الأثناء"، متسائلا: "ماذا يسبق ماذا؟ إزاحة نتنياهو أم إعادة دفة القيادة للمعسكر الديمقراطي – الليبرالي؟".
ووأردف بقوله: "إبعاد المتهم (نتنياهو) له الأولوية على الخط الزمني قبل أي اعتبار آخر، وفي وعي الناخبين، بعد تسعين يوم سيقف قبل كل شيء كسب الرزق وتضليل كورونا، ومحاولة نتنياهو للظهور كـ"مخلص""، لافتًا إلى أن "مسائل مهمة مثل "الضم" وغيرها، يجدر وضعها حاليًا على الرف والعودة إليها بعد أن يتم إبعاد نتنياهو".
واستطرد:"إنّ اليمين الذي عرفناه يتفكك، وانضم ألكين لحزب جدعون ساعر، وهذا تطور ايجابي يمسّ بصورة شديدة بنتنياهو، ويقلص جاذبية ساعر بالنسبة لناخبي "أزرق أبيض" السابقين، كما يمنع نفتالي بينيت من أن يتحول لـ بيضة القبان".
وذكر أن "صور التحلل في "الوسط – يسار" مقلقة أكثر، فخيبة الأمل من غانتس وأشكنازي أضرت جدا بالثقة الذاتية لمؤيدي المعسكر، وهي تتطور لشعور بالعجز، وفي حال ولد في "الوسط – يسار" من 2 إلى 3 ذيول أخرى من الأحزاب، فسيتعمق التفكك واليأس".
ولفت إلى أنّ "الأصوليون بدون أن يكون لديهم خيار، سيذهبون مع ساعر وليبرمان، وحتى مع لبيد و رون خولدائي، ولكن هناك شرط للتأثير على الواقع في اليوم الذي سيلي الانتخابات، وهو تشابك الأيدي من أجل المسؤولية، وهذا أوشك على الحدوث، وخسارة أنه لم يحدث، في جولة الانتخابات الأولى، ولكن يمكن أن يحدث مرة أخرى؛ ومن مائير لبيد وحتى ميرتس، بتنسيق وطيد وحوار متواصل ومخفي عن العين مع ليبرمان وساعر والأصوليين، حتى خلال الحملة الانتخابية".
ونوّه إلى أنّ كلًا من "خولدائي ولفني ونسنكورن وآيزنكوت وشيلح وهوروفيتس ونشطاء الاحتجاج، الذين عنادهم يسحق المتهم، فقط معا يكون بالإمكان إخراج نتنياهو من بلفور (مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال بالقدس المحتلة)، والتأثير على طريق إسرائيل، والعمل لإعادة هذا المعسكر لتسلم الدفة كقائد لـ إعادة تشغيل إسرائيل".