اعترافات براك وتسجيلات صالحية..وبينهما حماس ونتنياهو!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 في يوم 5 ديسمبر 2021، احتلت وسائل الإعلام العبري مقابلة سياسية، قد تكون نادرة المضمون، تحدث خلالها رئيس الوزراء الأسبق يهودا براك مع صحيفة "هآرتس" كاشفا الكثير من "الأسرار".

 بالتوازي أطل أحد قيادات الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام، محمد حسن صالحية المعروف باسم "أبو عماد الطيار"، عبر أشرطة فيديو نشرها على صفحته الخاصة بموقع للتواصل الاجتماعي، ففتح صندوق أسود، لو صدقت معلوماته، فنحن أمام "كارثة وطنية أمنية" بكل ما يمكن وصف ذلك.

مقابلة براك، ألقت الضوء على "الخيط الرابط"، في تبادل المصالح بين حكومة نتنياهو وحماس، ومفسرا السبب الحقيقي لاستمرار قيام تلك الحكومة بتمويل حكومة غزة، و"التعاون السري" بينها عبر قطر وتركيا، والجماعة الإخوانية في داخل إسرائيل، التي أعلنت موقفا صريحا بتعاونها مع الفاسد نتنياهو.

مقابلة براك، تستحق التدقيق السياسي كثيرا، كونه أحد من قاد حرب تدمير السلطة الوطنية الفلسطينية، خلال وجوده في الحكم، ومن بدأ التحضير لعملية الخلاص من الخالد المؤسس الشهيد ياسر عرفات (بعيدا عن هرطقات حاولت تبرئة الكيان باسم "الطهارة الكاذبة")، وقبل ذلك، كان أول رئيس أركان في دولة الكيان يعلن رأي سياسي ضد موقف الحكومة، عندما اعتبر اتفاق أوسلو عام 1993 "خطر وجودي على دولة إسرائيل، وهو ذات موقف نتنياهو وحماس".

براك يكشف أن نتنياهو وحماس يغذي كل منهما الآخر، لهدف مركزي أساسي يتمثل في تقويض السلطة الفلسطينية، ولذا فهما أصحاب مصلحة مشتركة، وسقوط أحدهما يصيب الآخر بوهن سياسي، رغم أن السلطة تقوم بدور هام في التنسيق الأمني والتعاون مع الأمن الإسرائيلي، لكن ذلك لا يمثل "ضمانة سياسية لها عند نتنياهو".

جوهر مقابلة براك، ودون مناقشة تفاصيل يختلط "الذاتي بالعام"، تأكيده أن هناك "هدف مشترك لحماس ونتنياهو، البقاء في الحكم، والثمن رأس السلطة الفلسطينية".

حماس هنا أمام اختبار وطني لو حقا تريد أن تسقط ذلك الاتهام السياسي الواضح، بأنها تتحالف "موضوعيا" مع الفاشي نتنياهو، عليها أن تتقدم فورا وقبل أي حوار بفك "حكومتها الخاصة في قطاع غزة"، والعمل على عودة ما كان ما قبل "تفجير بيت حانون" مارس 2018، وتسليمها المشهد الحكومي العام للحكومة المركزية، بما يغلق أحد مظاهر الانقلاب القديم والمستحدث.

والانتظار الى حين إتمام الحوار المرتقب، لا يمنح الثقة الوطنية أمام ظواهر اتهامية واضحة، خاصة مع انقلاب الجزء الإخواني في القائمة المشتركة لصالح نتنياهو، وتطور العلاقات التركية الإسرائيلية، وكذا قناة قطر الخاصة.

اقدام حماس على ذلك يضع عقبة أمام مخطط نتنياهو الانفصالي، لو حقا هي ليست متماثلة معه، وإن كان بشكل "غير مباشر" سواء بحسن نية أو سوئها، فكما يقال دوما "جهنة مبلطة بأصحاب النوايا الطيبة".

وقد يزيد تلك الضرورة، ما أشار اليه "صالحية" في مسلسل الكلام حول الاختراقات الأمنية المذهلة في صفوف القسام وحماس، وما يمكن ان يمثل "ثقل تنظيمي" لتغذية البعد الانقسامي الذي يعمل له نتنياهو، من داخل صفوف الحركة ضمن اشكال مختلفة، وحسب التجربة الخاصة بهم، كثيرا ما ظهر من خدم للعدو بستار "مقاوم جدا" لكنه كاره جدا للوطنية الفلسطينية.

مقابلة براك رسالة سياسية مهمة يجب قراءتها من قيادة حماس، وتتعامل أنها اتهام صريح، فيما رسائل صالحية أكثر خطورة لأن الاختراق داخل البيت، بحيث يصعب التمييز بين الموقف الحق والموقف الباطل...المراجعة مبكرا فعل انقاذي...وغيره سيكون خدمة لعدو يتربص أخيرا بالحالة الوطنية الفلسطينية، دون مسميات خاصة.

ملاحظة: افتراضا أن الرئيس محمود عباس سيصدر فعلا "مراسيم الحفلة الانتخابية"...من هي الجهة الرسمية التي يجب عليها المصادقة على ذلك..أم هو حق خاص وحصري...للتذكير كان في تنفيذية تقرر!

تنويه خاص: دولة الفرس الإيرانية أصدرت بيانا بعد "المصالحة الخليجية" هنأت قطر على صمودها وشجاعتها...في أكتر من هيك سموم وفتن يا محور "الكذب المقاوم"!