الانتخابات الإسرائيلية: ملاحظات أولية

هاني حبيب.jpg
حجم الخط

بقلم: هاني حبيب

أربع ملاحظات سريعة يمكن تسجيلها مع بدء الحملة الانتخابية لانتخابات الكنيست الرابعة المبكرة خلال عامين، ورغم أن الوقت مازال مبكراً، على قراءةٍ محددة للخارطة الحزبية الإسرائيلية في هذا السياق كونها تتغير كل يوم، بل كل ساعة، إلا أن هذه الملاحظات باتت سمة أساسية، تترافق مع الحملة الانتخابية للكنيست القادمة.
أولى هذه الملاحظات يتعلق برئيس الحكومة في سياق نتائج الانتخابات المبكرة الثلاث السابقة، ونقصد هنا بنيامين نتنياهو، فتلك الانتخابات كما الرابعة القادمة، رفعت المعارضة خلالها شعار «إسقاط نتنياهو»، غير أنه لم يسقط، بل أنّ شكل حكومة برئاسته مع القوى التي خاضت الانتخابات تحت شعار إسقاطه، هذه المرة ورغم انشقاق حزب الليكود بقيادة جدعون ساعر الذي شكر حزباً خاصاً به، إلا أن ذات الشعار مازال مرفوعاً، معظم التكتلات والتشكيلات الحزبية يشكل القاسم المشترك فيما بينها، «إسقاط نتنياهو»، ولعل اتفاق فائض الأصوات بين حزبي ساعر وبينيت هو الدليل على ذلك.  
أما الملاحظة السريعة الثانية، فتتعلق بمساعي استعادة دور أكبر للوسط «اليساري والمركز» والذي يتشكل الآن من القوى التالية: «يوجد مستقبل» بزعامة لبيد، وبقايا «أزرق أبيض» بزعامة غانتس والحزب الجديد «الإسرائيليون» برعاية خولدائي، و»تنوفا» بقيادة عوفرشيلح إضافة إلى بيرتس، هذا الوسط يفتقد إلى عنصرين هامين، عنصر غياب التقارب الفكري والأيديولوجي والسياسي من ناحية، وكذلك افتقاده لزعامة تتحلى بالشخصية القيادية الكاريزمية إضافة إلى أن هناك من بين هذه القوى من يحاول أن يجد له مكاناً مع الأحزاب اليمينية بما فيها وعلى رأسها حزب ساعر.  
فجأة تذكرت مختلف الأحزاب، أهمية الصوت العربي وهذه هي الملاحظة الثالثة، «ميرتس» سارع بتعيين عضوين عربيين في مواقع مضمونه، الرابع والخامس، بينما ساعر يرد على سؤال حول إمكانية تعيين عربي في قائمته في الأماكن المضمونة، بالقول: «كل شيء ممكن»، خلدائي بدوره يعلن أنه يسعى لضم شخصيات عربية في قائمته، والأكثر بروزاً في هذا السياق هو نتنياهو نفسه، الذي قام بتعديل سياسته المعلنة ضد العرب وأصواتهم من مبدأ «أنهم يتدفقون على صناديق الاقتراع» إلى زيارة مدينتين هامتين في الوسط العربي هما الطيرة وأم الفحم، مشيداً بإنجازه بضم دول عربية إلى «معسكر السلام» حسب زعمه قائلاً: «لماذا يصوّت العرب لأحزاب لا تعمل لصالحهم، صوتوا لي أنا».
أما الملاحظة الأخيرة فتتمثل في نجاح نتنياهو في تفكيك القائمة العربية المشتركة من خلال التقارب بين منصور عباس والقائمة الموحدة مع حكومة نتنياهو، ومع أننا نعتقد أن تراجع المشتركة، يعود في جزء كبير منه إلى فشلها في تحقيق الشعار الذي رفعته وهو اسقاط نتنياهو، ومع أنها ليست مسؤولة وحدها عن هذا الفشل، إلا أنّ القائمة المشتركة باتت أكثر تعثراً وتفككاً، وبات من المتوقع أن تنقسم إلى قائمتين، ومن المتوقع أن تتراجع نسبة تصويت العرب بشكل عامٍ، وأن جزءاً من أصواتهم ربما يذهب إلى الأحزاب الصهيونية، وفي الغالب فإن العرب لن يحصلوا على أكثر من 10 مقاعد حسب استطلاعات الرأي الأخيرة.