الانتخابات القادمة استفتاء على بيبي

حجم الخط

بقلم: أبراهام تيروش

 

 


لا توجد في إسرائيل انتخابات شخصية لرئاسة الوزراء أو للكنيست، ولكن، الآن، عقب الظروف السلوكية، السياسية، وكذا العائلية لرئيس الوزراء، حان الوقت لتكون. نعم، الانتخابات في آذار 2021 يجب أن تكون حول مسألة نعم بيبي أم لا بيبي.
برأيي الجواب ليس كبيرا. كفانا بنيامين نتنياهو. حان الوقت ليرحل فنتحرر من الألاعيب، الأحابيل، ومخادعاته السياسية. لقد وصل نهاية الطريق السياسي والجماهيري.
تنكشف كل اسبوع في «معاريف» وفي الصحف المركزية الاخرى قصص عن سلوك ومظاهر تعالٍ لرئيس الوزراء وغير مرة ايضا لابناء عائلته. فهم لا يأبهون بـ»مواطني إسرائيل» – التعبير الدارج على لسان زعيمنا - وبمصالحهم. المهم هو مصلحة «العائلة المالكة».
لست من ملاحقي نتنياهو العضال. فأنا أرفض وأندد بخطوات معينة يتخذها وأقوال يطلقها. ولكني أيضا أقدر خطواته الايجابية. نعم، توجد كهذه ايضا، مثل خطوات الحوار والسلام مع السودان، المغرب، الامارات، والبحرين. ولكن في الاونة الاخيرة تبدو أفعاله، سلوكه، ولحظات ظهوره التلفزيونية المتواترة - وليس بالذات في المواضيع التي تبرر ذلك – كمن أملتها بشكل ظاهر تطلعاته للافلات من المحاكمة ومن ربقة المحكمة التي تهدده ومن شأنها أن تودي به خلف القضبان.
بنيامين نتنياهو شخص محاصر، ولم يتبقَ له – الرجل الذي يكرر تعبير «بمعونة الرب» غير مرة – إلا السير في اعقاب الملك داود في سفر المزامير والصراخ: «من الحصار دعوت الرب».
في آذار، سيحيي نتنياهو 15 سنة في منصب رئيس الوزراء في فترتين. لم تكن سابقة كهذه في إسرائيل. وحتى دافيد بن غوريون، الاب المؤسس والمصمم بقدر كبير لوجه الدولة، لم يصل الى ذلك. فلم يتولّ المنصب إلا نحو 13 سنة مع توقف سنتين في الوسط، بإرادته.
لعله حان الوقت للبحث في امكانية تقييد فترة ولاية رئيس الوزراء في إسرائيل بولايتين فقط. بمعنى، ثماني سنوات ولاية بالاجمال، كما هو متبع ودارج في الولايات المتحدة بالنسبة للرئيس. من الغريب بعض الشيء انه في إسرائيل يقيدون فترة ولاية رئيس الدولة، الذي بخلاف الرئيس الأميركي يحمل منصبا تمثيليا لولاية واحدة من سبع سنوات بينما رئيس الوزراء يمكنه أن يتولى منصبه، اذا ما انتخب بالطبع، الى ما لا نهاية.
أعرف الجواب: الشعب هو صاحب السيادة. طالما كان الشعب يريد احدا ما لهذا المنصب المهم والمركزي وأغلبيته تنتخب هذا الشخص – اذا كان في انتخابات مباشرة شخصية أو من خلال ممثليه في الكنيست – فإن من حق الرجل المنتخب ويجدر به أن يواصل تولي منصب رئيس الوزراء. أتحفظ على هذا الجواب. لو كان انتخاب رئيس وزراء في إسرائيل يتم مباشرة من عموم الناخبين، مثلما في انتخاب الرئيس الأميركي، لكان الشعب هو صاحب السيادة وبوسعه أن يعود فينتخب من يريده لرئاسة الوزراء. ولكن ليس هكذا هو الحال.

عن «معاريف»