كما يوحي اسم النظام الغذائي "المرن" The Flexitarian Diet، هو أكثر سهولةً في التطبيق، مُقارنةً بالأنظمة الغذائيّة النباتيّة الأخرى، على الرغم من أن الخضروات والفواكه والبقول والأطعمة الكاملة تحتلّ ثلثي وجباته.
الأنظمة الغذائيّة النباتيّة الشائعة
في عداد الأنظمة الغذائيّة النباتيّة الشائعة: • النظام الغذائي النباتي، الذي يحذف لحم الماشية والدواجن من الوجبات، بيد أنه يسمح لمتتبعيه بتناول السمك.
• النظام الغذائي النباتي "الصارم"، الذي ينهي متتبعيه عن تناول كلّ صنوف اللحم، بما في ذلك السمك.
• النظام الغذائي النباتي، الذي لا يدخل أي منتج من المنتجات الحيوانيّة إلى الوجبات، باستثناء الألبان.
• النظام الغذائي النباتي، الذي لا يدخل أي منتج من المنتجات الحيوانيّة إلى الوجبات، باستثناء البيض.
• النظام الغذائي النباتي، الذي ينهي متتبعيه عن تناول أي منتج من المنتجات الحيوانيّة.
بالتالي، لا قواعد صارمة في النظام الغذائي "المرن"، فهو نباتيّ بشكل أساس، لكنّه يسمح لمتتبعيه بتناول اللحوم التي تتغذّى على العشب، والأسماك المصطادة بشكل مستدام، والألبان والأجبان العضويّة، في بعض المرّات. بيد أنّه ينهي، بالمقابل، عن الأطعمة المُصنّعة، بأنواعها (حتّى الحلويات النباتيّة)، ويشجّع على استهلاك الأطعمة الكاملة. القاعدة في النظام "المرن"، هي الآتية: ثلثا الوجبات على الأقلّ نباتيّة بالكامل، أمّا عندما تضم الوجبة اللحم، فهذا الأخير يكون ضئيل الكمّ، وفق الآتي:
• طبق من القرع العسلي، مع الخضروات، مغطّى بقليل من الدجاج.
• سلطة الكرنب، مع تزيينها بالدجاج...
إلى الصحّة السليمة وخسارة الوزن، من فوائد النظام الغذائي "المرن"، هو تقليل مجموع فاتورة مشترياتك، والمساعدة في الحفاظ على البيئة، كما لا يرهق الرجيم المذكور بعدّ السعرات.
من جهةٍ ثانيةٍ، معلوم أنّ اللحوم تُمثّل مصدرًا وافرًا للبروتين يتجاوز الخضروات، بخاصّة عند اختيار اللحوم عالية الجودة، ما يجني فوائد صحيّة عدة عند إدخالها إلى الوجبات. فقد ثبت أن سمك السلمون واللحم البقري اللذين يتغذّيان على العشب يحتويان على نسبة أكبر من دهون الـ"أوميغا 3" الصحيّة المُضادة للالتهابات، مُقارنةً بالـ"أوميغا 6" في السلمون المستزرع أو اللحم البقري الذي يتغذّى على الحبوب. نظرًا لارتفاع تكلفة هذه اللحوم الصحيّة، فإن جعلها "خيارًا" في بعض الأحيان يتفق مع هدف التوفير. وفي الأيّام الأخرى، تجعل الوجبات المعدّة من النبات والبقول والأطعمة الكاملة متناوليها ممتلئين لوقت أطول.
فوائد بالجملة
تشمل فوائد النظام الغذائي النباتي، الحدّ من الإصابات بخطر أمراض القلب والسرطان والسكّري، وحتّى ضعف الإدراك. كما تعدّ نظم الإنتاج الحيواني المستدام من الاهتمامات البيئيّة، راهنًا، أي تحسين نظم علف الحيوان والممارسات الجيدة لتربية الحيوانات والرفق بالحيوانات والحدّ من استخدام مضادات الميكروبات في الإنتاج الحيواني، وبالتالي يقود التقنين في استهلاك اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى، إلى تقليل الأثر السلبيّ على البيئة.
قد يجهل بعض الناس نقطة البداية، عند الرغبة في اتباع نظام نباتيّ "مرن"، بخاصّة إذا كانت اللحوم تشغل نسبًا وافرةً من وجباتهم، لذا قد تفيد النصائح والحيل الآتية لجعل الانتقال إلى هذا النظام أكثر سهولةً ومتعةً.
• يُستحسن اختيار وجبات الفطور النباتيّة سهلة التحضير، مثل: "بودينغ" الشيا أو الشوفان المعدّ من الحليب النباتي.
• يُفضّل التخطيط للوجبات الرئيسة، وتلك الخفيفة، وإعدادها في المنزل، ومنها: السلطات والشوربات وتغميسة الحمّص مع الخضروات إلى جانبها. أمّا في الأيّام التي لا يسعف المرء الوقت فيها، فإنّه يمكنه طلب خدمة توصيل الطغام من مكان يثق بأنّه يعدّ وجبات سريعة صحيّة.
• يبدو دعم الثلّاجة ورفوف المطبخ بالمواد الغذائيّة الأساسيّة، مثل: الباستا المصنوعة من القمح الكامل والكينوا والفاصولياء، بدون الإغفال عن التوابل، وبعض الخضروات المعلّبة أو المجمدة، مجديًا.
• يتطلّب اتباع نظام غذائي نباتي الحصول على المنتجات الطازجة؛ ففي الخريف هناك خيارات، مثل: اليقطين البرتقالي الفاتح والبطاطس الحلوة... وفي الشتاء، هناك الكرنب والبروكولي والقرنبيط. وعندما يحلّ الربيع، ستخرج البازلاء والهليون والفجل إلى الأسواق، وفي الصيف سينضمّ الباذنجان والكوسا والبندورة...
"المرونة"، هي أسلوب حياة متسامح حقًّا، لا مكان "للغش" فيه أو عدّ السعرات الحراريّة، بل يستدعي من متتبعيه بذل جهود لاتخاذ أفضل الخيارات للغذاء أي كثير من النباتات، والقليل من اللحوم عالية الجودة.