العام ٢٠٢١... نحو وطن محرر بلا انقسام او عنصرية

حجم الخط

بقلم: النائب الدكتور احمد الطيبي

 

لم يكن عام ٢٠٢٠ عاما قاسيا بسبب جائحة الكورونا بآثارها السلبية صحياً واقتصادياً بل كان عاما ليس سهلا لقضية شعبنا الفلسطيني الذي راوحت المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية مكانها فشلاً وتكراراً مملاً، وحلت محلها مصالحة عربية- اسرائيلية رغم تعميق الاحتلال وتهويد القدس.

لقد أدت جائحة الكورونا الى تحطيم اقتصاد الدول القوية فكيف امام اقتصاد العائلات المعوزة والطبقات المتوسطة والمجتمعات الفقيرة التي ازدادت فقرا وموتا ومرضاً.

الا ان هذه الكارثة التي حلت بالعالم اجمع خلقت انماطاً جديدة من الحياة في ظل الجائحة: تعليم عن بعد، عمل عن بعد وتعايش عائلي اكثر، في حين شعر العالم انه مهما تقدم فهناك فيروس صغير ادخل عالما باكمله لحالة غير مسبوقة في العصر الحديث وخلق قرية صغيرة من هذا العالم تدافع عن ذاتها وحياتها ومستقبلها.

لقد كان هذا العام عاما مظلما على البشرية جمعاء.

لكن الظلام لم يكن شاملاً ومطلقا.

ففي هذا العام نجح العلم والطب الحديث بالتوصل للقاح لفيروس الكورونا في زمن قياسي اثر تكاتف العالم بقدراته ومقدراته الماليه والعلميه البحثية ليكون منقذا لهذه البشرية من المرض.

وفي هذا العالم انقلع دونالد ترامب او تم اقتلاعه من البيت الابيض من قبل الشعب الامريكي. العالم بدون ترامب هو عالم اقل جنوناً وهوساً وعنصريةً، ولكننا يجب ان نقول بان انتخاب بايدن لن يأتي بالخلاص والانعتاق من هذه الظواهر فعلينا

نحن ان نكون أقوى داخليا وأكثر وحدة وديموقراطيةً.

اسرائيلياً، تزداد حدّة السياسات العنصرية ضد الأقلية العربية الفلسطينية بالداخل، الأمر الذي ينعكس على الشارع الإسرائيلي الذي يزداد تطرّفا حتى بات اليسار الإسرائيلي في هامش الهامش في الخارطة السياسية الإسرائيلية وباتت المنافسة بين اليمين واليمين ونحن نصارع كي نبقى موحدين في وجه هذه السياسات التي تهدم بيوتنا وتغض الطرف عن منظمات الاجرام والبطالة المتفشية وغيرها .. .

مع انتهاء هذا العام نتضرع لله العلي القدير ان يكون العام القادم عاما مغايرًا .

مغايرا لشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والاسلامية.

نريد للانقسام ان ينتهي. نريد للحريات ان تتقدم. نريد للعنصرية في الداخل ان تتراجع ربما بوضع حد لحكم نتانياهو ونريد للعالم ان يتحرك بشكل فاعل ضد الاحتلال والقمع والظلم. ونريد قيمة نوعية اسمى للمواطن الفلسطيني اينما كان وفي كل مكان .

نريد للبحث العلمي ان يتقدم ونريد للثقافة ان تتعمق ونريد للإسلاموفوبيا أن تسقط .

نريد كل هذا ونريد للوطن ان يتحرر. اولاً من قيودنا الداخليه ثم من الاحتلال.